علمت «التونسية» من مصادر موثوقة أن مؤسس ورئيس «تيار المحبة» محمد الهاشمي الحامدي يفكر في مقاطعة الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، أو الإنسحاب من الحياة السياسية التونسية بالجملة، إذا لم يتضمن القانون الإنتخابي فصولا تحمي أصوات الناخبين وتمنع ما اصطلح على تسميته في تونس ب «السياحة الحزبية». وكشفت مصادر موثوقة في «تيار المحبة» أن الهاشمي وجه رسالة رسمية إلى نواب التيار بالمجلس الوطني التأسيسي بتاريخ 25 مارس الماضي، عبر البريد الالكتروني، يجس نبضهم حول هذه الفكرة، قال فيها بالخصوص «حيث أن رئاسة الجمهورية منصب صوري شكلي في الدستور الجديد، ولا قيمة له إلا بأغلبية برلمانية تدعمه لتغيير حياة التونسيين للأفضل، فإن مبدأ المشاركة في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة من دون وجود قوانين تمنع المتاجرة بأصوات الشعب يصبح مخاطرة غير مضمونة العواقب بأصوات التونسيات والتونسيين». وعلمت «التونسية» أن نواب «تيار المحبة» تحدثوا مطولا مع الهاشمي الحامدي وطلبوا منه صرف النظر عن هذه الفكرة ولو مؤقتا وإعطائهم فرصة لبذل جهودهم لتضمين القانون الإنتخابي فصلا يمنع السياحة الحزبية. كما علمت «التونسية» من نفس المصادر أن مؤسس «تيار المحبة» توقف منذ 25 مارس الماضي وبصفة فعلية عن الحديث في الشؤون التونسية، سواء في قناة «المستقلة»، أو في صفحته بتويتر ، أو في أي منبر إعلامي آخر داخل تونس أو خارجها. وقالت مصادر في «تيار المحبة» أن الهاشمي الحامدي أبلغ بعض المقربين منه أن يشعر بأنه يتعرض لمظلمة كبيرة من الطبقة السياسية التونسية، التي شارك قطاع منها في ما وصف بأنه «غارة غير أخلاقية على أصوات أنصار تيار المحبة وعلى مقاعد التيار في المجلس التاسيسي، وعلى حقه في الظهور الإعلامي في الإذاعة وقناتي التلفزة الوطنية، بينما شارك القطاع الآخر بالصمت والرضى، من دون أن تصدر كلمة استنكار واحدة لهذا الظلم وهذا التعدي على أصوات قطاع كبير ومعتبر من التونسيين».