أحبّ الفرجاني ساسي لاعبا غزير العطاء... يقدم دون حساب ولا يتغير مردوده مهما كانت الخطة التي يشغلها.. حتى انه اصبح يشكل احدى الحالات الاستثنائية في ملاعبنا عندما يجمع بين امتياز «الفكاك» ونجاعة الهداف الذي كثيرا ماكانت اهدافه حاسمة وذات قيمة مضافة.. ولكنني فوجئت وأمثالي كثر دون شك بما قاله فرجاني ساسي بعد مباراة النادي الصفاقسي والنجم الرياضي الساحلي في تصريح للاحد الرياضي بانه يهدي الثنائية التي وقّعها في شباك فريق جوهرة الساحل لشقيقه مصعب الذي غادر النجم في الشتاء الفارط الى النادي البنزرتي.. وكان هذا الاهداء سيمرّ عاديا لو لم يتعلق الامر بمباراة طرفها النجم الساحلي الفريق الذي تقمص مصعب ساسي زيه لسنوات وتقلد فيه شارة القيادة ونال معه فرصا عديدة للبروز والتألق لم ينلها غيره من ابناء النجم الساحلي من جيل مصعب مثل علاء الدين عباس وايمن الطرابلسي وقبلهما وجدي الماجري وحمزة الشطبري والقائمة تطول .. فرجاني ساسي بدا وكأنه يودّ ان يعيد الاعتبار لشقيقه بإهدائه هدفي فوز النادي الصفاقسي على النجم الساحلي فكانت الصورة المعبّرة عن منطق «انصر اخاك».. ولغة القبيلة والحال ان مصعب ساسي لم يظلم في النجم ولم يغادره مقهورا على فرصة لم ينلها.. بل بالعكس فان مصعب الذي نكن له كل المحبة والتقدير على دماثة اخلاقه وصفاء معدنه الاصيل نجح في بعض الاحيان وفشل في اخرى وهو في ذلك على غرار معظم اللاعبين. .. كما أنه حظي بتشجيع ودعم كبيرين ونال حظه مع معظم المدربين الذين مروا من النجم الساحلي طيلة وجوده في الفريق ولقي من يصبر عليه.. والثابت ان السنوات التي قضاها مع فريق جوهرة الساحل كانت بكل المقاييس مفيدة له على جميع الاصعدة وليس أدلّ على ذلك من انه كان قريبا من تجربة احترافية اوروبية مع فريق قراس سوبر السويسري.. لذلك فإنّ اهداء الفرجاني بكل ما يستنتج منه من محاولة رد اعتبار لشقيقه. لا نعتقد ان مصعب في حاجة اليه لأن ما ناله من فرص وما تمتع به من ثقة بوأته في وقت ما شارة القيادة التي حملها قبله رموز النجم من موقو والشتالي وجنيح وبكاو والحسومي وعمارة والشابي وبية والصالحي وصولا الى سيف غزال انما هي تعبير صادق لا يحتمل الجدال في ما بلغه مصعب ساسي من مكانة النجم الساحلي.. ثم ان اختيار الفرجاني لتوقيت اهداء شقيقه للفوز والهدفين كان خاطئا فمباراة الاحد الفارط التي اصطلح على تسميتها بموقعه الغاز المسيل للدموع لا يمكن ان تحتمل اكثر مما تحملته من شحن واحتقان نحمد الله ان توقفت خسائره عند ذلك الحدّ.. فلا حاجة لأن تزيد التصريحات المستفزة في توتير الأجواء أكثر مما هي متوترة.