حاورته: ريم حمزة هو من خرّيجي المعهد العالي لفنون الملتيميديا سنة 2007 تمكّن بعد تخرّجه بسنوات قليلة من إخراج فيلمه الرّوائي - الوثائقي الأوّل بعنوان «بريكة عزيانة» الذي شارك في 4 مهرجانات سينمائيّة كبرى أهمّها مهرجان الإسماعيليّة للأفلام التسجيليّة والقصيرة سنة 2012، أطلق منذ فترة قصيرة فيلما وثائقيا بعنوان «الطيور المهاجرة» وهو الأوّل في رصيده من الصّنف الطويل.. إنّه المخرج الشّاب أكرم منصر الذي إلتقيناه فجمعنا به الحديث التّالي: لو تعطنا لمحة عن فيلمك الجديد « الطيور المهاجرة؟ هو فيلم وثائقي طويل يدوم حوالي 75 دقيقة ويتطرّق إلى حياة سكّان الصحراء الغربيّة خاصة منهم المقيمون في مخيّم «تيندوف» في الحدود الجزائريّة. الفيلم فيه بحث عميق حيث دام سنة ونصف ما بين التحضيرات و التصوير ومرحلة المونتاج واستمرّ التصوير حوالي 13 يوما تنقّلنا فيها بين مخيّمات اللّاجئين في «تيندوف» والمناطق المحرّرة . لماذا اخترت موضوع الصّحراء الغربيّة تحديدا؟ الفيلم ليس سياسيّا بقدر ما هو عمل سينمائي يتناول موضوعا كان مغيّبا في السينما حيث تطرّقت إلى موضوع الهويّة من خلال شجرة «الطّلح» التّي تعتبر رمزا من رموز الصّحراء وكذلك تشبّث هذا الشّعب بأرضه رغم الظروف الصّعبة التي يعيشها. من يقرأ العنوان يخيّل إليه أنّ الفيلم يتحدّث عن الطيور المهاجرة، ألا ترى أنّ العنوان لا يتماشى ومضمون الفيلم؟ أنا لست من الذين يقدّمون عناوين مباشرة لأعمالي، بل قصدت بذلك شجرة «الطّلح» الموجودة هناك والتي هجرها أهلها غصبا عنهم وظلّوا يحاربون ويقاومون ليعودوا إليها يوما، ومن هذا المنطلق جاء العنوان إذ شبّهت هؤلاء السكّان بالطيور المهاجرة التي تنتظر العودة إلى موطنها. هذا الفيلم كما سبق وقلت ليس سياسيّا بل حاولت خلال الرّبع ساعة الأولى أن أفسّر للتونسيّين قضيّة الصحراء الغربيّة من الناحية التاريخيّة ثمّ تحدّثت في القسم الثاني من الفيلم عن المخيّمات وطريقة عيش السكّان هناك وظروفهم الاجتماعيّة ثمّ تناولت موضوع انتهاك حقوق الإنسان وأخيرا تحدّثت عن عادات وتقاليد هذا الشعب وتشبّثه بأرضه كما بيّنت من خلال الصّور كثرة الوفود الأجنبيّة الموجودة هناك والتي لا توجد في أيّ بلد عربي آخر، وحقيقة فوجئت لأنّي اكتشفت هناك شعبا مثقّفا تتمتّع فيه المرأة بحريّتها أكثر من تونس. كيف كانت هذه التجربة بالنسبة إليك؟ لم تكن تجربة سينمائيّة فحسب بل كانت تجربة إنسانية جيّدة حيث اكتشفت أشخاصا يناضلون من أجل أرض أو فكر كوّنوا دولة هناك تسمّى الجمهوريّة العربيّة الصحراويّة الديمقراطيّة وتعترف بها 83 دولة تقريبا و قاموا بتأسيس وزارات ومؤسّسات تعليميّة ولهم أيضا تلفزيون رسمي. ما أعجبني في هذا الشعب أنّه تأقلم مع الوضع ويمارس حياته الطبيعيّة في انتظار رجوعه إلى موطنه الأصلي. هل واجهتكم مصاعب خلال التصوير؟ الظروف المناخيّة أوّلا ثمّ خلال تنقّلنا واجهنا خطر الألغام حيث أنّ المغرب زرع حوالي 9 ملايين لغم في أرض الصحراء الغربيّة و كنّا مجبرين على اتّباع مسلك ضيّق حتّى لا نتعرّض لخطر الانفجار. هل بدأت بعرض الفيلم للعموم؟ نظّمت بعض العروض بالمناطق الداخليّة من بينها مدينة «وذرف» مسقط رأسي و«الصخيرة» وسننظّم عروضا أخرى بمختلف ولايات الجمهوريّة. ما هو الصدى الذي وجده الفيلم؟ أكثر ما أسعدني هو أنّ الفيلم أثار نقاشا على مستوى اللّغة السينمائيّة وعلى مستوى موضوع الفيلم حيث لاحظت أنّ أغلبيّة التونسيّين يجهلون تفاصيل هذه القضيّة. هل ستواصل في إخراج هذه النوعيّة من الأفلام؟ أنا لا أختار المواضيع بل هي التي تتبنّاني ثمّ أحاول أن أنطلق منها، فإذا لم يشدّني موضوع ما سواء كان وثائقيّا أو روائيّا فلا أنجزه إذ يجب أن أتشبّع بالموضوع حتّى أتمكّن من إنجازه. هل تنوي المشاركة بشريط «الطيور المهاجرة» في مهرجانات دولية؟ لقد تقدّمنا بمطالب لعدد من المهرجانات الدوليّة ونحن في انتظار الرّدود. ما هو جديدك؟ لقد تمكّنا من جلب مسابقة عالميّة إلى تونس والتي تسمّى ب «مهرجان 48 ساعة سينما» وهو حدث عالمي ستعيشه تونس لأوّل مرّة من 19 إلى 21 سبتمبر القادم ، حيث يعدّ هذا المهرجان من أكبر التظاهرات السينمائيّة في العالم في مسابقة الأفلام القصيرة حيث يجتمع أكثر من 60ألف سينمائي في مختلف الاختصاصات موزّعين على ما يقارب 146 مدينة منظّمة في مختلف أنحاء العالم وقد بعث هذا المهرجان لأوّل مرّة بالولايات المتّحدة الأمريكية سنة 2001 وهو سيمثّل فرصة حقيقيّة لكلّ العاملين في القطاع السينمائي من مخرجين ومنتجين وتقنيين لتمثيل السّينما التونسيّة في المسابقة العالميّة بأمريكا.