مع خليفة الجبالي: إنّ اجمل ما في سباق الكأس ان يلتقي ابناء الوطن الواحد في مباراة تعد عرسا كبيرا وفريدا من نوعه خاصة لما يتعلق الامر بمباراة بين زعيم ذائع الصيت وآخر مغمور من اعماق اعماق هذا البلد الجميل. وقد يصل الفارق بين المتباريين الى ثلاثة او اربعة اقسام. وهذا ما تفرضه عملية القرعة في سباق الاميرة. ان النتيجة فعلا ليست هامة في مثل هذه الحالات بل الأهم هو القرب من هموم تلكم القرى النائية ومعرفة طرق عيشهم وعبرة لنجوم الفرق الكبرى الذين يصل راتبهم الشهري الى ضعف ميزانية الفريق المضيف. ان الذين انتفخت جيوبهم، لا يدركون قيمة الخصاصة الا عندما يلاقون لاعبين لا يقلون قيمة فنية ولا اخلاقية عن النجوم المزعومين ولكن الاقدار وضعتهم في فريق مغمور بقرية منسية. واكيد ان لاعبي الفرق الكبرى ذوي الحس الانساني والاخلاق العالية سيتلقون درسا اعمق من خلال رؤية نظرائهم المساكين من الفرق الصغرى .. وعليه فان الفوائد ستكون عديدة لمسيري ولاعبي الفرق الكبرى اذن تنطلق اليوم ضربة البداية لسباق الدور السادس عشر من كأس تونس.. وسترون كيف يعيش اهل بوحجر وحفوز والقلعة الكبرى ونجم فريانة ونادي حاجب العيون و..و...سترون ثروات فنية مغمورة. فالمطلوب منكم ان تنزلوا هذه الربوع في تواضع كبير وابتسامة عريضة وسلوك انساني. بامكانكم ان تتكرموا على زملائكم من الفريق المنافس بما تيسر ..تبادلوا معهم الازياء.. احترموا الجماهير المحلية لانها تعشقكم من حيث لا تدرون. تبادلوا شعارات الفريقين، تبادلوا الازياء..أما المسيرون فدورهم اكبر. فمادمتم تحبون هذا الوطن او تدعون ذلك، فقد جاءت فرصة ذهبية لتجسيم ذلك على ارض الواقع.. احملوا معكم ما أنتم قادرون على حمله مستلزمات رياضية.. تجهيزات اعطوا شيئا من مالكم وهو ليس بالقليل ساعدوا الجمعيات الخيرية زوروا المؤسسات الصحية والمنظمات الاجتماعية، هذا ان وُجدت هناك مؤسسات وجمعيات. إن بلادنا الآن وقبل اي وقت مضى في حاجة ملحة الى التآزر والتكاتف والتحابب.. انسفوا واكنسوا الشعارات الهدامة.. وتذكروا ان اي شبر في هذا الوطن عزيز على كل من وطئت قدماه هذا الوطن. غمزة: ألم يعلموكم بأن الرياضة تحابب وتآخ وانها اخلاق او لا تكون. اذن طبقوا ما علّموكم اياه «يا الله».. توكلوا على الله..