تتوالى الاجتماعات واللقاءات بين رؤساء أندية الرابطات الثانية والثالثة والجهوية لتحديد مصير السباق في ما تبقى من جولات ورغم ان السير العادي للبطولة في كلّ صنف يسير بالنسق المحدّد مسبقا رغم بعض الهنات والمآخذ فان تطورات الساعات القليلة الفارطة توحي بتحركات جانبية قد تنعكس سلبا على الجو العام وربما تصبّ في خانة تجميد النشاط الى حين تستجيب سلطة الاشراف الى مطالب الاندية الباحثة عن مستحقاتها المالية المتخلّدة بذمة وزارة الشباب والرياضة والتي وعدت في أكثر من مرّة بصرف قسط من منحها الاعتيادية غير ان الامر ظلّ مجرّد وعود شفوية لم تترجم على أرض الواقع وهو ما دفع الاندية الى رفع راية العصيان والتهديد بتجميد النشاط بمباركة من المكتب الجامعي الذي اصطف خلف هذه المطالب المشروعة لغاية في نفس الجريء الذي بدا واضحا انّه يحسب كلّ خطواته قبل السير في حقل الالغام المترامي الاطراف حتى لا يخلق لنفسه معارضين جددا هو في الاصل في غنى عنهم... راية التجميد التي تلوح الآن في أكثر من بطولة بدءا بالرابطة المحترفة الثانية وتحديدا في ملاعب البلاي اوف مرورا برابطة الهواة وصولا الى البطولة الجهوية تبدو مسنودة بقانون الاغلبية الذي يسطّر تحركات واجتماعات رؤساء الاندية في أكثر من مقّر وخاصة في رحاب المكتب الجامعي الذي تبنّى الحركات الاحتجاجية غير العفوية وسار في تيّار المعارضين لسياسة الوزير أملا في تطويق الخلاف والظهور في ثوب حامي الحمى والدين وناصر صوت المحتاجين والمستضعفين وإذا كانت سياسة المكتب الجامعي تبدو في ظاهرها مفهومة بل معقولة جدّا على اعتبار ان الجامعة التونسية لكرة القدم مطالبة بالدفاع عن مصالح الاندية وتبليغ صوتها وتسهيل مهامها بمختلف الوسائل المشروعة والمسموحة فانّ باطن الامور يوحي بعكس ما يضمره رئيس الجامعة وديع الجريء الذي بارك مخطّط العصيان مكرها حتى لا يخسر ما تبقى له من موالين في حربه المعلنة ضدّ جبهات المعارضة المنادية بإسقاطه والتي تتسّع رقعتها يوما بعد يوم... وديع الجريء يدرك جيّدا ان الضغوط المسلطة على المكتب الجامعي في الآونة الاخيرة خاصة بعد تفاقم موجة الاحتجاجات في بطولة الرابطة الاولى وتعاظم الهفوات التي وقعت فيها الجامعة ما بين الاندية والمنتخب لم تعد تسمح بارتكاب زلاّت جديدة سيّما مع وجود تحركات جانبية جدّية لاستقطاب الأصوات الخارجة تباعا من بيت الطاعة لذلك تعالى الجريء على نفسه ووقف في صفّ الاندية الغاضبة حتى لا ينال نصيبه من ثورة الغضب ويكون خصما في وقت من الهيّن فيه لعب دور الحكم... كلّ الهياكل الرياضية التي تحترم نفسها وتسهر على تأمين المسابقات المحلية ترفض سياسة ليّ الذراع ولا تقبل ان تكون خصما طريّا تتقاذفه ميولات ورغبات الاندية كلّ حسب مصالحه الضيقة ومن المفروض في هكذا مواقف ان تتحلّى الجامعة التونسية بقدر كبير من المسؤولية حتى لا يعبث بمصداقيتها وبدورها كأهمّ هيكل رياضي في البلاد لكن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية والخوف من سحب البساط من تحت قدمي الرئيس «الصوري» جعل الجامعة تفتح عينا وتغمض أخرى وتقبل ب«شرط العازب على الهجالة» حتى تمرّ العاصفة بلا خسائر وتبقى الاصوات في «المكتوب» ولا يهمّ ان تستقوى الاندية على الجامعة أو ان تملي شروطها بلا ضوابط ولا قوانين فقط ما يهمّ هو تحصين الشرعية في وجه حركات الردّة التي تهدّد عرش «الرئيس»... الأندية ستملي قانونها الخاص مثلما ترتضي وتشتهي والجامعة ستواصل اللعب على الحبلين والتدثّر بعباءة المدافع عن حقوق الاندية حتى لو أخلّت هذه الاخيرة بواجباتها ولكن ما فات الجريء ومن معه أنّ الدلال يخلّف الهبال وان لذّة العصيان تؤسّس لطريق الادمان وستصبح هذه البدعة سنّة حميدة خاصة أمام سياسة الاذعان التي يمتهنها الجماعة... بالأمس القريب كانت نصرة الاندية تكتيكا جريئا من «الوديع» لوضع العصا في العجلة في طريق الوزير السابق طارق ذياب أمّا اليوم فقد تسمّرت نفس العناوين ولكن بنوايا مغايرة عمادها «أساندك في الواجهة لتؤمّن ظهري».