ينتخب الاحد الصحافيون أعضاء المكتب الجديد للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين الذي سيقود النقابة خلال السنوات الأربع القادمة. وسيختار الصحافيون مكتبهم التنفيذي من بين 25 مترشحا تقدموا في قائمتين تحمل الأولى اسم «وحدة الصف المهني» ويترأسها النقيب السابق ناجي البغوري وتحمل الثانية اسم «القائمة المهنية المستقلة لخدمة الصحافيين» ورد الاعتبار» وتترأسها عضو المكتب المتخلي سيدة الهمامي إلى جانب عدد من المستقلين. وقد شهدت الحملة الانتخابية لنقابة الصحافيين تنافسا كبيرا بين القائمتين قاده في الأغلب الصحافيون الشبان على شبكات التواصل الاجتماعي كما قدم المترشحون برامجهم الانتخابية في ندوتين صحفيتين التأمتا خلال الأسبوع المنقضي بمقر النقابة . ولئن اشتركت القائمتان في العديد من النقاط وهي أساسا تحسين الأوضاع الاجتماعية والمادية للصحفيين وإعادة الاعتبار للقطاع والعمل على تحقيق مطلب أجيال من الاعلاميين ببعث اتحاد للصحافيين ومشروع سكني فقد كانت لكل منهما طريقته في تنفيذ الحملة ، حيث قام مرشحو القائمة المهنية المستقلة لخدمة الصحافيين بزيارة العديد من المؤسسات الإعلامية خاصة تلك التي لها وزن انتخابي من حيث عدد الصحافيين بالإضافة إلى التحركات الميدانية الأخرى التي يقوم بها مساندو هذه القائمة للتعريف ببرنامجها. في المقابل ارتكزت الحملة الانتخابية لمرشحي قائمة وحدة الصف المهني في جانب كبير منها على التشاور مع الاعلاميين ومناصريها في تحديد البرنامج والاتفاق على التسمية إلى جانب اللقاءات التي عقدها المترشحون مع الصحافيين للتعريف ببرنامجهم . قراءة في القائمين وفي قراءة في القائمتين نجد أن قائمة وحدة الصف المهني تتكون من مترشحين من شرائح عمرية مختلفة كما تمثل تقريبا مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية حيث يمثل كلاّ من سكينة عبد الصمد وكريم اللطيفي الاعلام المرئي (التلفزة الوطنية) ويوسف الوسلاتي وناجي البغوري وخميس العرفاوي وزياد دبار وعايدة الهيشري الصحافة المكتوبة ووكالة تونس افريقيا للأنباء وحاتم بلحوش ونبيل الدسراوي الإعلام المسموع مع الإشارة إلى أنّ هذه القائمة تضم مرشحين عن الجهات وهما بلحوش (إذاعة المنستير) والسدراوي (إذاعة تطاوين) وهي أول مرة في تاريخ انتخابات النقابة الوطنية للصحافيين تتقدم قائمة بمرشحين عن الجهات. القائمة المهنية المستقلة لخدمة الصحافيين ورد الاعتبار تعتبر القائمة الأكثر تمثيلا لشباب المهنة حيث تترأس هذه القائمة أصغر عضو في المكتب التنفيذي المتخلي وهي السيدة الهمامي كما تمثل أيضا الاعلام المكتوب (مديحة معمري من جريدة «الصحافة» وشكري الباصومي (دار الأنوار ) والمرئي (مراد السليمي «قناة تونسنا» ووليد الحمراوي (التلفزة الوطنية) والسمعي (سيدة الهمامي إذاعة «موزاييك» ومنير بالناصر «إذاعة قفصة» وناظم الهاني (الإذاعة الوطنية) إلى جانب وجود مرشح عن المصورين ( حبيب الطرخاني) والاعلام الخارجي منال العابدي (العرب اللندنية). وتتكون قائمة المترشحين المستقلين من جمال الحسناوي ورشيد الكراي وشادية خذير وعادل الثابتي وعبد اللطيف القروري وعبد النور بالسنون وفرح شندول. وبقطع النظر عن الأسماء المترشحة يعتبر المؤتمر الثالث لنقابة الصحفيين مفصليا في تحديد مصير المهنة والمهنيين باعتبار أنه ينعقد في مرحلة انتقالية تعيشها البلاد على وقع تغيرات سياسية واجتماعية واعلامية هامة لعب فيها الصحافيون دورا كبيرا في تغطية كل الاحداث التي مرت بها البلاد وكذلك بالضغط على الحكومات المتعاقبة لتعديل العديد من المسارات، كما عاش الصحافيون خلال السنوات الثلاث الماضية معارك هامة مع السلطة من أجل المحافظة على مكسب حرية الإعلام وخاضوا لأول مرة في تاريخيهم إضرابين عامّين متتالين . ويأمل الصحافيون أن يكون المكتب المنتخب ناطقا حقيقيا باسم أصحاب المهنة حاملا لآمالهم وآلامهم ومدافعا شرسا عن حقوقهم المادية والمعنوية وحرية الإعلام وأخلاقيات المهنة وأن ينآى بالإعلام عن كل التجاذبات السياسية رغم أن العديد من الأحزاب ومن ورائها رجال الأعمال ليسوا بعيدين عن تحريك خيوط المؤتمر الحالي .