مع خليفة الجبالي: منذ اواسط القرن التاسع عشر (1848) حيث انشئت في انقلترا لعبة كرة القدم وانطلق النشاط الفعلي للاندية سنة 1852باستحداث رابطة تسير هذا النشاط الوليد. منذ ذلك التاريخ وعالم التحكيم لم يخل من الاخطاء والزلات والتجاوزات ولن يخلو منها الى يوم يبعثون. لكن، في حين يعمل الغرب بالخصوص على الاصلاح وتفادي اكثر ما يمكن من الاخطاء، ومحاسبة المذنبين ومجازاة الناجحين.. فان هياكلنا (ومن ضمنها قطاع التحكيم) تعمل بمكيالين فتغض الطرف عن هذا الحكم لأنه «متاعنا» ووراءه النادي الفلاني والشخصية الفلانية وتمعن في التشهير بآخر لأنه (ما عندو كان ربي) رغم ان صاحب الحصانة، تكون اخطاؤه اوضح وافدح وهنا يصح القول بأن لجنة المتابعة او ادارة التحكيم ككل تعمل بالمثل «انظر للوجوه وفرق اللحم». كيف ذلك؟؟ بعد مقابلات الكأس نهاية الاسبوع الماضي قام اكثر من حكم ومساعد بأخطاء جسيمة تتمثل بالخصوص في الغاء اهداف وعدم احتساب ضربات جزاء. فالهدف الذي سجله اتحاد سليانة، تجاوزت الكرة فيه الخط النهائي بما يقارب المتر وتغير مجرى المباراة تماما بما أن ذلك الهدف لو احتسب لضاعفت سليانة النتيجة ويصعب على القوافل العودة في المباراة.. ومع ذلك لم نسمع حتى كلمة عتاب للحكم الذي لا استحضر اسمه.. في نفس المسابقة وفي نفس اليوم حرم الصادق السالمي الاولمبي الباجي من ضربة جزاء وفعل مثله ايمن كشاط في حفوز بحرمان الهذلي من ضربة جزاء (والنتيجة انذاك كانت متعادلة) وانيس بن حسن في لقاء ترجي جرجيس ومستقبل قابس حيث حرم «العكارة» من ضربة جزاء كذلك، كل هذا ولم تقم القيامة حول هذه الاخطاء الفظيعة.. في اليوم ذاته ارتكب غازي بن غزيل نفس الخطإ، وحرم اتحاد بن قردان من ضربة جزاء ضد النادي الصفاقسي فزلزلت الارض ودعي «المسكين» للجنة المتابعة وهو ما يزال في محيط ملعب بنقردان..عجبا.. ما هذا الخور؟ ماهي غايتكم؟ الا تعتقدون انكم بصدد اثارة الفتنة في صفوف العائلة التحكيمية بسياسة: «واحد فرض والآخر سنة» اقسم اني لا اعرف بن غزيل بل اني لم اكن اعلم بالرابطة التي ينتمي اليها الا بعد استشارة زميل لي.. فلا يذهبنّ ظنكم بعيدا.. في الموسم الماضي والحالي ايضا ماذا فعل مراد بن حمزة (الترجي الصفاقسي) وهذا الموسم (المستقبل الافريقي) يوسف السرايري (دربي) القصعي حروش الجوادي وفي السنوات القليلة الماضية: محمد المدب محسن بلعيد فؤاد البحري الخ.. ألم يخطئ هؤلاء؟ أجيبوني!! باختصار هناك من حول وجهة ألقاب وتسبب في نزول عديد الفرق لكنهم يصولون ويجولون اما كمراقبين او مسؤولين او حكام ناشطين يرتعون محليا ودوليا.. العيب ان الحزم والادانة والتشهير لا يحصل الا لما يتعلق الأمر ب: بن غزيل او بن حسانة او اللقام فلماذا يا ترى يجرّم هذا ويكرّم ذاك؟ غمزة لطالما انتقدت السيد وديع الجريء واختلفت معه جوهريا، ولكني اراه اليوم مستهدفا (كم اكره هذه الكلمة) نعم «مستهدفا». فلا يذهبنّ الى ظنكم ان من استعجلوا محاسبة بن غزيل يجاملون الجريء او يتقربون اليه بل وضعوه في ورطة واحرجوه اذ لا تنسوا انه ابن بن قردان.