يعيش الشريط الحدودي الغربي التونسي مع الجزائر منذ ايام ظروفا امنية خاصة نتيجة تواصل العمليات الامنية والعسكرية المكثفة في جبل «الشعانبي» والجبال المجاورة له في ما اصبح يعرف بواقعة «أم المعارك» للقضاء على دابر الارهاب. فهذه المعركة تكتسي اهمية بارزة للقضاء على واحدة من اكبر المجموعات الارهابية المسلحة التي تسللت الى بلادنا وهي «كتيبة عقبة ابن نافع». وهذه العملية العسكرية الضخمة تتواصل بالتوازي مع عمليات تمشيط مكثفة تشهدها جبال الكاف وجندوبة بحثا عن مجموعات ارهابية يحتمل تواجدها بهذه المناطق التي تتميز بتضاريس وعرة. تواصل طيلة الايام الفارطة توافد تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة على المناطق المحيطة بجبل «الشعانبي» وذلك بهدف التعجيل بالقضاء على ما تبقى من عناصر ارهابية مختبئة في مغاور الجهة. ولهذا الغرض ضبطت مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية خطة محكمة للإيقاع بالعناصر الارهابية واصطيادهم فردا فردا مع العمل على عدم وقوع اصابات في صفوف جنودنا خاصة ان المعركة تبدو غير متكافئة لا سيما وان وحداتنا العسكرية والامنية المدججة بأقوى الاسلحة وافتكها ستجد امامها مجموعات صغيرة محاصرة، أسلحتها معلومة وتكتيكات حربها اضحت معروفة لدى وحداتنا. وقد عززت وحداتنا المسلحة من تجهيزاتها ومعداتها خاصة في مجالي الرصد الآلي وكشف الالغام لتسريع تنقل الجنود ولتيسير متابعة حركة الارهابيين داخل الجبل واستهدافهم برمي ناري مكثف مع كل محاولة بروز يقدمون عليها.. مقابر حديثة للإرهابيين بعدما تم تناقله من اخبار بخصوص عثور وحداتنا المسلحة على مقابر حديثة للإرهابيين لم تنف مصادرنا هذه المعطيات ولم تؤكدها بصفة نهائية بل فضلت تأجيل تقديم كل المعطيات المتعلقة بهذه العملية الى ما بعد الانتهاء من مختلف التدخلات الميدانية. لكن ما اكدته مصادرنا هو مقتل عدة عناصر ارهابية خلال العمليات الامنية والعسكرية للأيام القليلة الفارطة. استهداف كل المجموعات الإرهابية المسلحة ذكرت مصادر امنية مطلعة ل «التونسية» ان وحداتنا المسلحة بادرت بمطاردة كل المجموعات الارهابية المسلحة المتمركزة بالشريط الحدودي الغربي انطلاقا من سلسلة جبال «خمير»بأقصى الشمال وصولا الى جبل «الشعانبي». وذكرت مصادرنا ان مختلف الوحدات الامنية والعسكرية تقوم بمسح امني شامل لكل هذه المناطق بحثا عن اي تواجد ارهابي محتمل بالتوازي مع مطاردة المجموعات المسلحة المتمركزة في «الشعانبي» وجبل «سمامة» وغيرها بهدف القضاء عليها نهائيا وتأمين هذه المناطق... كما كثفت مختلف الوحدات الامنية من نشاطها داخل المدن المجاورة لهذه المناطق بهدف رصد اية حركة غريبة وللإيقاع ببعض العناصر المنتمية الى الخلايا الارهابية النائمة المتواجدة بهذه المدن. ولضمان عدم عودة فلول الارهاب الى مثل هذه المناطق انهت منذ ايام مختلف الجهات المعنية ضبط خطة عملية لمراقبة مختلف هذه المناطق وابقائها تحت مجهر وحداتنا الامنية والعسكرية خلال الفترة القادمة بما لا يترك فرصة ثانية لهؤلاء الارهابيين للعودة مجددا للاستقرار بهذه المناطق. الجزائر تشدد المراقبة ذكرت مصادر جزائرية مطلعة ل «التونسية» ان الوحدات الجزائرية عززت خلال الايام الاخيرة من تواجدها العسكري على طول الشريط الحدودي من جهة «الشعانبي» بهدف منع اية محاولة تسلل محتملة لعناصر ارهابية فارة من قصف وحدات الجيش التونسي نحو اراضيها، ولضمان عدم وصول امدادات من الجماعات الارهابية المسلحة المتمركزة في الشرق الجزائري الى ارهابيي «الشعانبي». وذكرت ذات المصادر ان التواجد العسكري الجزائري المكثف على طول الحدود التونسية الجزائرية ساهم بشكل كبير في قطع التواصل بين الجماعات الارهابية الناشطة شرق الجزائر ومثيلاتها المتواجدة بجبال ولايات القصرينوالكاف وجندوبة...