استغرب أمس كل المتابعين لأشغال المجلس الوطني التأسيسي ما وصلت إليه الأمور في رحابه والذي يمثل اعلى سلطة في الدولة من فوضى و«قلّة حياء» ضربت كل آداب الحوار عرض الحائط،حيث تحوّلت مناقشة الفصل 23 من مشروع القانون الانتخابي المتعلق بشروط الترشح للانتخابات الرئاسية وبالأساس مسألة التنصيص على التناصف في القائمات الانتخابية الى تشابك بالأيدي بين النائبين إبراهيم القصاص ومهدي بن غربية ولولا تدخل بعض النواب في «الوقت بدل الضائع» لتحوّل التأسيسي إلى «حلبة» لتسديد اللكمات وتبادل الضربات. وكان النائب مهدي بن غربية قد وصف خلال الجلسة تدخل النائب ابراهيم القصاص الذي اعتبر فيه ان المكان الطبيعي للمرأة هو المنزل والاهتمام بزوجها وأطفالها لا الترشح للانتخابات، ب«الشطحات المعتادة والمدفوعة» هدف صاحبها حسب رأيه استفزاز النواب وتعطيل عمل المجلس لا غير. وقال امس مهدي بن غربية في تصريح ل «التونسية» انه «من العيب أن يقوم نائب ممثل لحزب كبير في تونس بما يأتيه من تصرفات صبيانية وبما يجاهر به من الفاظ مستفزة وخادشة للحياء»-على تعبيره-. اما عن السبب الذي دفع القصاص الى التوجه نحوه دون غيره من النواب ومحاولة الاعتداء عليه، فقد قال مهدي بن غربية ان «القصاص لا يَحترم حتى يُحترم...لقد استفز بكلامه جميع النواب الامر الذي دفعني الى نعته ب«الح...»،فكان ما كان».