أعلن مصدر بوزارة الداخلية الجزائرية أن مروحيات حربية تشارك حاليا في البحث عمّا لا يقل عن 50 مهاجرا معظمهم من النساء والأطفال تسللوا سرّا من النيجر الى الصحراء الجزائرية و أعلن عن فقدانهم يوم الأحد الماضي, وسط مخاوف من تكرار مآس سابقة حين هلك عشرات المهاجرين غير الشرعيين عطشا و جوعا بعد أن تاهوا في الصحراء. وأوضح المصدر أن المئات من عناصر الجيش يشاركون في عملية البحث والإنقاذ التي بدأت قبل يومين في المناطق الصحراوية الوعرة على الحدود بين الجزائروالنيجر، للبحث عن المفقودين الذين ضلوا الطريق. وأشار المصدر الأمني إلى أن قوات نيجرية وجزائرية بدأت منذ يوم الأحد، عملية البحث والإنقاذ على أمل الوصول إلى عشرات المهاجرين وهم من جنسيات أفريقية تاهوا في الصحراء بعد أن تخلى عنهم سائقا سيارتين يعملان في تهريب المهاجرين السريّين قرب الحدود وسط ظروف قاسية. وسبق أن هلك 35 مهاجرا نيجريا عطشا في صحراء النيجر عندما تعطلت الشاحنة التي كانت تنقلهم. وأغلبية المهاجرين الذين يحاولون دخول الجزائر نساء وأطفالا من النيجر يرسلون للتسول خارج المساجد. ويوجد طريق آخر للهجرة إلى ليبيا يجتذب في الأغلب شبانا من غرب أفريقيا يتطلعون إلى العمل في شمال أفريقيا أو محاولة الوصول إلى أوروبا. وتمثل النيجر منذ عقود نقطة عبور يقصدها المهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى شمال أفريقيا أو أوروبا، وقد تعهدت بوقف تدفق المهاجرين عبر الجزء الخاص بها من الصحراء الكبرى بعد وفاة 92 مهاجرا أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزائر أواخر العام الماضي. و بعد أيام من البحث عثرت السلطات الجزائرية و نظيرتها النيجرية على جثث نساء و أطفال وسط الصحراء هلكوا عطشا و جوعا في مأساة أعادت الى الأذهان مآسي مئات «الحارقين» بحرا الذين يلقون حتفهم سنويا غرقا قبالة سواحل ايطاليا.