"المدربون التونسيون من خيرة الطواقم العربية يواصل المدرّب التونسي سامي الطرابلسي رحلة النجاح في البطولة القطرية، فبعد النتائج الباهرة التي حقّقها في الدوري وتوفّقه في قيادة فريق السيلية القطري الى التموقع ضمن فرق المقدّمة يخوض اليوم المدرّب السابق للمنتخب الوطني نهائي كأس أمير قطر أو الكأس الغالية كما يطلق عليها القطريون حيث يلاقي فريق السيلية اليوم السدّ القطري في نهائي مرتقب نرجوا ان تكون فيه عناوين التتويج من نصيب مدرّبنا التونسي...«التونسية» تحدّثت مع سامي الطرابلسي عن النهائي الموعود وعن رحلة نجاحه في تجربته الاحترافية الاولى في الملاعب القطرية وعن عوامل النجاح التي طبعت مسيرته في دوري نجوم قطر فكان الحوار التالي : سامي, تخوض اليوم مع فريق السيلية القطري نهائي كأس امير قطر...كيف تبدو حظوظكم في هذه المواجهة الصعبة ضدّ كبير من كبار اللعبة في قطر ونعني فريق السدّ ؟ بالتأكيد هي مباراة صعبة ضدّ منافس يملك تقاليدا كبيرة في كرة القدم القطرية, ووصولنا الى هذا الدور يعتبر انجازا في حدّ ذاته قياسا من الناحية المادية والفنيّة مقارنة ببعض الفرق الاخرى التي لها باع وذراع... قدّمنا موسما متميّزا ونرجوا ان يكون ختامه مسك وان نوفّق في الفوز بهذه الكأس حتى نتوّج موسمنا الباهر كأحسن ما يكون... هل كانت الكأس الغالية ضمن الأهداف المرسومة لسامي الطرابلسي في هذا الموسم...؟ صدقا, لم يكن يخطر ببالنا ان نصل الى هذا الدور وان نتجاوز عديد الفرق التي تعتبر على الورق أفضل منّا.هدف الهيئة المديرة والطاقم الفنّي كان التمركز في المناطق الدافئة (من المرتبة 6 الى المرتبة 12) ومع مرور الجولات كبرت أحلامنا وشعرنا اننا نملك آليات النجاح لذلك بلغنا المباراة النهائية ونطمح الآن إلى الفوز باللقب...حقّقنا جملة الاهداف المرسومة ونسير والحمد لله في الطريق الصحيحة. انهينا الموسم ضمن الرباعي الاوّل ونخوض اليوم نهائي الكأس وهذا كما سبق وقلت إنجاز تاريخي لفريق السيلية. ماهي عوامل النجاح في فريق يصنّف ضمن فرق الصفّ الثاني...؟ الاجواء داخل الفريق ممتازة جدّا والمعنويات عال العال, لنا هيئة مديرة مسؤولة وعلى درجة كبيرة من الاحتراف,طاقم فنيّ تونسي مائة بالمائة ورئيس محترم وضع كل ثقته فينا فكان الجزاء من صنف العمل. مفاتيح النجاح في كرة القدم معلومة وأهمّ شيء هي ان تكون الثقة متبادلة بين كلّ مكونات الفريق وهذا ما يميّز فريق السيلية...فريقنا شاب ومعدّل أعماره مقارنة بالفرق الاخرى صغير جدّا, نعوّل على المنتوج المحلّي للفريق خاصة وان العمل القاعدي في الفريق شكّل النواة الاساسية للنجاح في ظلّ وجود أطر فنية تونسية على غرار مراد الغربي وأنيس الخلفاوي وخالد عزيّز وغيرهم من الاسماء الاخرى... هناك فرق منافسة في قطر لها بنك احتياط قوي جدّا قادر على الفوز بالبطولة, بعض اللاعبين الاحتياطيين يلعبون في المنتخب الاوّل لذلك تجاوزهم يعتبر انجازا كبيرا... نبيل معلول توّج بكأس قطر وانت اليوم تخوض نهائي كأس الأمير...مواجهة وتنافس عن بعد بينكما؟ «كلّ واحد ربّي يعينو»... نبيل معلول مدرّب تونسي يسعدني كثيرا نجاحه في تجربته الاحترافية, حقّق نتائج باهرة مع فريق الجيش وهو كبقية الطواقم الفنية التونسية بصدد تشريف المدرّب التونسي وتقديم صورة تليق بمكانته الحقيقية...المنافسة ليست بيني وبينه كلّ ما في الامر اننا نطمح كلّ على حدة إلى النجاح وتشريف تونس... ما الفرق بين الكأسين...؟ (ضاحكا) بعد السماء على الارض, المقارنة لا تجوز, كأس امير قطر هي الكأس الغالية ويحضرها الامير وهي تماما ككأس تونس, هذا لا ينقص البتّة من استحقاق معلول ومن قيمة التتويج الذي حقّقه. ماهر الكنزاري هو الآخر حقّق انجازا مع فريق الوكرة وقاده الى ضمان البقاء في الامتار الأخيرة. في السعودية كذلك فتحي جبال كان استثناء جميلا ودخل التاريخ لكن وقع تجاهله اعلاميا, عمار السويح فاز بكأس السعودية...المدربون التونسيون بصدد التأكيد على انهم من خيرة الطواقم الفنية العربية والنتائج خير دليل على ذلك. سامي الطرابلسي مرشّح كذلك للفوز بجائزة أحسن مدرّب في قطر...اعتراف ضمني بقيمة العمل الذي قدّمته...؟ الحمد لله قدّمنا صورة مشرّفة على المدرّب التونسي والعربي في قطر في بطولة فيها مدربين من أعلى طراز...ان تصنّف الافضل وسط أسماء لها تاريخ طويل في الكرة العالمية فهذا حقيقة انجاز كبير. انا مرشّح مع مارشالا وغيريتس للفوز بهذه الجائزة وان نلت شرف الفوز بها سأهديها لكلّ المدربين التونسيين... تحتلون كبرى العناوين في بطولات الخليج ولكنكم تظلون من المغضوب عليهم في تونس...لماذا يبقى المدرّب التونسي في بلده «محقّرا» رغم الاعتراف بكم خارجيا...؟ لانّ الثقة بين المدرّب والمسؤول منعدمة...لأنّك وقت الغصرات لا تجد دعم المسؤولين واللاعبين والكلّ يتخلّى عنك, في تونس فقط مقال في جريدة أو تصريح صحفي قادر على اللعب بمصير مدرّب ما... أكيد انّك تتابع أخبار المنتخب التونسي, ماذا تعرف عن المدرّب الجديد للمنتخب جورج ليكنز...؟ المنتخب التونسي جزء منّي وأحرص دائما على متابعة كلّ أخباره, لديّ فكرة بسيطة عن المدرّب البلجيكي جورج ليكنز, يعتبر صانع الجيل الحالي للمنتخب البلجيكي بما انه وراء اكتشاف أسماء كبيرة على غرار هازارد نجم تشيلسي ولوكاكو مهاجم ايفرتون لكن قبل الحديث عن المدرّب يجب اوّلا تحديد الاهداف المرسومة من وراء هذه التجربة وهل انّ لكينز جاء لتحضير منتخب لمونديال 2018 ام كالعادة كان الاستنجاد به لأهداف قصيرة المدى (كأس افريقيا 2015)... المنتخب التونسي حاليا في مرحلة بناء وليكنز أخذ القطار وهو يسير بعد هزات كبيرة عرفتها مسيرة المنتخب لذلك سيكون من الصعب جدّا الحكم على إضافته في الوقت الراهن ويلزمه بعض الوقت لتمرير افكاره وبناء المنتخب الذي ننشده جميعا... انت تعرف جيّدا كيف تسير الامور داخل جامعة الكرة فهل تعتقد ان المكتب الجامعي سيمنح البلجيكي الوقت الكافي لبناء المنتخب الذي تنشده...؟ ليس لنا أيّ خيار والجمهور التونسي يجب ان يعي جيّدا ان المنتخب الحالي ليس ذلك المنتخب القويّ الذي يهابه الجميع, لا نملك جيل البوعزيزي وحاتم الطرابلسي وزياد الجزيري وسانطوس والمنتخب الحالي متوسطّ الامكانات مقارنة بجيراننا...المنتخب المغربي له لاعبون ينشطون في كبرى البطولات الاوروبية في ميلان الايطالي وفي روما والمنتخب الجزائري كذلك في اسبانيا وانقلترا وايطاليا بينما نحن نتموقع في الصفوف الخلفية والغريب في الامر انّنا حتى عند الاطاحة بهم نتعرّض للنقد والتجريح... سبق وفزنا على المغرب وبعدها الجزائر لكن الامر لم يرق للبعض وتعرضنا لهجمة شرسة والنتيجة كما ترون الآن... للأسف لم نعمل على الحفاظ على مقومات النجاح في المنتخب وهمّشنا اسماء قادرة بمفردها على صنع الفارق...أكبر خطأ وقعنا فيه هو إقصاء يوسف المساكني واسامة الدراجي في باراج المونديال والاغرب انّ الاعلام التونسي ساند هذا التوجّه والحال ان الثنائي المذكور من أحسن ما أنجبت الكرة التونسية في العشرية الاخيرة... قرار الاقصاء كان خيار المدرّب الهولندي رود كرول والرجل كان يحظى بثقة الجمهور في ذلك الوقت... وهل تعتقد حقّا ان كرول هو من أقصى الدرّاجي والمساكني...؟ ومن غيره...؟ الموضوع من الماضي الآن لكني متأكّد ان كرول لم يتّخذ القرار بمحض إرادته... على ذكر كرول...سبق وأنّ أكدت لنا في حوار سابق بأنّه مدرّب متوسّط الامكانيات...هل مازلت عند موقفك...؟ بالطبع...هذا رأيي في كرول...هو مدرّب متوسط الامكانات ولم يحقّق انجازات تذكر على خلاف ما يروّج له البعض... كيف ذلك...؟ الرجل فاز ببطولة تونس للموسم الثاني على التوالي وتوّج بكأس الكاف مع النادي الصفاقسي... وما الغريب في الامر...؟ النادي الصفاقسي متعوّد على الفوز بكأس الكاف وهذا من تقاليده والترجي يفوز بالبطولة كلّ موسم سواء مع كرول أو مع غيره...هو لن ينجح دون لاعبين كبار ومع الترجي والصفاقسي وجد ضالته مع فريقين يملكان أفضل الاسماء في القارة الافريقية لذلك فالإنجاز ليس منسوبا له والتأكيد سيكون حال فوزه برابطة الابطال الافريقية حينها فقط يمكن القول إنّه مدرّب كبير... نعود الى قطر والى فريقك السيلية القطري...هل ستواصل التجربة...؟ نعم... قرّرت المواصلة لأنّي سعيد بأجواء العمل مع فريقي وأطمح إلى تحقيق المزيد, أحلامنا كبرت وان شاء الله نتوّج اليوم بنهائي الكأس حتى تكون أحسن تحضير للموسم القادم... هل التقيت نبيل معلول...؟ (ضاحكا)...«عربي ليس لي خلاف مع معلول وما بيناتناش لا حرثة ولا ورثة» ,تقابلنا في المباراة التي جمعت فريقينا وتصافحنا وانتهى الامر...اتمنى له التوفيق واعتقد انه يتمنى لي الشيء ذاته...اعترف بأنّه أخطأ في حقّي وأنا كذلك أخطأت في حقّه وكان هناك ردّ فعل لكن الصفحة طويت والخلاف صار من الماضي... نتمنى ان تكون الكأس الغالية من نصيبك...بما توّد ان تختم...؟ أشكركم على هذه الاستضافة, اتمنى التوفيق في مباراة اليوم وأرجو حظّا طيّبا لمنتخبنا الوطني ولمدرّبه الجديد واتمنى حقيقة ان يحظى المدرّب التونسي بالثقة وان نبتعد عن التشكيك في قيمته وفي كفاءته...
