تداعيات كبيرة خلّفها الضغط الذي فرضه الشارع الرياضي بباجة بعد العريضة التي أمضاها العديد من منخرطي الأولمبي الباجي لسحب الثقة من الرئيس جلال الغربي وهيئته في أعقاب نزول الفريق إلى الرابطة الثانية وتحميل الهيئة المديرة لمسؤولية هذا الإنحدار...هذا التحرك فرض على رئيس النادي جلال الغربي الخروج عن صمته من خلال الندوة الصحفية التي عقدها وتطرق فيها إلى أهم المحطات التي عرفها الفريق وأعلن عن مستقبل علاقته بالنادي. بداية موسم صعبة تحدث جلال الغربي في بداية حديثه عن المصاعب التي واجهها الأولمبي الباجي قبل إنطلاق التحضيرات للموسم المنتهي فأكد أن هيئته لم تكن متشبثة بمواصلة التسيير وعرضت على من يرغب في تسلم المسؤولية أن يطلع على وضعية النادي وقبول المهمّة بما فيها من ديون متراكمة بلغت في نهاية الموسم الماضي 500 ألف دينار وأضاف الغربي أن لا أحد أقدم على تحمّل المسؤولية وحتى محمد الحبيب جفال تحدث عن رغبته في الرئاسة في البداية قبل أن يتراجع بعد إطلاعه على الوضعية المالية الصعبة...وقال رئيس الأولمبي الباجي إن غياب المال قبل بداية الموسم تسبب في رحيل بعض ركائز الفريق الذين طالبوا بالحصول على المال قبل تجديد العقود وهو ما لم يكن ممكنا في ظل مصاعب مالية خانقة مضيفا أن الهيئة عجزت في البداية عن القيام بإنتدابات قيّمة قبل توصلها لإبرام بعض الصفقات على غرار سيف الله المحجوبي ومحمد الجلاصي مؤكدا أن المدرب ماهر الزديري رفض بعض الأسماء كحسين جابر وعمر العويني...الغربي قال إن المصاعب المالية وضعف الرصيد البشري في بداية الموسم تسببا في نتائج هزيلة خلال مرحلة الذهاب برصيد 9 نقاط. قمنا بالواجب ولكن أضاف جلال الغربي «إن المصاعب الكبيرة التي عرفها النادي منذ بداية الموسم فرضت دخول هيئة إنقاذ تحملت المسؤولية لفترة محدد لتفادي الفراغ بعد حلول وجوه جديدة على غرار عبد اللطيف الكافي ومنصف الفطحلي بالإضافة إلى بقائي مع أمين المال والكاتب العام قبل أن يتم إنتخاب هيئة مديرة جديدة عملت منذ البداية على تقاسم الأدوار فتوفرت الأموال بدعم من أعضاء الهيئة المديرة الذين دفعوا من مالهم الخاص فمهدي الطبربي وفّر مبلغ 44 ألف دينار وتكفل ماهر بن مبارك بنفقات تربصين إثنين ويوسف البوكاري دعّم الشبان من ماله الخاص وأعاد فتح مطعم النادي وبشير اليوسفي تكفل بمصاريف الإقامة لبعض التنقلات والتربصات ووفر تجهيزات وأزياء رياضية للشبان ودفع مصاريف تنظيم العديد من المباريات أما عبد اللطيف الكافي ولأسباب صحيّة لم يكن قادرا على العمل الكثير وإكتفى بدفع مبلغ ألف و 200 دينار في حين أن محمد الحبيب جفال رفض تسلم مهامه كأمين للمال حتى بعد المصادقة على التقرير المالي الذي وضعه في البداية كشرط لمباشرة العمل صلب الهيئة المديرة بشكل فعلي...الهيئة المنتخبة أقدمت على العديد من الإنتدابات خلال الميركاتو الشتوي حيث تمّت تلبية أغلب طلبات المدرب محمد الكوكي الذي باشر بنفسه ملف الإنتدابات من اللاعبين المحليين والأجانب بعد أن تم توفير ما يكفي من الأموال بدعم من السلط الجهوية وبلدية باجة وشركة السكّر...الهيئة الجديدة مكنّت من خلاص أغلب المستحقات من خلال 3 جرايات منذ بداية السنة الجديدة مع منح المباريات وقسط من منحة الإنتاج من أجل تحفيز الفريق على تحقيق أفضل النتائج ورغم تحسن الوضعية مع مطلع مرحلة الإياب والتقدم على مستوى الترتيب إلا أن المباريات الأخيرة عرفت خسارة عديد النقاط التي حكمت على الأولمبي الباجي بالنزول. الوضعية المالية تحدث جلال الغربي عن الوضعية المالية للنادي فأكد أن الموسم إنطلق بعجز مالي في حدود 500 ألف دينار عملت الهيئة على خلاصها ليستقر الأمر في النهاية على ديون مقدرة ب 200 ألف دينار موثقة بصكوك بنكية منها صكوك شخصية لرئيس النادي بقيمة 90 ألف دينار وصكوك أخرى بإسم الأولمبي الباجي بقيمة 110 ألاف دينار أسندت للاعبين والمزودين ومقرضين أحدهم تسلم صكا بمبلغ 76 ألف دينار بإسم رئيس النادي...الغربي أكد أن الحجم الشهري للجرايات بلغ 80 ألف دينار بين لاعبين وإطار فني وعملة... رسالة إلى «محمد جفال» عن علاقته المتوترة بمحمد الحبيب جفال أمين المال في الهيئة المنتخبة الذي هدد أكثر من مرّة بكشف ملفات الفساد للهيئة الحالية ولهيئات سابقة إتهمها بالإختلاس والتزوير وجه جلال الغربي رسالة لجفال قائلا: « أقول لمحمد جفال من أنت؟ وأي موقع لك صلب النادي؟ فأنت لم تقدم شيئا للفريق ولا يمكنك أن تعمل أو تقدم أي إضافة وأقول له أين كنت طيلة المواسم السابقة فأنت ظهرت الآن لتلبس جبّة محبّة النادي والغيرة عليه...أقول لجفال لماذا رفضت تحمّل مسؤولية الرئاسة لما عرضت عليك أكثر من مرّة حتى بحضور والي الجهة...فهذا الرجل يحضر جلسات الهيئة ولا يضيف شيئا بل يؤثر سلبا على سير الجلسة من خلال إستعراض عضلاته...أقول لجفال ليس من حقّك الحديث عن المحاسبة لأن ذلك من حق الممولين الذين ساعدوا الفريق ووفروا المال»...الغربي قال إن من يتهم المسؤولين المقيمين بالعاصمة أنهم «جماعة الجال» أقول له إنهم قدموا الكثير للنادي من جهدهم ومالهم حين إكتفى آخرون بتوتير الأجواء ونشر الشائعات التي أضرت بالأولمبي الباجي. «الغربي» ينسحب في ختام الندوة الصحفية وبعد عرض عديد المعطيات والأرقام قال جلال الغربي إنه وبعد أن كان ينوي صحبة هيئته مواصلة تسيير النادي خلال إجتماع عقد بالعاصمة نهاية الأسبوع الماضي تم التراجع وإقرار الإنسحاب من العمل صلب النادي مضيفا أنه تقرر عقد جلسة عامة إنتخابية خارقة للعادة بتاريخ 18 جوان القادم تحال خلالها مهام التسيير لهيئة جديدة تكون مستعدة للإعتراف بديون النادي والصكوك التي سلمت بإسم النادي وبإسم جلال الغربي...الغربي أكد أن قرار الإنسحاب جاء بعد تراكم الضغوط والإتهامات والتهديدات التي وصلت لأكثر من عضو في الهيئة ممن قدموا الكثير للنادي طيلة الموسم المنتهي...وأكد الغربي أنه في إنتظار الجلسة العامة ستعمل هيئته على تجديد عقود بعض اللاعبين المهمين في الفريق على غرار أيمن العياري وصدام بن عزيزة وعاطف المازني ويوسف الطرابلسي وخليل الجلاصي ونبيل الميساوي لضمان النجاح للهيئة القادمة وربح الوقت مع الحرص على إستئناف الفريق للتمارين بداية من الأسبوع القادم تحت إشراف الثنائي حافظ القيطوني وحباب الخلفي..
