ذكرت أمس صحيفة «الشروق» الجزائرية أن السلطات المركزية دعت ولاّة المناطق الحدودية مع ليبيا ومالي والنيجر الى الاستعداد والتحضير لاستقبال آلاف اللاجئين الفارّين من جحيم الاقتتال في كل من شمال مالي وليبيا, مشيرة الى أن الولايات الحدودية بالجنوب الجزائري في حالة تأهب منذ تفجّر القتال بين الجيش المالي ومسلحي الطوارق في مدينة كيدال وايضا عودة التوتر الى شمال مالي , ومنذ أعلنت قوّات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا حربها على من أسمتهم ب «التكفيريين». وأضافت الصحيفة أن ولاّة «أدرار» و«تمنراست» و«إليزي»، عقدوا نهاية الأسبوع الماضي اجتماعات تنسيقية استعدادا لسيناريو احتمال تدفق آلاف الفارّين من ليبيا ومالي على الحدود واقتحامهم الأراضي الجزائرية. وحسب المصدر ذاته أبرقت مصالح الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري لفروعها بهذه الولايات، حتى تتهيأ لمثل هذه السيناريوهات المحتملة والوشيكة، خاصة على جانب الحدود مع مالي بعد تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق الشمالية لمالي بشكل عاجل، هذه الأيام بعد إعلان الحرب مجددا بين الأزواد والجيش النظامي. وأوضحت الصحيفة الجزائرية نقلا عن بعض مصادرها ان التحضيرات الأولية تتمثل في تهيئة مساحات خاصة لإقامة الخيم، وتوفير المؤونة للأسر الفارّة من جحيم الاقتتال في الدولتين المجاورتين (مالي وليبيا)، وستقام الخيم وأماكن الاستقبال بمناطق غير بعيدة عن الشريط الحدودي، حتى يتسنّى للفارّين العودة لبلدانهم فور عودة الهدوء لمناطقهم، خاصة بتمنراست وبرج باجي مختار بولاية أدرار بالنسبة للفارّين من الحرب في مالي. امّا في ما يتعلق بالحدود مع ليبيا، فإن الهدوء مازال يسيطر على المناطق القريبة من الأراضي الجزائرية، ك «غدامس» و»درج» و«غات», وستقام المخيمات قي كل من «تين الكوم»، «جانت»، «طارات»، «الدبداب» لاستقبال الأسر الليبية، الهاربة من تردّي الأوضاع في ليبيا.