*محمد بوغلاب كنا كتبنا أكثر من مرة عن منظومة النقل الجوي في بلادنا، عن الزمن الإلاهي الذي يميز مواعيد سفرات الخطوط السريعة فالتأخير يحتسب أحيانا بالساعات، وأشرنا إلى الحالة المتدهورة لدورات المياه في مطار تونسقرطاج وإلى سلوك الحمالة الفوضوي وبذاءاتهم اللفظية وإلى مافيا التاكسيات و النقل الفوضوي من داخل المطار حتى انك تظن أن الفضاء هو سوق المنصف باي أو محطة باب عليوة ... وكتبنا أيضا عن تلك الحافلة الرابضة دائما في مطار الحجيج وهي مخصصة أصلا لنقل المسافرين من المحطة الثانية حيث مأوى السيارات إلى المحطة الأولى ولكنها حافلة لا تتحرك مثل الطير الذي لا يطير، وإن ركنت سيارتك في المحطة الثانية فعليك تدبر أمرك مشيا على الأقدام حتى وإن كنت مثقلا بالحقائب ... وخلال عودتي من مطار نيس بعد مواكبتنا لدورة 67لمهرجان كان السينمائي، وبمجرد وصولنا اتجهنا إلى الحزام رقم 4 كما دون في اللوحة الإلكترونية وطال انتظارنا دون أن تظهر حقيبة واحدة وخلال رحلة الانتظار وقوفا في كنف المساواة بين الشاب والمسن والمرأة والرجل كانت أصوات العملة المكلفين بحمل الحقائب من الطائرات وإليها تصل إلينا في غاية النقاء والوضوح تحمل في طياتها تنويعات من فاحش القول عن الأم والأخت والخالة تتخللها قهقهات عمال يبدو أنهم من الشباب لا يفرقون بين الصراخ في واد وبين التحدث في مقر العمل ... إلتفت يمينا وشمالا أبحث عن مسؤول يمكنني أن أرفع إليه شكواي ولكن خاب مسعاي فلا أحد سوى أعوان الأمن في البوابة الأخيرة قبل الخروج ... فإلى متى يتواصل هذا العبث في مطار تونسقرطاج الدولي دون حسيب أو رقيب، وهل علينا أن ننتظر زيارة فجئية للمطار حتى ينتبه المسؤولون إلى واجبهم وبعض العمال أو كثير منهم إلى أنهم يتقاضون جراياتهم من دم المواطن وعرقه و"ماهمش عاملين مزية" .... ملاحظة أخيرة: كلمة شكر لقائد الطائرة التي نقلتنا من نيس إلى تونس فقد بادر بتوجيه التحية إلينا بحركة فيها من اللطف الشيء الكثير معبرا عن احترامه للصحافة والعاملين فيها...فشكرا وبارك الله فيكم