أعلمت بعض الصيدليات مؤخرا حرفاءها بالتوقف عن التعامل بمنظومة الطرف الدافع التي تمكّن المضمونين الاجتماعيين من الحصول على الأدوية مقابل استخلاص الصيدليات مستحقاتها من الصندوق الوطني للتأمين على المرض وتأتي هذه الخطوة في إطار تنفيذ «تهديد» نقابة الصيادلة بإيقاف العمل بهذه المنظومة بسبب ما اعتبرته تجاوزات من «الكنام» في استخلاص الفواتير. هذا الإجراء الذي أقدم عليه الصيادلة فاجأ منظوري الصندوق الوطني للتأمين على المرض الذين عبّروا عن تخوفهم من عدم تمكن المنخرطين ضمن منظومة الطرف الدافع أو ما يعرف بطبيب العائلة من مواصلة التمتع بخدمات هذه المنظومة في حال رفض مقدمي الخدمات الصحية العمل بها .وقد أكدّ في هذا الصدد المسؤول الإعلامي بالصندوق الوطني للتأمين على المرض السيد يونس بالنجمة ل«التونسية» أن الصندوق سيضمن التغطية لمنظوريه المنخرطين في منظومة الطرف الدافع مهما كانت الحالات وسيعمل على استمرارية الخدمات بشكل جيّد مشيرا إلى أن المفاوضات جارية مع الصيادلة من أجل تجاوز هذه الإشكاليات في أقرب وقت ممكن مؤكدا على أن تعاقد الصيادلة مع الصندوق فردي ولا سحب لأيّ قرار تتخذه النقابة على جميع الصيادلة. وقال بالنجمة في السياق ذاته أن الاتفاقية الإطارية التي أمضى عليها كل مقدمي الخدمات الصحية تكفل للمضمونين الاجتماعيين بالقانون حرية اختيار المنظومة العلاجية وأنه لا يمكن لأي طرف من الأطراف التعاقدية (الصندوق أو مسديي الخدمات الصحية ) إجبارهم على تغييرها معتبرا أن منظومة الطرف الدافع هي أكثر منظومة ذات بعد اجتماعي تسهل مرور الطبقات الوسطى والضعيفة إلى القطاع الخاص. وأشار مصدر الصندوق في هذا الصدد إلى أن رقم معاملات الصيادلة مع الصندوق بلغ سنة 2013 نحو 342 مليارا وأنّ حجم النفقات العلاجية في القطاع الخاص ارتفع من سنة 2008 إلى 2013 بنسبة171بالمائة أي من 293 مليارا إلى 795 مليارا، كما ارتفعت في الفترة ذاتها نفقات الأدوية الخصوصية من 115 مليارا إلى 331 مليارا إي بنسبة 188 بالمائة.في السياق ذاته أكد المصدر الإعلامي للصندوق الوطني للتأمين على المرض أن «الكنام» توصلت بعد الحوار مع الصيادلة إلى إيجاد أرضية توافق في خصوص بعض النقاط الخلافية وأنّه تمّ الاتفاق على خلاص فواتير الصيادلة في أجل لا يتعدى ال21 يوما مع تكفّل الصندوق بخلاص كل الفواتير الخارجة عن نطاق الصيادلة إلى جانب تخصيص مكاتب استقبال خاصة بمقدّمي الخدمات الصحية في كل المراكز الجهوية والمحلية وإعطاء التعليمات لضمان حسن الاستقبال بهذه المكاتب وكذلك بقية شبابيك الاستقبال.وفي ما يتعلّق باستخدام البطاقة الذكية التي ستمكن من متابعة السقف العلاجي للمضمونين الاجتماعيين قال مصدر «الكنام» أن إدارة الصندوق كلفت لجنة قيادة للاشتغال على هذا الملف على أن ينطلق العمل بهذه البطاقة في غضون السنة المقبلة ، وقد اعتبر بالنجمة أن هذه البطاقة ستمكّن بشكل كبير من الحد من التجاوزات المتعلقة بالفوترة الوهمية للأعمال الطبية .