لكل مدرب أفكاره ونظرته الفنية سواء للمجموعة المتوفرة لديه وقيمة اللاعبين الذين يكوّنونها أو لطرق اللعب والخطط التكتيكية وكيفية استغلال الزاد البشري المتوفر وتوظيف إمكانياته ... لذلك فإن الحاجة إلى هذا اللاعب أو ذاك في فريق ما تختلف من فني إلى آخر وعلى هذا الأساس دائما ما تحصل تعديلات وتحويرات في التشكيلات الأساسية وأساليب اللعب عند كل تغيير على رأس الطاقم الفني... الأمر طبيعي جدا ويحصل في كل نوادي العالم وهذه هي طبيعة التعاقب على المسؤوليات واختلاف وجهات النظر والقراءات وفي هذا الصدد فإن تعويض الهولندي رود كرول بالفرنسي سيباستيان دو سابر على رأس فريق أكابر كرة القدم بالترجي الرياضي سيغيّر أشياء عديدة فنية في القادم القريب على مستوى الإختيارات وبالتالي على مستوى مصير بعض اللاعبين ممن سيستفيد منهم من عودة الفرنسي إلى فريق الأكابر ومنهم من سيدفع ثمن ذلك سواء بخسارة مكانه ضمن التركيبة المثالية أو حتى بالخروج تماما من الفريق... في خصوص الصنف الأول ونعني المستفيدين من التغيير نشير إلى أن الكاميروني بوبا هو الرابح الأكبر من تولي دو سابر مجددا المقاليد الفنية للفريق الأول حيث سيرسّم هذا اللاعب دون أدنى شك في التشكيلة الأساسية لاقتناع الفرنسي بمؤهلاته وللعلاقة التي تربطهما منذ أن كانا في فريق كوتون سبور دو غاروا إذ نعلم جميعا أن دو سابر هو الذي جلب بوبا إلى حديقة الرياضة «ب» وكان وراء انتدابه... اللاعب الثاني هو تيري ماكون - ولو بأقل نسبة من أمينو بوبا – الذي سيأخذ فرصا عديدة للمشاركة في المقابلات القادمة سواء كلاعب أساسي أو أثناء اللعب ، فهذا الكامروني موجود في حسابات الفرنسي الذي كان كذلك وراء استقدامه إلى الترجي الرياضي... إضافة إلى ذلك سيكون خالد الغرسلاوي من المستفيدين أيضا من عودة دو سابر فقد عرف هذا اللاعب أزهى فتراته مع الترجي الرياضي حين كان الفرنسي في دفة التسيير الفني وهو مقتنع بمؤهلاته وسيمنحه دون شك فرصا كثيرة للمشاركة في اللقاءات المقبلة... نفس الشيء مع سامح الدربالي الذي سيعود مع دوسابر مرسما مائة بالمائة على الجهة اليمنى للدفاع كظهير أساسي في التركيبة المثالية. مقابل ذلك من المنتظر أن يخسر كل من محمد بن منصور وخالد المولهي وإيهاب المباركي مكانه في التشكيلة الأساسية بل أكثر من ذلك بما أن المولهي قد لا يبقى بحديقة الرياضة «ب» بدليل عدم تولي دو سابر إلى اليوم تجديد عقد هذا اللاعب على عكس لاعبين آخرين تفاوض معهم الفرنسي وأمضوا عقودهم الجديدة مع الأحمر والأصفر. هناك أيضا موضوع آخر قد ينتهي قبل أن يبدأ ويتمثل في عودة مجدي تراوي وهي إمكانية كانت مطروحة بل قريبة من أن تتحقق في الأيام الأخيرة التي سبقت تعيين دو سابر وهو قرار أضاع الأمل وأسقط العملية في الماء. «نجانغ» والفرصة الأخيرة المباراة القادمة في دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية والتي تجمع الترجي الرياضي بالنادي الصفاقسي يوم الأحد 8 جوان القادم لن تكون فرصة الأمل الأخير لفريق باب سويقة فحسب وإنما أيضا لبعض اللاعبين ممن لم يقنعوا في آدائهم إلى حد الآن ولم يقدموا الإضافة المنتظرة والمطلوبة منهم وعلى رأسهم الكاميروني يانيك نجانغ الذي عوض أن يبرز بأهدافه ومساهمته الفعالة في كسب الإنتصارات في مقابلتي دور المجموعات اللتين خاضهما الأحمر والأصفر إلى حد الآن في مغامرته القارية لهذا العام فقد تميّز ببطئه الغريب وعقمه العجيب وغياب أبسط مقومات اللاعب المناسب والمهاجم رقم واحد في فريق كبير مثل الترجي الرياضي... نجانغ سيكون مطالبا أكثر من غيره بتقديم الإضافة لهجوم فريق باب سويقة يوم 8 جوان القادم ولن يغفر له الترجيون وفي مقدمتهم المدرب سيباستيان دو سابر أي هفوة أو إخلال في الواجب والآداء يومها وسيكون المستوى الذي سيقدمه الكاميروني في هذه المواجهة المصيرية محددا لمصيره ومستقبله مع الأحمر والأصفر لأن الفريق في حاجة إلى ركائزه في اللقاء القاري المقبل بصفة خاصة لأنه سيؤثر على حظوظ ومشوار الترجي الرياضي في هذه المسابقة وإن عجزوا عن تقديم ذلك فإن بقاءهم ضمن المجموعة لن يكون مفيدا ولا داعي له وهذا ما يجب أن يدركه يانيك نجانغ ويحسن من مستواه وخاصة من ثقله اللامقبول على الميدان.