عودة هي الثالثة لرئاسة فرع كرة اليد في النادي الإفريقي بعد فترتين سابقتين كانتا ناجحتين على جميع المستويات بعد أن قاد فريق الأبيض والأحمر إلى الفوز بتسعة ألقاب رغم الأيادي الخفية التي «حفرت» للرجل حتى تضعه خارج أسوار الفريق وكلل سعيها بعد تلك الإقالة في 2011 ، ولكن «يا جبل ما يهزك ريح» عاد حبا في الإفريقي رغم وضعيته الصعبة والمشاكل التي عاشها هذا الموسم أملا في قيادة سفينة الفريق نحو برّ الأمان وإلى مكانه الطبيعي كما عهدته جماهيره وكانت أولى البصمات عودة من بعيد للمراهنة على لقب البطولة بعد شهر وحيد من توليه مقاليد الفريق، هوسفيان بن صالح الذي تحدث عن عودته إلى النادي الإفريقي وعن مواضيع أخرى في الحوار التالي ل «التونسية». سي سفيان عودة لقيادة الإفريقي؟ نعم هذه المرة هي الثالثة التي أتولى فيها قيادة فرع كرة اليد في النادي الإفريقي بعد تجربتين أوليين الأولى في 2008 التي تحصلنا فيها على لقب البطولة و2011 التي توج خلالها الإفريقي بلقب الكأس. قدت الإفريقي إلى التتويج بالكأس ولكن رغم ذلك تمت إقالتك صحبة قيس البدوي؟ لم يكن لدي إشكال مع جمال العتروس في تلك الفترة ولكن وبما أن الشاذلي بالقايد كان يشتغل مع حمادي بوصبيع فكان من الضروري خروج سفيان بن صالح من أجل إرضاء « بوصبيع». كيف تمت العودة من اتصل بك تحديدا؟ عودتي للإفريقي كانت ستكون مباشرة بعد انتخاب سليم الرياحي في 17 جوان 2012 رئيسا للفريق الذي جلست معه وتحدثنا في كل التفاصيل. ولكن ماذا حدث؟ لم نتفق على مبدإ بعد الأقاويل المغلوطة التي وصلته عني من بعض الأطراف الدخيلة التي ليس لها أية صلة بالنادي الإفريقي ومادمت قد عدت مؤكد هناك عدة أشياء ستتغير. برأيك ما سبب المشاكل التي أحاطت بالإفريقي هذا الموسم؟ الفريق كان يفتقر إلى الانضباط ومن يفرض الانضباط «موش حك راسك ايجا مسير». يعني هنا المشكل يكمن في التسيير؟ النادي الإفريقي عاش أزمة مسيرين خاصة هذا الموسم فعلى حد علمي هيثم الهنتاتي لم يكن يواكب تدريبات ومباريات الفريق. مشاكل الإفريقي تفاقمت مع إقالة رياض الصانع ألا تشاطرني الرأي؟ رياض الصانع تمت إقالته لغايات مبيتة ومن نفس الأشخاص الذين سعوا بعد ذلك إلى إقالة أيمن صلاح الدين ولكنهم لم يفلحوا. ما دمت ذكرت أيمن صلاح الدين كيف تقيم تجربته إلى حد الآن؟ أيمن صلاح الدين مدرب كفء وخلوق وعمله خارق للعادة. هذا الإعجاب ينم عن نية في الإحتفاظ به مدربا للفريق في قادم الأيام إذا؟ أيمن صلاح الدين باق وقد تحدثت معه أمس الأول هاتفيا وشخصيا أحبذ كثيرا الحفاظ على الإطار الفني وأنا من بين أولائك الذين يشتغلون كثيرا مع المدربين وقد كانت لي تجربة أربع سنوات مع حافظ الزوابي وثلاث سنوات مع «راكسندور» وموسم مع الشاذلي القايد. هناك من تحدث عن إمكانية مغادرة «صلاح الدين» للفريق؟ «يحكواللي يحبو» أيمن صلاح الدين من أحسن المدربين الأجانب الذين مروا بالنادي الإفريقي وهوباق وله عقد يربطه حتى 30 جوان 2015 وأؤكد أنا هنا في الإفريقي لبناء مستقبل الفريق وليس للحديث عن الماضي. الإفريقي كان قريبا من لقب بطولة هذا الموسم ولكنه خسرها في اللحظات الأخيرة ؟ من يريد أن يفوز بالبطولة عليه أن يعمل منذ بداية الموسم لأنه لن يستطيع في شهر فقط تحقيق ذلك وجل المجموعة الموجودة في الفريق لم تخسر اللقب فقط وإنما خسرت أيضا موسمين من مشوارها الرياضي والمثال على ذلك في موسم 2010-2011 أقحمنا ثلاثة لاعبين من الشبان على غرار حمزة المهذبي الذي خاض نهائي الكأس ضد النجم الساحلي وتوج به ثم تم إلحاقه مجددا بفريق الأواسط ولو أنه لم يبلغ السن التي تخول له اللعب في فريق الأكابر لظل مع الأواسط لمواسم أخرى والأمر كذلك بالنسبة لزبير السايس الذي عاد إلى الأواسط ثم تمت إعارته إلى مكارم المهدية. هل يمكن اعتبار ذلك سببا في الفراغ الموجود على «بنك» الإفريقي؟ هذا صحيح فالنادي الإفريقي يعاني فعلا من نقص على مستوى الرصيد البشري وقد زاد الطين بلّة خاصة في مرحلة التتويج خسارته لخدمات أبرز لاعبيه غازي الغريبي وإسلام حسن بسبب الإصابة على مستوى الأربطة المتقاطعة. هل يمكن اعتبار حسين قندورة من بين المسؤولين عن هذا الفراغ الموجود في الفريق على مستوى الرصيد البشري؟ حقيقة لا أود أن أتحدث عن هذا الموضوع ولكن الكل يعلم بأن النادي الإفريقي قد خسر خدمات أيمن حماد وكمال العلويني في فترة رئاسة حسن قندورة للفريق وأنيس المحمودي في فترة قيس القطاري وأيضا ابراهيم لاغة وسليم هنية وأسامة البوغانمي ومروان شويرف ولكن حقيقة أشعر بالرضا والارتياح عندما أشاهد الترجي يتوج لأنه توج بفضل سواعد كنت وراء اكتشافها وبروزها على الساحة الرياضية والنادي الإفريقي كان سيخسر أيضا هذا الموسم خدمات مكرم الميساوي وادريس الإدريسي هذا الأمر الذي لم يحصل عندما كنت رئيسا للفرع. من يقف وراء هجرة لاعبي الإفريقي في كل مرة؟ اللاعبون الذين غادروا النادي الإفريقي غادروا لأنهم شعروا بخيبة أمل من رؤساء الفروع الذين كانوا يترأسون الفريق لأن من يعطي وعدا للاعب عليه ان يلتزم بكلامه وإلا فإنه سيخسره وهنا يطرح موضوع كبير وهو المصداقية التي يجب أن تتوفر بين الأطراف الثلاثة المدرب واللاعب والمسؤول هذا العنصر الذي يفتقده البعض. إذا هناك نية لتعزيز الفريق بعناصر جديدة الموسم القادم؟ نعم سنسعى إلى القيام بانتدابات مدروسة وموجهة من خلال التعاقد مع لاعب دائرة وجناح وسنعزز الخط الخلفي. كثر الحديث عن طارق جلوز هل سنشاهده في الإفريقي الموسم القادم؟ هناك اتفاق مبدئي مع رئيس جمعية الحمامات وقد أعطى موافقته ولا نظن بأنه سيتراجع في كلامه لأنه إنسان له «كلمة». مع أول خطوة قمت بمعاقبة أسامة حسني أبرز لاعب هل يعني أن الفريق كان يفتقر إلى الانضباط؟ نعم لم يكن هناك انضباط في الفريق بدءا بأصغر لاعب إلى أكبرهم هل يعقل أن يعطي المدرب موعدا للتمارين في حدود الرابعة بعد الظهر ويبقى ينتظر لأكثر من نصف ساعة حتى يأتي اللاعبون؟ هذا ما وجدته في الفريق الآن هم يأتون قبل موعد الحصة التدريبية بنصف ساعة وهذا يعود إلى معرفتي بالمجموعة التي كبرت جل عناصرها أمام أعيني وهذا سهل لي المهمة لأن المسير الذي لا يحبه اللاعب «زايد» لا يمكن أن يمتثل لأوامره. تحدثتم عن الانضباط ولكن كثر الحديث مؤخرا عن تحول أمين بالنور إلى «السد» اللبناني دون استشارة أحد والذي تنتظره عقوبة حسب الجامعة؟ لا أمين بالنور لن يعاقب. ولكن إلى حد الآن يبدو بالنور مخطئا؟ ( مستعرضا المراسلات الثلاث التي تمت بين السد اللبناني والنادي الإفريقي والجامعة) النادي الإفريقي راسل الجامعة قبل أن يعلن المدرب حسن سعد أفنديتش عن قائمة اللاعبين وأمين بالنور ابن النادي الإفريقي وملك له ومن حقنا أن نعيره لمن نريد ودون استشارة الجامعة التي قالت إنه لم تتم استشارتها كيف إذا ردت على المراسلة بالرفض؟ شخصيا تحدثت مع «أفنديتش» وقد تفهم الموضوع واقتنع بذلك والجامعة إذا أرادت معاقبة «بالنور» فإنه يتوجب عليها معاقبة ثلاثي الترجي الذي غاب عن تربص المنتخب من أجل متابعة دربي إسبانيا وأود أن أوجه رسالة إلى الجامعة وأقول لها بأن النادي الإفريقي سيعود مثل ما كان وأن ذاك الفراغ قد زال ولم يعد بمقدور أحد «يفحج على الإفريقي ويتعدى» لأن ذاك زمن المحاباة ولىّ وانتهى. هذا الموسم تمت إقالة المدير الفني؟ ياسين عرفة تمت إقالته لأنه كان تابعا لرياض الصانع ومن نفس الأشخاص الذين كانوا وراء خروج «الصانع». من سيخلفه إذا؟ أمر المدير الفني مرتبط بوجود قاعة ومادام لا توجد قاعة فلا يمكن الحديث عن مدير فني ولكن يمكن في المقابل الحديث عن مدير فني في الفريق. فريق في حجم النادي الإفريقي لا يملك قاعة ؟ للأسف فالأشغال في قاعة الفريق بالقرجاني متوقفة إلى حد الان على الرغم من مرور عشر سنوات على بدء هذه الأشغال التي تمنيت لو أنها لم تنطلق لكن بالإمكان إجراء بعض تدريبات الشبان هناك على الأقل. من المسؤول عن هذا؟ المسؤول الأول هو البلدية وعيب ما يحصل في حق النادي الإفريقي على الرغم وعلى حد علمي بأن رئيس النادي سليم الرياحي قد قدم تسبقة لإنهاء هذه الأشغال. كيف سيكون الأمر في الموسم القادم إذا؟ هذا الموسم تدربنا في حي الشباب بالمنزه وسيكون الأمر كذلك بالنسبة للموسم القادم على الرغم من أن هذا كلفنا الكثير والميزانية تصرف في فراغ. مليارات تصرف على فرع كرة القدم ألا يوجد حل جذري لمشكل القاعة؟ النادي الإفريقي في حاجة إلى قاعة إضافية إلى جانب قاعة القرجاني وقد تحدثت مع سليم الرياحي وقدمت له مشروعا يتعلق بإحداث قاعة في الحديقة «أ» وإن شاء الله سيتم هذا المشروع في قادم الأيام. ستحافظون على الإطار الفني للأكابر ماذا عن البقية؟ أؤمن كثيرا بالإستمرارية خاصة على مستوى مدربي الشبان والنتائج التي تحققت في موسم 2006-2007 الذي تحصلنا خلاله على ستة عشر لقبا تقيم الدليل على ذلك والعكس حصل هذا الموسم لذلك فإن هناك من سيغادر لأنه من غير المعقول أن يتوج النادي الإفريقي بستة ألقاب فقط في موسم ولأن ذلك ليس في مستوى الإفريقي. هل أنت راض عما قامت به جماهير الفريق في لقاء الدربي؟ إذا كانت مصلحة الإفريقي تقتضي دخول ثلاثين محبا فأنا مع ذلك تماما لأني لا أقبل أن تذهب مجهودات وعمل موسم كامل سدى بسبب تصرف غير مسؤول من بعض الجماهير. إذا بدأتم في تسطير الخطوات الأولى للعام القادم؟ لدينا برنامج ثري سنقوم خلاله بهيكلة كاملة للفرع في انتظار عودة سليم الرياحي للحديث معه عنه وهذا البرنامج سيشمل أيضا فريق الكبريات الذي ننوي أن تنضم إليه هالة الشمساوي وفهيمة بن شريفية أما في الذكور فإننا سنضع لكل فرع مسؤولا مباشرا عنه. طموحاتك مع النادي الإفريقي؟ النادي الإفريقي كان بإمكانه أن يكون أول فريق في تونس يشارك في نهائيات بطولة العالم للأندية ولكنه خسر الرهان في ثلاث مناسبات سنوات 2002 و2005 و2006 بعد خسارة «السوبر» الإفريقي وحلمي أن أتوج معه الموسم القادم ب «السوبر» وأشاهده في المونديال هذا الحلم الذي «ماخلونيش نحققو».