*محمد بوغلاب مثل أمين بوخريص مخرج فيلم"الحي يروح" يوم 6جوان أمام إحدى المحاكم الباريسية بسبب دعوى رفعتها "ناتالي دوناديي" صديقة المصور الصحفي "لوكا مبروك دوليغا" الذي قتل في تونس خلال الأحداث التي تلت فرار بن علي في 14جانفي2011 وقد طالبت بغرامة ضرر قدرها 20 ألف أورو وحذف المشاهد المتعلقة بها وبصديقها من الفيلم وتناهز مدتها ربع ساعة وهو ما يعني فعليا "الحكم بإعدام الحي يروح"، وقد سبقت القضية عرض الفيلم في مهرجان Etonnants voyageursبسان مالو يومي 8و9جوان وكان واضحا أن صاحبة الدعوى كانت تعتزم منع عرض الفيلم خاصة وأنها أرسلت عدل تنفيذ إلى إدارة المهرجان تطلب حذفه من البرنامج ، غير أن المحكمة الفرنسية لم تستجب إلا جزئيا لطلبات صاحبة الدعوى بتحميل المخرج أمين بوخريص ومنتج الفيلم نجيب عياد أجرة المحاماة وقدرها 1400 أورو وحذف دقيقتين ونصف من الفيلم عدة صادمة لمشاعر عائلته وأصدقائه. وبعد صدور حكم المحكمة يوم 6جوان كان لزاما على أمين بوخريص أن يعيد مونتاج الفيلم لحذف دقيقتين ونصف في ظرف قياسي وهو ما تم في العاصمة الفرنسية ليكون"الحي يروح" جاهزا للعرض يوم 8جوان وفي تصريح خاص بالتونسية أفادنا أمين بوخريص بأنه فوجئ برد فعل ناتالي دوناديي قائلا" عمري ما تصورت أن أول فيلم لي سيجعلني امثل أمام القضاء ومهما حدث وبصرف النظر عن الأطراف المعلنة والخفية التي أرادت قتل الفيلم فقد انصفنا القضاء الفرنسي وساندتنا عدة شخصيات ومنظمات فرنسية واهتمت الصحافة الفرنسية بالفيلم الذي سيعرض في مهرجان الفيلم العربي بمالمو بالسويد في شهر سبتمر القادم" وأفادنا أمين بوخريص بأنه قام ببعض التعديلات على الفيلم بعد عرضه في مهرجان دبي في شهر ديسمبر 2013 مراعاة لمشاعر عائلة "لوكا" وعرض النسخة على أبويه اللذين عبرا عن رضاهما وهو ما يفسر دفاعهما عن الفيلم في معركته القضائية الأخيرة. *نقابة منتجي الأفلام الطويلة تساند ... في اتصال هاتفي مع رضا التركي رئيس نقابة منتجي الأفلام الطويلة عبر عن مساندته لأسرة"الحي يروح" وصرح لنا "لا يمكنني إلا أن أساند أمين بوخريص والمنتج نجيب عياد ، ومع الأسف لم نعلم بالقضية إلا بعد مثول المخرج أمام المحكمة، ونحن نعتبر أن القضاء الفرنسي أنصف الفيلم وحرية التعبير بعيدا عن أي حسابات قد تكون حركت بعض الأطراف لضرب فيلم من أفضل ما قدمته السينما التونسية في العام الماضي " يذكر أن "الحي يروح" الذي شارك في مسابقة الأفلام الوثائقية لمهرجان دبي في دورته العاشرة(6-14ديسمبر 2013) ، تابع ستة من مراسلي الحروب والنزاعات في تونس ومصر وليبيا ومصر وسوريا منذ بداية"الربيع العربي" في جانفي 2011 إلى صيف 2013 وقد صورت مشاهد الفيلم أيضا في فرنسا وتركيا ويمتد على ساعة وخمسة عشر دقيقة ومن بين المراسلين الذين تابعهم "الحي يروح" –وهي عبارة شعبية تقال عادة لتهنئة المسرحين من السجن – الفلسطيني إياد حمد والمغربي البلجيكي أحمد باحدو والفرنسي رينيه اوشليك الذي ظهر خلال الفيلم في تونسوفرنسا ثم لحق به فريق الفيلم قتيلا في الجبهة السورية .... ومحمد أمين بوخريص مخرج الفيلم هو أساسا مصور صحفي عمل لفائدة وكالات أنباء عالمية وتلفزيون العربية ، و"الحي يروح" هو أول فيلم وثائقي للمخرج الذي سبق له إنجاز فيلمين قصيرين إشهاريين لشركة مشروبات غازية شهيرة.