هي من اللاعبات اللاتي تألقن في المواسم الأخيرة وتمكّن من شق الزحام وافتكاك مكان في أكبر البطولات الأوروبية تحديدا الفرنسية رغم المنافسة وصعوبة المهمة في البداية فكانت أولى التجارب خارج أحضان البطولة الوطنية في نادي «نيم» الفرنسي الذي زادت في صفوفه تألقا وإشعاعا وحضيت بمتابعة من أكبر الفرق في العالم وكانت الخلاصة إمضاء عقد مع بطل روسيا «دينامو قولقوقراد» المتأهل إلى رابطة الأبطال الأوروبية وكأس أوروبا، هي أسماء الغاوي لاعبة المنتخب الوطني للكبريات التي تحدثت ل «التونسية» عن تجربتها الاحترافية وعن عقدها الجديد ومواضيع أخرى في الحوار التالي: k أسماء كيف تقيمين أول تجربة احترافية مع «نيم»؟ أود أولا أن أشكر «التونسية» على اهتمامها بكرة اليد والرياضة النسائية أما في ما يتعلق بتجربتي مع «نيم» فقد كانت رائعة وأنا سعيدة بذلك. فالبطولة الفرنسية من أكبر البطولات وتضم أبرز لاعبات العالم وقد استفدت من ذلك سواء على المستوى الرياضي أو الشخصي وقد كانت فرصة لي لمزيد البروز والتألق في هذا العالم المليء بالاحتراف وحافزا زاد في طموحي نحو الأفضل. k هل كان الطريق سهلا أم اعترضتك صعوبات؟ مع كل بداية مؤكد هناك صعوبات لأنه ليس من السهل أن تتأقلم مع ثقافة جديدة وبطولة مختلفة ولاعبات تصافحهن لأول مرة وما زاد في صعوبة المهمة أكثر في البداية هو التزاماتي مع المنتخب التي أجبرتني على الغياب لقرابة أربعة أشهر للمشاركة في «الكان» و«المونديال» فكان لزاما الصبر والعزيمة لافتكاك مكانك داخل الفريق وربما ساعدني على ذلك النمط الذي كنت قد اعتدت عليه في تونس وهو التعويل على الذات والتدرب لأوقات إضافية وهذا ساعدني كثيرا في باقي المشوار. k مشاركتك وتألقك في «كان» الجزائر الماضية مؤكد سهّل المهمة في باقي الموسم؟ بالفعل فالإطار الفني لنادي «نيم» بعد نهائيات بطولة إفريقيا التي توج بها المنتخب الوطني أصبح يعتمد عليّ كثيرا في المباريات وعندما عدت إلى فرنسا أقاموا حفل استقبال على شرفي وقاموا بتكريمي أمام الجماهير والكل أصبح ينظر بالانبهار لتونس لأنهم لم يتوقعوا أن نطيح بالمنتخب الأنغولي. اليوم هناك عدة فرق في فرنسا تتابع لاعباتنا والفضل كله يعود للمنتخب وأنا أتمنى أن تحظى باقي اللاعبات بفرصة الاحتراف وأن أشاهدهن يتألقن. k بدأت تتألقين مع «نيم» لماذا إذا غادرت إلى «دينامو قولقوقراد؟ غادرت «نيم» لأنه كان هناك ما هو أفضل وأنسب وهو الاحتراف في صفوف «دينامو قولقوقراد» الروسي، فالبطولة الروسية من أكبر البطولات في العالم و«دينامو قولقوقراد» بطل هذا الموسم وستتاح لي الفرصة في صفوفه للمراهنة على أكبر الألقاب (كأس أورربا ورابطة الأبطال الأوربية). هم تابعوني منذ منتصف الموسم وفي «نيم» أشعر وكأني في تونس لذلك خيرت الخروج فأنا مازلت في مقتبل العمر وأرغب في أن أستفيد أكثر من هذه التجربة رغم العروض الكثيرة التي وصلتني وأنا واثقة من أنها ستكون تجربة جميلة وبالصبر إن شاء الله سأنجح لأنه ليس من السهل أن تحترف في روسيا. تحدثت عن قيمة البطولة الروسية ألست متخوفة من هذه التجربة؟ لا بالعكس فلو كان الأمر بيدي سأبدأ من الغد. الاختيار كان صعبا وقد ترددت في الأول ولكن الآن مقتنعة تماما بعد أن استشرت المدرب الوطني وكل من أعرفه وقد وجدت دعما كاملا وأنا سعيدة بهذا العقد وإن شاء الله سيكون أفضل من «نيم» وسيفتح لي أبوابا جديدة أرفع من خلالها راية تونس عاليا. k بعيدا عن هذا كنت في تربص في البرازيل كيف وجدت مستوى المنتخب ؟ ذاك التربص واجهنا خلاله بطل العالم المنتخب البرازيلي في مناسبتين وكنا في المستوى رغم المردود المتواضع في المباراة الأولى باعتبار وأنه كان معززا بثلاث لاعبات محترفات فقط فيما كانت البقية لاعبات شابات وهذا يحسب للمدرب «باولو بيريرا» الذي أعطاهن الفرصة والكل كان سعيدا بالمردود الذي قدمناه وهذا سيفيد المنتخب في المستقبل. k أين يكمن الاختلاف بين باولو بيريرا ولورون بوزو المدرب السابق؟ كلاهما قدم الإضافة وباولو بيريرا محبوب لدى كل اللاعبات وصدقا نشعر براحة كبيرة معه فهو مدرب كفء ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبات ويحب عمله كثيرا والدليل على ذلك في «الكان» فالمنتخب التونسي كان الفريق الوحيد الذي يتدرب دون انقطاع والثقة التي منحنا إياها كانت سببا مباشرا في فوزنا ببطولة إفريقيا هو والإطار الفني الذي سبقه. k المنتخب تنتظره تصفيات الأولمبياد هو قادر على بلوغها؟ ليس هناك شيء مستحيل مادامت الفرق تعمل والمنتخب أيضا وهذا العمل يجب أن يستمر فطموحنا هو بلوغ الأولمبياد وأنغولا لم تعد هاجسا بالنسبة لنا. k ينتظركم المونديال أيضا برأيك ما هو السبب المباشر في فشل كل مشاركة واقتصاركم على الدور الأول؟ غياب أكثر من لاعبة في كل مركز هو السبب المباشر فلاعبة واحدة لا تقدر على خوض مباراة كاملة في مستوى عال وهذه النقطة لا بد من مراجعتها وهذا يجب أن تستوعبه كل لاعبة تريد أن تفتك مكانا في المنتخب لان العمل والتدريبات الكثيرة ستساعدها على تطوير أدائها لأن جل المباريات التي انهزم خلالها المنتخب كانت بسبب جزئيات صغيرة. k كيف تقيمين البطولة الوطنية؟ بطولة متوسطة إن لم نقل أقل من متوسطة وهذا يعود إلى نقص الإمكانيات والموارد لدى الجمعيات وإلى عدم وجود القاعات الكافية للقيام بالتدريبات اللازمة. فهناك فرق في الوطني «أ» لا تملك قاعة ولو تحسنت الإمكانيات وأصبحت التربصات عادة لدى الفرق فإن كل شيء سيتغير نحو الأفضل. k هل لديك كلمة تودّين قولها إلى بقية اللاعبات؟ أود أن أقول لكل لاعبة ترغب حقا في الوصول إلى ما هو أفضل أنه يتوجب عليها العمل ثم العمل إذا أرادت الوصول إلى أهدافها لأنه لا نتيجة دون عمل وأن ذلك ليس بالصعب وإنما خلق فرصة للتدرب أكثر وقضاء أكثر وقت مع كرة اليد وأنه بإمكانها « تعيش من كرة اليد» مادام الله سبحانه قد وهبها الموهبة والواجب عليها استغلالها وبالصبر والحكمة ستصل إلى ما تريد. أنا أشكر كل من ساعدني لأصل إلى هذه المرتبة وأخص بذلك محرز الجمهوري وسمير غربال وكل مسؤولي أمل الرجيش ومقرين الرياضية ورباط المنستير.