ال «وان مان شو» لا يستهويني لأنه أخذ صبغة تجارية تواصل «نسيبتي العزيزة» هو تواصل لحضور سفيان الشعري حاورته: ريم حمزة رغم أنّه رجل مسرح بالأساس وله تجارب مسرحيّة قيّمة لعلّ أبرزها مشاركته في مسرحيّة « خمسون» ومسرحيّة «يحيى يعيش» للفاضل الجعايبي فانه اشتهر بدور « الفاهم» في سلسلة « نسيبتي العزيزة» وأحبّه الجمهور كثيرا في هذا الدّور الذي جسّد فيه المواطن البسيط..هولا يبحث عن النجاح الجماهيري بقدر ما يبحث عن النجاح الفنّي على حدّ قوله لأنّه يعتبر أنّ النجاح الجماهيري لا يدوم لكنّ النجاح الفني مساره بعيد..إنّه الممثل خالد بوزيد الذي التقيناه وتحدّثنا إليه عن «مفاجآت نسيبتي العزيزة 4» وعن مختلف تجاربه المسرحيّة وجديده وعدّة مواضيع أخرى فكان معه الحوار التالي: ما الجديد في دور « الفاهم» بسلسلة « نسيبتي العزيزة 4» ؟ بالنسبة لدوري في «نسيبتي العزيزة» هو في علاقة تفاعليّة بين السيناريست والمخرج..فنحن نحاول خلق وضعيات جديدة لتطوير الشخصيّة التي أجسّد من خلالها المواطن العادي البسيط ، وهذه الشخصيّة أردناها أن تكون مثل « المجنون الذي يقول الحكمة» إذ نرى فيها في بعض الأحيان الطفل الصغير وأحيانا الشخص الخبيث..وفي تطوّر الشخصيّة تطوّر لوضعيات نقدّم من خلالها الواقع بكلّ حياديّة دون السّقوط في ايديولوجيا معيّنة أوفي سياسة معيّنة هناك دائما لمحة بين المواضيع الآنيّة التي تعيشها البلاد وكذلك المغرب العربي.. وأريد أن أشكر كاتب العمل يونس الفارحي على عطائه المستمرّ وكرمه لأنّه تقبّل وتحمّل منّي الكثير. وما هي المفاجآت التي تحملها السّلسلة هذا الموسم ؟ هناك العديد من المفاجآت سواء على مستوى الفكرة أوالكوميديا فهي مبنيّة على المفاجآت غير المنتظرة في كلّ وضعيّة وفي كلّ مشهد وفي كلّ ردّة فعل. يرى البعض أنّ سلسلة « نسيبتي العزيزة» شهدت فراغا كبيرا بعد رحيل سفيان الشعري وانسحاب سماح الدشراوي، وان كاتب العمل ومخرجه لم يتمكن من سدّ هذا الفراغ، فما هو تعليقك على ذلك ؟ سفيان ترك وجعا كبيرا، وعلاقتي به كانت طيّبة جداّ فقد ساعدني وشجّعني كثيرا وحتّى في الكواليس كان يراجع معي النصّ..صحيح أنّه ترك فراغا كبيرا ونلمس ذلك في مكان التصوير حيث يتذكّره دائما كلّ فريق العمل في بعض المواقف أو الوضعيات.. سفيان كان العمود الفقري للعمل ولا يمكن لأيّ شخص تعويضه، كذلك غياب سماح الدشراوي ترك فراغا وفي هذا الجزء غاب أيضا المخرج صلاح الدين الصيد الذي أعتبره معلّما عظيما فقد ساعدني كثيرا وعوّضه هذه السنة المخرج منجي بن طارة وفي الحقيقة كان ممتازا ..وأؤكّد أنّ غياب هذه العناصر الهامّة عن العمل ترك فراغا لكننا نحاول أن نعمل حسب الظرفيّة المتوفّرة لأنّ هدفنا الوحيد هو انتزاع الابتسامة من المشاهد التونسي الذي مرّ بظرفّية سيّئة للغاية..فأنا شخصيّا رفضت بعض المشاهد لأنّها قد تذكّر بأحداث الشعانبي وغيرها، والمشاركون في العمل خيّروا حتّى في فترة الثورة ألّا يركّزوا كثيرا على الأحداث التي عاشتها البلاد رغم أنّي وباقي الفنّانين شاركنا في الثورة سواء بالأعمال المسرحيّة أو بوقوفنا في شارع الحبيب بورقيبة يوم 11 جانفي 2011، فقد كنّا ضدّ نظام بن علي لكن في هذا «السيتكوم» كان يجب أن ننظر إلى نتائج الثورة وليس للثورة في حدّ ذاتها كما أعتبر أنّ العمل الجماعي هو الذي أنجح «نسيبتي العزيزة». قال البعض أيضا انه كان من المفروض انهاء السلسلة بعد وفاة سفيان الشعري، فما هو رأيك ؟ هناك نقاط ايجابية وأخرى سلبيّة وأنا من جهتي اتصلت بشقيق سفيان وعائلته واستشرتهم حول إمكانية مواصلة العمل فقالوا لي إنّه من الأفضل أن يستمرّ « السيتكوم» وأنا أتصوّر أنّ تواصل « نسيبتي العزيزة» فيه تواصل لحضور سفيان الشعري حتّى لا يُنسى هذا بالإضافة إلى أنّ سفيان كان يتمنّى أن ينجح العمل ونجاحه هو نجاح له وتحقيق لحلمه. هل هناك من سيعوّض سماح الدشراوي في دور «خميسة»؟ هذا غير صحيح لأنّ سماح لا يمكن تعويضها. هناك أخبار تفيد بأنّ منال عبد القوي ستؤدّي دور « خميسة» في «نسيبتي العزيزة 4»؟ لا أساس لها من الصحّة. يقول البعض إنّك نجحت وبرزت بشخصيّة «الفاهم» لكنّك بقيت محصورا في هذه الشخصيّة، فما هوردّك ؟ لا يمكن أن أُحصر في هذه الشخصيّة أوغيرها لأنّني أكاديمي ومتحصّل على الماجستير في فنّ التمثيل والإخراج وأعرف جيّدا جماليّة اللّعب والحركة وأنماطها وفنّ لعب الممثل ..فأنا قدّمت هذه الشخصيّة في السّلسلة وهي لم تتغيّر لأغيّر دوري وقد اقترح عليّ في سلسلة «دار الوزير» تقديم دور مشابه لدور الفاهم لكنّي رفضت وعموما بإمكاني تقديم أيّ دور آخر حسب مقتضيات السيناريو..ومن جهة أخرى، أنا لا أبحث عن النجاح الجماهيري بقدر ما أبحث عن النجاح الفنّي لأنّ النجاح الجماهيري لا يدوم اما النجاح الفنّي فمساره بعيد. أنت مسرحي بالأساس، فلو تحدّثنا عن مختلف تجاربك المسرحيّة؟ درست الموسيقى سنتين وبعدها درست مسرح الهواية ثمّ التحقت بالمعهد العالي للفنّ المسرحي وأوّل أعمالي كمحترف كانت مسرحيّة «تحت الرقابة المشدّدة» التي شاركت فيها سماح الدشراوي وفتحي العكاري وجعفر القاسمي ما بين سنتي 1998 و1999 وقدّمت كذلك «حديث الغاب» للأطفال وقدّمت أيضا مسرحيّة « بعد حين» وهي أوّل عمل صامت في تونس وتحصّل على جائزة النقاد في أيام قرطاج المسرحيّة ، ومن أعمالي أيضا « أهل الهوى» مع المسرحي القدير عبد الوهاب الجمني وتحصلت من خلالها على جائزة أحسن ممثل عربي بالأردن وشاركت في مسرحيّة « خمسون» ومسرحيّة «يحيى يعيش» للفاضل الجعايبي ومسرحيّة « الآن» بالإضافة إلى التربّصات التي قمت بها بالخارج في مجالات مختلفة في المسرح والآن أشرف على تربّصات للممثلين المحترفين في عديد المجالات. لماذا لم نشاهدك في عمل من نوع « وان مان شو» ؟ ال «وان مان شو» لا يستهويني لأنّ هذا النوع من المسرح أخذ صبغة تجاريّة وفي المقابل أحبّذ « الديو» المسرحي. مع من تريد تقديم « ديو» مسرحي؟ مع أيّ ممثل فجميعهم ممتازون. هل هناك مشروع « ديو» مسرحي؟ نعم هناك عدّة مشاريع وأنا بصدد دراستها وفي الحقيقة أحنّ للعودة إلى المسرح لأنّني غبت عنه لمدّة إذ بعد مسرحيّة «يحيى يعيش» انقطعت عن المسرح وانشغلت بالدراسة والتربصات. ألا تستهويك السّينما ؟ ليس لدينا صناعة سينما في تونس وهناك أزمة كبيرة في السّينما التونسيّة ورغم أنّها معروفة عالميّا فقد سقطت في دراما الصّورة والسّرد من خلال الصّورة، كما أنّ القطاع السينمائي يشكومن عدّة صعوبات والدّولة لم تستثمر في هذا المجال رغم أنّ من شأن القطاع الثقافي أن يساهم في انتعاش الاقتصاد وبإمكاننا تصدير أعمالنا وأقول هذا من منطلق تجربتي واحتكاكي ببقية الفنّانين من مختلف بلدان العالم. بما أنّك مسرحي بالأساس، ما هو تقييمك للفنّ الرّابع في الوقت الرّاهن ؟ أرى أنّ الفنّانين لم يجترّوا بعد الواقع لأنّ المسرح ليس المرآة العاكسة للمجتمع فقط بل المسرحي هو ذلك الذي يفقه علم الاجتماع و«السيسيولوجيا» و«السيكولوجيا» ويجب أن يفهم في الميدان السياسي والديني وكلّ المجالات الأخرى ليقدّم عملا فيه نظرة للماضي ونظرة للحاضر ونظرة استشرافيّة للمستقبل..أعتبر انه على المسرحي الاّ يكتفي بأن يكون مرآة عاكسة للمجتمع بل يجب أن تكون له نظرة» ميكروسكوبية» للأسباب والمسبّبات لأنّ الوظيفة المسرحيّة حتّى في «الكوميديا» ليس الإضحاك فقط بل هناك أهداف أخرى وكما قيل علّم الأطفال وهم يلعبون أقول علّم الكبار وهم يضحكون..الرّسالة كبيرة جدّا والحريّة التي تعطى للمسرحييّن هي حريّة مسؤولة، من جهة أخرى يجب أن يكون للثقافة حضور كبير خاصّة لدى السياسيّين لانّ وزارات السيادة التي يتصارعون عليها كالداخلية والدّفاع والخارجيّة ليست هي الأساس في البعد الثوري، بل أعتبر أنّ وزارات السيادة هي التربية والتعليم والثقافة لأنّه بالنسبة لي نحن في مشروع ثورة على امتداد عشرين سنة لذلك يجب تحضير جديد للمستقبل فليس هناك حلول آنيّة بل هناك حلول بعيدة المدى. هل صحيح أنّك رفضت عرضا من سامي الفهري لإنتاج عمل كوميدي ضخم؟ سامي صديقي وأحترمه ولم أرفض عرضه بل كنت وقتها ملتزما مع قناة «نسمة» قصد تصوير سلسلة « نسيبتي العزيزة» لكن يمكن أن تجمعنا أعمال أخرى لاحقا. ما هي علاقتك بالسياسة؟ لديّ الوعي الكافي ولا أنتظر أن يملي عليّ رجل السّياسة أشياء ولا اعمل في ظلّ الأمير.. فأنا كمثقّف كنت مستقلا في عهد بن علي ولم أمجّد بن علي ولا نظامه بل قدّمت مسرحيات ضدّ نظام بن علي وأنا لا أتبجّح بذلك لأنّه واجب.. وحاليّا لا أنتمي لأيّ حزب فأنا لا أتحرّك في ايديولوجيّة حزب معيّن بل أتحرّك باسم المواطنة وباسم تونس وباسم الإنسانية..وأتمنّى أن يكون للفنّانين المثقفين حضور في مختلف البرامج التلفزيّة ليتحدّثوا عن السّياسة وكذلك أساتذة فلسفة مثل فتحي المسكيني وغيره من الأساتذة الذين لديهم وعي كبير ونظرة استشرافيّة وأيضا أتمنّى أن يوجّهوا الدّعوة إلى علماء الاجتماع وعلماء النفس ليتحدّثوا أيضا عن السياسة ولا يتمّ الاكتفاء برجل سياسة ليفقه في السياسة فهذا الأخير هو رهين اديولوجيا معيّنة. ما هو جديدك ؟ لديّ العديد من التربّصات وتلقيت اقتراحات من خارج تونس قصد المشاركة في أعمال دراميّة وسينمائيّة وأنا بصدد دراستها. كلمة الختام؟ أقول للشعب التونسي إن شاء الله « رمضانكم مبروك» وأتمنّى أن تصبح بلادنا وردة جميلة ويزورها الناس من مختلف بلدان العالم وأن تقوى روح الوطنية.