4 آلاف كاميرا لمنع الإرهابيين من الهرب وائل البوسعايدي: خطيب جامع بلال وخرّيج مدرسة «القاعدة» اعتبر العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر أن قوات الحرس والجيش حققت تطورا نوعيا بالقضاء على خلية جندوبةفرنانة التي ينسب لها اغتيال أربعة أعوان أمن في أولاد مناع في منتصف شهر فيفري الماضي بمعتمدية فرنانة. كما أعتبر العميد أن القبض على المتهم وائل بوسعايدي المتهم بتنظيم كمين أولاد مناع يُعد كسبا وغنيمة كبيرين للمحققين الذين يتوقعون أن يحصلوا منه على معلومات ثمينة حول خلية جندوبة وعلاقتها ببقية الخلايا في تلال ورغى شمال مدينة الكاف وجبال القصرين. وتبعا لمعلومات أمنية قديمة فإن البوسعايدي البالغ من العمر حوالي 28 عاما، اشتهر في الأسابيع الأولى بعد الثورة بخطبه التكفيرية في جامع بلال بن رباح بالجهة الشمالية من مدينة جندوبة غير بعيد عن المركب الجامعي، كما تورط في مواجهات دامية مع قوات الأمن قصد السيطرة على الجامع ودعا إلى استعمال السلاح ضد الدولة. ويعد وائل البوسعايدي قريبا من الجهاديين الجزائريين الذين أعلنوا ولاءهم للقاعدة في بلاد المغرب العربي، أكثر من ولائهم لأنصار الشريعة أو الجهاديين الليبيين، رغم التعاون بين التيارين، كما شارك البوسعايدي في بعض عمليات القصرين بالإضافة إلى تنظيم وتنفيذ عملية أولاد مناع. وأضاف العميد بن نصر أن القضاء على أفراد الخلية لا يعتبر نصرا نهائيا عليها إذ يرجح أن يكون حولها أفراد متعاطفون معها، أو مشاريع خلايا نائمة في الجهة، وأنه لذلك سيكون على المحققين سماع أفراد هذه المجموعة مطولا وبحث كل علاقاتهم وفحص كل مكالماتهم الهاتفية، كما سيكون على المحققين ملاحقة وإيقاف بعض الشبان المطلوبين للتحقيق في أحداث عنف ومواجهات سابقة مع أعوان الشرطة والحرس في جندوبة لاستكمال الصورة حول تكوين المجموعة التي تم القضاء عليها. وكشف العميد مختار بن نصر أن المتهم وائل البوسعايدي كان في حالة ارهاق شديد عندما تم القبض عليه وأنه كانت عليه علامات الجوع الشديد، مما يدل على أن هذه المجموعة قد عانت منذ أسابيع من الجوع والنقص في التموين، وهو ما جعلها تنزل من مخابئها في الجبل في ثلاث مناسبات على الأقل إلى السفوح طلبا للطعام والتموين وهو ما أثار انتباه السكان وقوات الأمن. وهكذا، بدأت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع حملات تمشيط وقصف ومراقبة للطرقات في الجهة، فيما ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني الجزائري الذي يتولى التنسيق مع السلط الأمنية التونسية أعطى أوامره للمروحيات الجزائرية بمراقبة الحدود والمعابر الملاصقة لولايات جندوبةوالكافوالقصرين وخصوصا المجموعة التي يلاحقها أعوان الحرس والجيش في فرنانة. ونذكر أن اللواء بوسطيلة الذي زار تونس في شهر مارس الماضي كان قد أمر منذ أشهر بإعداد برنامج نصب أكثر من 4 آلاف كاميرا متطورة للتصوير الليلي والنهاري وإطلاق تحذير عند مرور شخص في مداها البصري في المنطقة الحدودية. كما أنه يشرف بنفسه على إجراءات حدودية استثنائية في الأماكن التي تقابلها مناطق عسكرية في تونس مثل ولايات جندوبةوالكافوالقصرين، وهو ما أغلق تماما أبواب الهرب أمام هذه المجموعة الإرهابية وأصاب أفرادها المرض والإعياء وخصوصا الجوع الشديد والإنهاك. وكشف العميد مختار بن نصر ل«التونسية» أن هذه المجموعة تعد 15 فردا، منهم جزائريون تلقوا تدريبا قتاليا مطولا على أيدي جماعة القاعدة في المغرب العربي، وانها أقل خطرا وعددا من المجموعات الإرهابية المتحصنة بجبال القصرين الثلاثة: الشعانبي وسمامة والسلوم الذي يشهد منذ أول أمس حريقا في المنطقة العسكرية.