استقبلنا شهر رمضان ومع بدايات الشهر الفضيل قد يجد بعض التونسيين أنفسهم في حيرة فهناك عديد الزلات التي يقعون فيها قد يكون بعضها عن قصد وأخرى قد تحدث ربما سهوا أو عن سوء فهم... تساؤلات عديدة عن كيفية إستعمال المريض لدوائه وهل يجوز استعمال معجون الأسنان في الصباح والمضمضة عند العطش أم لا؟، ماذا عن الماكياج والعطور؟ كثيرون يصومون لكنّهم لا يصلون وآخرون يصلون في رمضان فقط ؟ هل يجوز كلام الحب في الهاتف أو عن طريق الفايسبوك أم لا؟ ماذا عن مواعيد الإغتسال وهل هي مقترنة بمواقيت؟...أسئلة شائعة تتواتر في أذهان الكثيرين حملتها «التونسية» ووضعتها على طاولة إمام. يقول مصدرنا وهو إمام وباحث جامعي فضّل عدم ذكر اسمه انّ غسل الأسنان بالمعجون واستعمال كحل العينين والعطور والماكياج لا تبطل الصوم مؤكدا ان من بين الأشياء التي لا تبطل الصوم عمليات تحليل الدم والحقن وقطرات العينين، وقال انه بإستثناء الحقن المغذية أي ما يعرف ب«السيروم» التي تدخل الجسم وتفطر الصائم فإن عديد الأشياء لا تفسد صيامنا مثل التقيؤ غير المتعمد والإفطار سهوا كشرب الماء او تذوق الطعام، مؤكدا انه يتعين على الصائم ان يواصل صومه في صورة السهو عند الإفطار غير المتعمد، ملاحظا ان عليه التوقف مباشرة عن الأكل بمجرد التفطن إلى ذلك وقضاء يومه وإلاّ فإنه سيصبح متعمدا وساعتها عليه قضاء 60 يوما. وقال محدثنا انه بإمكان الأشخاص الذين لديهم أمراض كضغط الدم والسكري والذين عادة ما يستعملون أدوية معينة في النهار تناول أدويتهم ليلا دون ان يؤثّر هذا الأمر على صحتهم وأنه يمكنهم الصوم إلاّ إذا تدهورت صحتهم. وأضاف انه بإمكان المرأة تذوق الطعام وحتى الرجل ان كان بصدد إعداد الطعام شريطة «بصقه» وألاّ يدخل الطعام إلى المعدة . وحول رأي الدين في الصوم بلا صلاة قال انّ الصوم صحيح ولكن الشخص يبقى عاصيا ما لم يصلّ، واعتبر ان الصلاة واجبة لكن تركها في الشهر الفضيل لا يبطل الصوم ولا يفسده، مشيرا الى انّ القاعدة العامة تعتبر ان الصائم بلا صلاة هو شخص عصا ربه ،وقال انه بالرغم من عدم وجود علاقة بين الواجبين أي ان أحدهما لا يبطل الآخر فإن على المسلم أن يصلّي ويصوم. وأضاف ان لجوء البعض الى الصلاة في رمضان فقط (وهو حال عديد التونسيين) جائز وان المسألة تبقى مسألة علاقة بين الرب وعبده. وردا على سؤال يتعلق بمواعيد الإغتسال في رمضان وهل يكون فجرا أو مع العصر أو قبيل الإفطار، قال انه بإمكان الشخص الصوم دون الاغتسال لأن الاغتسال جعل للصلاة فقط وليس للصوم، مضيفا ان من الأخطاء الشائعة ان نعتبر ان الصيام يوجب الإغتسال. وحول تساءل البعض عن كلام الحب في الهاتف أو الفايسبوك أوالقبلة بين الزوجين وهل ان من شأن هذه «الزلاّت» إبطال الصوم ردّ محدثنا قائلا إن القبلة والكلام المعسول في الهاتف أو الفايسبوك لا تجوز بين شاب وفتاة في رمضان اذا لم يكن بينهما عقد زواج مضيفا انه في حال وجود عقد مكتوب ليكن للزوج تقبيل زوجته صباحا وهو صائم شريطة ألاّ يخرج منه «المني» لأنه ساعتها يفطر. وبما أن عديد التونسيين لا يفضّلون موعد «السحور» بحكم الإرهاق أو النوم أو لأسباب نفسية وأخرى صحية معتبرين إياه غير ضروري، قال محدثنا ان ترك السحور هو ترك لأحد الفضائل في الصيام وبالتالي يمكن الصيام لكن يبقى الصوم ناقصا، ودعا إلى ضرورة الاستيقاظ للسحور نظرا لفوائده الجمّة، وقال انّ «السحور» ممكن و لو بتناول «كأس» ماء. وبما أن رمضان تزامن مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في ظلّ تعوّد البعض على السباحة في البحر ومضمضة الفم بالماء فقد قال محدثنا ان السباحة ممكنة في رمضان ولا تبطل صيامنا، كما انّ مضمضة الفم بالماء لا تبطل صيامنا وجائزة. ولئن كان كثيرون يفضلون الصلاة ثم تناول الإفطار، فقد اعتبر محدثنا ان أفضل الأمور هي شرب الماء واستهلاك القليل من التمر او الحليب ثم الصلاة وبعدها يأتي تناول العشاء، واعتبر ان هذه الطريقة ومن الناحية الصحية تعدّ أفضل وأنسب للمعدة، وقال انه يمكن تناول الطعام ثم الصلاة لكن شريطة ألاّ يفوّت الصائم وقت صلاة المغرب.