حديث الشارع الرياضي في سوسة وفي كل الجهات المحبة للنجم الساحلي هذه الأيام عن المدرّب الجديد الذي سيخلف الفرنسي لومار في قيادة الشؤون الفنية لزملاء علية البريقي وآخر ما انتهت إليه مساعي المسؤولين في النجم مفاده أن الصربي الفرنسي دراقان أصبح يتمتّع بحظوظ كبيرة ليكون المدرّب الجديد لفريق جوهرة الساحل. أما لماذا دراقان دون سواه من الأسماء الأجنبية التي تم الاتصال بها فإن الجانب المادي جاء مؤثرا للغاية في ظل الرواتب العالية جدّا التي طالب بها من تمت مفاتحتهم في الموضوع على غرار جاك سانتيني وجون فرننداز الذي سبق له أن درّب النجم سنة 1998 وكان له الفضل وقتها في بروز جيل من اللاعبين من بينهم المدير الرياضي اليوم زياد الجزيري.. وقد طالب فرننداز بجراية شهرية بستين ألف أورو دون اعتبار بقيّة الامتيازات الأخرى.. وطبعا لم يقبل مسؤولو النجم الساحلي بمواصلة التفاوض مع مدرّب سيكون راتبه أعلى بكثير من الذي كان روجي لومار يحصل عليه. في ضوء هذه المعطيات كانت العودة إلى دراقان والحديث عن عودة لهذا المدرّب بما أنه من الأوائل الذين تحدّث معهم المسؤولون وبقي في الانتظار قبل أن يعود إلى فرنسا.. والثابت أنّ الجوانب المالية كان لها الدور الفاعل في صرف النظر عن الأسماء الأخرى والاهتمام بإمكانية التعاقد مع دراقان الذي شاهد عديد المباريات للنجم هذا الموسم وقد يكون أشار على المسؤولين بانتداب ثنائي الاتحاد المنستيري نضال سعيّد ومهدي سعادة وقد يلتحق بهما مهاجم الشبيبة القيروانية وجدي الماجري الذي هو في الأصل ابن النجم الساحلي. ردود فعل متباينة خبر اقتراب المدرّب دراقان من النجم الساحلي شكل الحدث الذي اختلفت بشأنه التعاليق ولو أن الموجة الغالبة هي الرافضة لانتداب هذا المدرّب والتي لاتعتبره في حجم النجم الساحلي وطموحاته الوطنية والإفريقية الكبيرة.. في حين هناك من يرى بأنّ دراقان وفي ظل معرفته الدقيقة بأجواء الكرة في تونس ونجاحه مع أندية حمّام الأنف والاتحاد المنستيري ومستقبل المرسى والشبيبة القيروانية ما يعبّر عن قدرته على التألّق مع النجم مقارنة بما سيتوفّر له من إمكانات وظروف ستساعده على النجاح.. ثم إنّ من فكر في دراقان نجده قد راهن على نقطة خفيّة وهي المتعلقة بطموحات دراقان نفسه الذي يريد أن يلعب من أجل الألقاب بعد امتيازه مع أندية من وسط الترتيب. دراقان المدرّب المرتقب للنجم الساحلي كان الموسم قبل الفارط قريبا من النادي الصفاقسي.. وبشهادة لاعبين تدرّبوا تحت إشرافه يجمع دراقان بين عديد الخصال فضلا عمّا يتسم به من محبة لعمله وتعاطيه الاحترافي مع أدق تفاصيل حصصه التدريبية.. وربما يكون مسؤولو النجم الساحلي بتفكيرهم في انتداب هذا المدرّب قد جمعوا بين جانبين مهمين الأول يتعلق بالماديات من حيث أن تكلفة دراقان ستكون أقل بكثير ممّا طالب به الآخرون والثاني أن هذا المدرّب له رغبة كبيرة في تدريب النجم لإثبات قيمته الفنية العالية وكلا الجانبين مهمّ.. ويبقى الميدان هو الفيصل لإثبات صحة الاختيار.