اجتمع نهاية الأسبوع المنقضي مسؤولون من المخابرات والأمن في تونس ومصر والجزائر، لدراسة تقارير أمنية غربية حذرت من انتقال جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» إلى ليبيا. وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن صحيفة «الخبر» في عددها الصادر أمس أن مصدر أمنيا جزائريا أوضح أن انتقال «داعش» إلى ليبيا بات مسألة وقت فقط، مضيفًا بالقول: تلقينا تقارير تشير إلى عودة جهاديين ليبيين وآخرين من تونس إلى دولهم لخلق فروع ل «داعش» في شمال أفريقيا. ونوهت الصحيفة بأن مصالح الأمن في مصر وتونسوالجزائر، بدأت في التحضير والتجهيز لاحتمال انتقال القتال الدائر حاليًّا بين جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومعارضيها من السلفيين الجهاديين الموالين لأيمن الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) في سوريا إلى ليبيا. وقال مصدر للصحيفة ذاتها: «إن اجتماعات تنسيقية بدأت قبل أقل من أسبوع بين مسؤولين كبار في أجهزة الأمن في مصر والجزائروتونس بالتوازي مع جهد قطري في الاتجاه نفسه، بدأ بزيارة لمسؤولين أمنيين لتونس وليبيا والجزائر، وهو ما يعني تقاربًا بين قطر ومصر في ملف التصدي لجماعة «داعش» بليبيا. وكشف مصدر أمني رفيع للصحيفة أن مبعوثين من المخابرات القطرية زاروا الجزائر قبل يومين في جولة لدول المغرب العربي، تشمل تونس وليبيا في إطار جهد دولي يهدف لحصار جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي يتزعمها أبوبكر البغدادي، ومنعها من الحصول على موطئ قدم في ليبيا. وأشار المصدر إلى أن زيارة مسؤولي الأمن القطريين جاءت نتيجة تنسيق بين شخصيات نافذة في ليبيا وأخرى في تونس، وأن تحرك الآلة الأمنية القطرية جاء بعد تداول تقارير أمنية غربية تحذر من انتقال سريع ل «داعش» إلى ليبيا. وأشارت تقارير الأمن إلى أن اهتمام «داعش» التي أعلنت تحولها إلى دولة خلافة إسلامية يتجه إلى ليبيا التي تتوافر بها المقومات التي تسمح بخلق فرع جديد لهذه الجماعة المتطرفة، وأهمها غياب دولة مركزية قوية وانتشار السلاح ووجود مخزون هائل من الشباب السلفي الجهادي المستعد للانخراط في هذه الجماعة. وتفيد آخر التقارير إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلن تأييده لدولة الخلافة، كما أن الجماعات السلفية الجهادية في تونس سارت على المنوال نفسه، فيما يتجه أغلب السلفيين الجهاديين من ليبيا لموالاة البغدادي أمير «داعش»، بينما يحافظ عدد كبير من السلفيين الجهاديين في ليبيا على الولاء للظواهري.