المجمع الكيميائي التونسي: توقيع مذكرة تفاهم لتصدير 150 ألف طن من الأسمدة إلى السوق البنغالية    هذه الدولة الافريقية تستبدل الفرنسية بالعربية كلغة رسمية    الجامعة التونسية المشتركة للسياحة : ضرورة الإهتمام بالسياحة البديلة    الطلبة التونسيون يتحركون نصرة لفلسطين    نادي تشلسي الإنجليزي يعلن عن خبر غير سار لمحبيه    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    بن عروس : تفكيك وفاق إجرامي مختص في سرقة المواشي    بنزرت: النيابة العمومية تستأنف قرار الافراج عن المتّهمين في قضية مصنع الفولاذ    فيديو : المجر سترفع في منح طلبة تونس من 200 إلى 250 منحة    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي    التونسيون يستهلكون 30 ألف طن من هذا المنتوج شهريا..    عاجل : وزير الخارجية المجري يطلب من الاتحاد الأوروبي عدم التدخل في السياسة الداخلية لتونس    مليار دينار من المبادلات سنويا ...تونس تدعم علاقاتها التجارية مع كندا    رئيس الجمهورية يلتقي وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري    الرابطة الأولى: تعيينات مواجهات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    عاجل : تأجيل قضية رضا شرف الدين    إنهيار سد يتسبب في موت 42 شخصا    بنزرت: طلبة كلية العلوم ينفّذون وقفة مساندة للشعب الفلسطيني    "بير عوين".. رواية في أدب الصحراء    بعد النجاح الذي حققه في مطماطة: 3 دورات أخرى منتظرة لمهرجان الموسيقى الإلكترونية Fenix Sound سنة 2024    عاجل/ تعزيزات أمنية في حي النور بصفاقس بعد استيلاء مهاجرين أفارقة على أحد المباني..    وزير الخارجية الأميركي يصل للسعودية اليوم    نشرة متابعة: أمطار رعدية وغزيرة يوم الثلاثاء    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    17 قتيلا و295 مصابا في ال 24 ساعة الماضية    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    زيارة ماسك تُعزز آمال طرح سيارات تسلا ذاتية القيادة في الصين    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    بطولة ايطاليا : رأسية أبراهام تمنح روما التعادل 2-2 مع نابولي    غوارديولا : سيتي لا يزال أمامه الكثير في سباق اللقب    العثور على شخص مشنوقا بمنزل والدته: وهذه التفاصيل..    عاجل/ تفكيك شبكة مُختصة في الإتجار بالبشر واصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن في حق أعضائها    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    كاتب فلسطيني أسير يفوز بجائزة 'بوكر'    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    وزير السياحة: عودة للسياحة البحرية وبرمجة 80 رحلة نحو تونس    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوسيط الليبي في مفاوضات تحرير الديبلوماسيين التونسيين وزير الداخلية الليبي السابق العقيد محمد الشيخ في أول حوار صحفي:تونس لم ترضخ لمطالب الخاطفين
نشر في التونسية يوم 08 - 07 - 2014

حذرت الخاطفين من المساس بسفير تونس في ليبيا...
سفهاء القوم تصدّروا المشهد بعد الثورات
وزير الخارجية التونسي رفض المقايضة منذ اللحظة الأولى...
القذافي فاسد وقاتل
حاوره: محمد بوغلاّب
في أول أيام الشهر الكريم تم الإفراج عن الموظف بسفارة تونس بليبيا محمد بالشيخ المختطف بليبيا منذ 21 مارس الماضي وعن الديبلوماسي العروسي القنطاسي الذي إختطف من طرف المجموعة ذاتها بعد أقل من شهر من إختطاف بالشيخ، وكان لافتا في الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية المؤقت إشارته بالإسم إلى العقيد محمد الشيخ وزير الداخلية الليبي السابق –في حكومة علي زيدان- لدوره الحاسم في الإفراج عن الرهينتين...
لم يكن الوصول إلى العقيد محمد الشيخ يسيرا فالرجل ذو التكوين الأمني بإعتباره خريج كلية الشرطة سنة 1979 إختار حتى وهو في الموقع الأول بوزارة الداخلية أن ينأى بنفسه عما يصفه بالإعلام المنفلت ولم يدل بأي حوار صحفي طيلة مسيرته المهنية.
كان العقيد محمد الشيخ الأستاذ السابق بكلية الشرطة من أوائل القيادات الأمنية التي إنشقت عن نظام القذافي وترأس غرفة ثوار طرابلس التي أعلنت سقوط العاصمة في 20 اوت 2011 ، وتولى بعد ذلك عدة مسؤوليات من أبرزها مدير أمن المعلومات بوزارة الداخلية حتى إختياره وزيرا للداخلية في حكومة علي زيدان وهو منصب لم يستمر فيه طويلا إذ قدم إستقالته في أوت 2013 بسبب عدم إنسجامه مع رئيس الحكومة.
حين تولى محمد الشيخ وزارة الداخلية تسنى له أن يطلع على أسرار نظام القذافي وملاحقاته لليبيين إذ وجد 270 ألف ملفّ أمني سياسي من بينها ملفه الشخصي، إذ لم يشفع للعقيد الشيخ إنتماؤه لجهاز الشرطة بل ظل محل ريبة وشك من نظام القذافي طيلة سنوات لأنه «غير مضمون» كما يقول بعض إخوتنا، وقد عاد إسم العقيد محمد الشيخ – إبن مدينة طرابلس العاصمة الليبية - إلى دائرة الضوء بعد الإفراج عن السفير الأردني المختطف في طرابلس ووصف حينها بأنه مهندس المفاوضات التي جرت بين الأردن والجهات الليبية الخاطفة.
فمن يكون محمد الشيخ؟ ومن أين يستمد قوته؟ وما هي طبيعة الدور الذي قام به من أجل تحرير الديبلوماسيين التونسيين؟ وما هو المقابل الذي دفعته تونس ضمن هذه «الإتفاقية» ؟ حملنا أسئلتنا وذهبنا لمقابلة العقيد محمد الشيخ وزير الداخلية الليبي السابق فكان معه هذا اللقاء الخاص ب «التونسية» ...
وأنا في الطريق إليك كنت أخمن كيف يكون وزير داخلية سابق ، واسمح لي بالقول، بدا لي أنك أطيب من ان تكون وزير داخلية؟
(يبتسم) ربّما يعود ذلك إلى التنشئة والتركيبة الإجتماعية ولكن انا أشتغل بمهنية كاملة ، أنا خريج كلية الشرطة، امارس العمل الأمني منذ 36 سنة تدرجت في مناصبي وكسبت تراكما معرفيا وطيلة مسيرتي المهنية عملت بخلفية مهنية صرفة بعيدا عن أية اعتبارات ذاتية أو إيديولوجية أو سياسية.
ما الذي أتى بك إلى ملف المختطفين التونسيين محمد بالشيخ والعروسي القنطاسي؟
أنا توليت بعد الثورة رئاسة جهاز الأمن الداخلي المعروف بإدارة أمن المعلومات وكانت فرصة لي للإطلاع على كل الملفات الأمنية التي كان الجهاز يشتغل عليها ومن بينها الجماعات الإسلامية التي حاورت الكثير من قياداتها.
يقال إنك قريب من الجماعات الإسلامية؟
أبدا (يكررها ثلاث مرات) لا أنا قريب ولا بعيد، انا لست قريبا بقدر ما أنا متديّن بطبعي، أنا اقف على مسافة واحدة من كل الأطياف السياسية والإيديولوجية، إلتزامي المهني يجعلني لا أميّز بين ليبي وآخر إلا بقدر إلتزامه بالقانون، هذا هو المقياس الوحيد وهمي هو كيف تخرج ليبيا من ازمتها، ربما ارى عكس ما يراه الآخرون، أنا انظر دائما إلى نصف الكاس الممتلئة وآخرون لا يرون سوى النصف الفارغة، انا انظر لمدى جلب مصلحة لبلدي عندما أتقرب من هذه الجماعات.
كيف سمعت بخبر اختطاف الموظف محمد بالشيخ؟
يوم 21مارس الماضي في حدود الساعة الرابعة مساء إتصل بي السيد رضا البوكادي سفير تونس بطرابلس – وهذه مناسبة لأشيد بهذا الرجل الذي يمثل تونس خير تمثيل وهو قريب من الساحة و من مشاكل الجالية التونسية – وطلب مني بحكم العلاقة الشخصية التي جمعتنا عندما كنت وزيرا للداخلية ومعرفته لي بإعتباري أحد ثوار 17فبراير إذ كنت رئيس غرفة عمليات ثوار طرابلس، طلب مني التدخل لمعرفة من أختطف محمد بالشيخ وما هي دوافعهم ومطالبهم ، قلت له أمهلني بعض الوقت لا يخفى عنك اني كنت قريبا من الساحة أشتغل على الأرض اكثر من بقائي في المكتب وبعد بعض الإتصالات تأكدت من وجود مجموعة قامت بإختطاف الموظف التونسي محمد بالشيخ على خلفية المطالبة بإطلاق سراح سجينين ليبيين هما حافظ الضبع وعماد اللواج المحكوم عليهما في قضية «الروحية» ، طلبت من مخاطبي تمكيني مما يفيد بوجود المختطف فوعدني بإحضار ما يثبت ذلك وفعلا جلب لي بطاقة تعريف السيد محمد بالشيخ.
هل تعاطفت معه لأنه يحمل نفس الإسم مثلك تقريبا؟
بقطع النظر عن ذلك انا تعاطفت معه كثيرا بدافع إنساني كما ان الدولة الليبية ملزمة بواجب حماية البعثات الديبلوماسية وليس لنا مزية في ذلك.
خلال فترة الإختطاف «الطويلة» لمحمد بالشيخ والعروسي القنطاسي هل إلتقيت بأحد الخاطفين؟
أبدا
لم تسع إلى ذلك؟
لا يهمني أن التقي بهم طالما أنا مطمئن على سلامة المختطفين وهناك مصدر ينقل رسائلي للخاطفين، كنت وسيطا بين الحكومة التونسية والخاطفين وهنا أسجل أني طلبت من السفير التونسي حصر التواصل معي شخصيا حتى لا تدخل أطراف تلعب في المشهد والتكتم على خبر اختطاف الموظف حتى نشتغل بصمت لتأمين سلامة المختطف.
هل كان يمكن أن تجري الأحداث مجرى آخر غير الذي عرفنا نهايته السعيدة؟
طبعا كل شيء ممكن وفي مثل هذه العمليات المفاجآت واردة ، كان ضروريا ان ينطلق الحوار مع الخاطفين وإرسال إشارات إيجابية إليهم. حاولنا الابتعاد عن المناكفات السياسية والراغبين في الركوب على الأحداث في البلدين ونأينا عن الإعلام المنفلت أحيانا، بعد ذلك طلبت من الخاطفين ما يفيد أن السيد محمد بالشيخ على قيد الحياة وانه في صحة جيدة فبعثوا لي بشريط مرئي عبر وسيط في اليوم الموالي سلمته لسعادة السفير (هو الشريط نفسه الذي تم تسريبه على الشبكات الاجتماعية ودعا فيه محمد بالشيخ السلطات التونسية للتفاوض مع الخاطفين) وتأثرت كثيرا عندما تحدث عن إبنته الرضيعة التي لم يشاهدها بعد أن ولدتها أمها في غيابه، كانت لحظة إنسانية صعبة عليّ.
بعد فترة، إستمر الحوار مع الخاطفين الذين كانوا يطالبون بضرورة تسليم السجينين يدا بيد ولكني كنت منذ البداية مدركا أن تونس دولة ذات سيادة وأنه لا بدّ من المحافظة على هيبتها وهو موقف مبدئي بلّغت به من الحكومة التونسية كما حرصت على حماية المختطف والدعوة إلى تفعيل الإتفاقيات الثنائية وإتفاقية الرياض لسنة 1983 كمخرج للأزمة لأنها تتيح تبادل السجناء وهي وجه من وجوه ممارسة سيادة الدولة.
هل كنت المفاوض الوحيد للخاطفين؟
نعم.
والدولة الليبية ؟ أين كانت؟
والله أنت عارف أن الدولة الليبية تواجه ظروفا استثنائية وتعاني كثيرا من المشاكل بعد أربعين عاما من نظام شمولي لم يترك سوى الخراب، الدولة تجتهد للملمة بعض المشاكل هنا وهناك وانا من منطلق اني رجل وطني أخشى على العلاقة التي تجمع بلدينا وشعبينا من حدوث شيء من الإحتقان أو التوتر قد تستغله أطراف أخرى دفعتني لتبني موضوع الموظف المختطف لإنهاء محنته.
خلال المفاوضات تم إختطاف الديبلوماسي العروسي القنطاسي فكيف تلقيت هذا الخبر؟ ألم يكن ضربة لوساطتك؟
كان خبرا صادما بالنسبة إليّ ، لا أخفي عليك حدث بعض الفتور في المفاوضات بسبب رفض الحكومة التونسية مطالب الخاطفين وقد بلغني أن الخاطفين يعتزمون اختطاف السفير التونسي شخصيا فأبلغتهم محذرا أن هذا خط أحمر وبينت لهم أن تونس دولة لا تتفاوض مع مجموعات لأنها دولة ذات سيادة ولا يمكن ان ترضخ لأية شروط وأن أي مس بالسفير التونسي قد تكون له تداعيات خطيرة لأن تونس ترحب بالمواطنين الليبيين بلا تأشيرة ولا ينبغي أن نعضّ الأيادي التي إمتدت إلينا عند الشدة خاصة أننا في حاجة إلى تونس التي لم تتردد في علاج أبنائنا الثوار، وهددتهم بأني سأترك الملف ولن أتفاوض معهم مطلقا ، المهم وصل تحذيري للجماعة.
مع ذلك خطفوا المستشار القانوني للسفارة؟
كان خبرا صادما بالنسبة إلي ، طلب مني السفير التأكد أن نفس الجهة التي خطفت محمد بالشيخ هي التي إختطفت القنطاسي فأكد لي مصدري ذلك وكان الهدف واضحا هو زيادة الضغط على الحكومة التونسية لإبرام صفقة مقايضة يتم فيها تبادل السجينين المحكومين الضبع واللواج بالديبلوماسيين المختطفين.
من هم خاطفو بالشيخ والقنطاسي؟ هل هم افراد عائلات السجينين الليبيين في تونس؟
لا ، بشكل مباشر لا أعتقد ، هي مجموعات لها أتباع أنا تواصلت مع عائلة عماد اللواج وخاصة عائلة الضبع بحكم معرفتي بهم لأني حضرت جلسة محاكمة إبنهم حافظ الضبع في تونس سنة 2012 ، كنت في مهمة في إطار مجلس وزراء الداخلية العرب، كنت رئيس اللجنة التحضيرية عن الوفد الليبي وإغتنمت الفرصة لحضور جلسة المحاكمة، دخلت على الخط قضية السفير الأردني وصرنا نشتغل على الملفين بالتوازي، بقينا على تواصل، إستكملت موضوع السفير الأردني بمعية الخيرين في ليبيا ممن كان يهمهم ألا تتوتر العلاقات الليبية الأردنية لأنه ينبغي ألّا ننسى أن تونس والأردن تسمحان لليبيين بدخول أراضيها بلا تأشيرة، بعد طي ملف السفير الأردني سافرت لأداء مناسك العمرة.
أنت وزير داخلية سابق فمن أين تستمد قوتك؟
ربما لأني كنت من قادة الثوار في طرابلس وترأست غرفة عمليات ثوارها. سلطتي أدبية لأني أحاول أن أخلق نوعا من التوافقات بين مختلف المجموعات، وزارة الداخلية جعلتني اكثر إطلاعا على ما يحدث في ليبيا في الشرق والغرب وتركيبة مختلف الجماعات.
أثناء قيامك بمناسك العمرة إتصل بك وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي؟
كلمني وزير الخارجية وأنا في البقاع المقدسة.
لم تكن هناك سابق معرفة بينكما؟
كانت تلك أول مكالمة بيننا، إتصل بي السفير التونسي واعلمني بأن السيد وزير الخارجية الدكتور منجي الحامدي سيتصل بي وفعلا كلمني خمس مرات خلال إقامتي بالبقاع المقدسة، كان حريصا على متابعة الملف وإنهاء الأزمة، وكلمة حق اقولها في السيد الحامدي الذي اتصل بي وأنا في مطار جدة وأعاد الإتصال وأنا في الطائرة وبمجرد وصولي إلى طرابلس جدد مهاتفتي وعاهدته بأني سأبذل جهدي لتسوية الملف، وقد أقحمت عديد الشخصيات التي كان لها دور من بينها السيد عبد الرزاق بوسنينة القنصل العام بسفارة ليبيا بتونس وهو رجل من الناس المعروفين بوطنيتهم إنتفض ضد الطاغية وبدأنا العمل كفريق واحد.
هل تلقيتم إتصالات من جهات حزبية تونسية؟
شخصيا لم أتلق أي إتصال من أية جهة عدا وزير الخارجية التونسي الدكتور منجي الحامدي، وأبلغته أنه من ضمن مطالب الخاطفين ان يتم تبادل متزامن بين السجينين الليبيين والديبلوماسيين التونسيين وبقائي في تونس كوسيط ورفضت تونس العرض ووزير الخارجية كان حاسما في هذا الموضوع حفاظا على سيادة بلده وأنا قدرت موقفه ، واشهد للتاريخ أن موقف الحكومة التونسية كان رفض التبادل المتزامن منذ أول إتصال أقول هذا لأغلق الباب على المزايدين والراكبين على الأحداث.
هناك من تحدث عن أموال دفعت تحت الطاولة؟
لا تحت الطاولة ولا فوقها.
الحديث المتداول عن مليارات؟
لم تدفع تونس أي قرش، كما سمعنا بأن بعض الأطراف العربية تدخلت للوساطة وأنا أؤكد لكم بأنه لم يتدخل أحد.
هناك من ربط الصلة بين زيارة السيسي إلى الجزائر والإفراج عن الديبلوماسيين التونسيين؟
أبدا، ليس لها صلة بالمطلق، عندما وصلنا إلى حوار جدي طلب الخاطفون ان تتدخل غرفة ثوار ليبيا وأنا أثمن دور الإخوة في الغرفة في إطلاق سراح التونسيين المختطفين.
هذه الغرفة هي نفسها التي قامت سابقا باعتقال رئيس الوزراء السابق علي زيدان من غرفة نومه؟
لا غير صحيح، الغرفة تبرأت من العملية، هي غرفة قانونية تابعة للدولة بقرار صادر عن المؤتمر الوطني الليبي العام.
عندما وصلنا إلى مرحلة إيجابية بعد التوافق على جملة من النقاط طلب الخاطفون ان تتدخل غرفة ثوار ليبيا كضامن لأي إتفاق مع الحكومة التونسية وهنا أثمن جهود رئيس الغرفة الشيخ شعبان هدية المكنى بأبي عبيدة الذي للأسف الشديد أبعد من مصر حيث كان يعتزم مواصلة دراساته العليا وهو رجل وطني إنتفض على الطاغية .
حضرت إلى تونس قبل رمضان بأسبوع واجتمعت بالسيد محمد علي الشيحي كاتب عام وزارة الخارجية واثمن دور هذا الرجل ودماثة خلقه ، وبخلية الأزمة، كان معي القنصل العام بسفارة ليبيا.
هل قابلت وزير الخارجية؟
نعم.
هل إلتقيت بوزراء آخرين؟
لا.
هل لاقيت أحد ممثلي رئاسة الجمهورية؟
نعم زرت رئيس الديوان عدنان منصر والتقيت بالمستشار محمد المسعي والسيد لطفي النالوتي المستشار الديبلوماسي للسيد الرئيس ، تباحثنا عما ينبغي أن يتم لإتمام الاتفاق.
هل أبرمتم إتفاقا مكتوبا؟
لا ،كل ما إتفقنا عليه كان إتفاقا شفويا مبنيا على الثقة المتبادلة بين الطرفين التونسي والليبي، انا أصررت على قدوم ابو عبيدة(رئيس غرفة ثوار ليبيا) إلى تونس .
الدوائر المعنية في تونس تعرف انه أبعد من مصر ووجدت تحفظا عليه سألوني ماذا سيضيف حضوره؟ فقلت لهم إن السماح له بدخول تونس سيكون رسالة إيجابية للخاطفين الذين طالبوا بأن تتدخل غرفة ثوار ليبيا كضامن، الشيء الثاني مقابلته للسجينين ستساعد على إنفراج الأزمة.
هل قابلتم السجينين حافظ الضبع وعماد اللواج؟
نعم، كان معي القنصل العام لسفارتنا بتونس عبد الرزاق بوسنينة وأبو عبيدة رئيس غرفة ثوار ليبيا (الشيخ شعبان هدية) ومكنا كلا من الضبع واللواج من الاتصال بأهليهما في ليبيا ، وهذا سرّع في المفاوضات وساعد على إقناع الخاطفين بحسن نية الحكومة التونسية وأشيد هنا بدور السيد رضا صفر الوزير المكلف بالأمن بوزارة الداخلية.
هل كنت تعرفه من قبل؟
نعم أعرفه بشخصيته دون التواصل معه مباشرة .
بعد ان سمحت السلطات التونسية بدخول أبو عبيدة واجتماعنا في خلية الأزمة ، قال السيد رضا صفر حرفيا «كنت أعتقد ان ابو عبيدة شخص آخر غير الذي رأيت، سبحان الله» فرد عليه ابو عبيدة «هؤلاء أبناؤنا مرضى ينبغي علينا معالجتهم» وهو يتحدث عن المتشددين الدينيين ،
وأبو عبيدة مالكي المذهب وهو ليس كما يشاع وفق الصورة النمطية المتداولة عنه ، وكما قلت لك منع من مواصلة الدراسة بمصر وأتمنى أن يتسنى له ذلك بجامعة الزيتونة ، المهم كان إنطباع سي رضا صفر جيدا عن أبي عبيدة وهو ما ساهم في تسريع الاتفاق في الأيام الأخيرة قبل رمضان.
ما هي «التخريجة» التي تم الإتفاق عليها؟
الاحتفاظ بهيبة تونس والإفراج عن المختطفين التونسيين وفي مرحلة لاحقة تمارس الدولة التونسية سيادتها بممارسة حقها المشروع بتفعيل إتفاقية الرياض.
أي أن تسليم الضبع واللواج لن يكون للخاطفين بل للدولة الليبية؟
ستتسلمهم غرفة ثوار ليبيا التي تمثل الدولة الليبية، نقطة إلى السطر عندما ينتقل السجينان إلى ليبيا تمارس الدولة الليبية سيادتها وفق قوانينها في كل الأحوال تونس لم تقم بالرضوخ لمطالب الخاطفين، بالعكس كانت ديبلوماسية هادئة وأذكر هنا اللفتة الإنسانية الكريمة من وزير الخارجية المنجي الحامدي الذي أراد القدوم إلى ليبيا لمتابعة تقدم المفاوضات ولكننا طلبنا منه إرجاء الزيارة لاعتبارات أمنية، فقد عرض علينا أن ننقل والد السجين حافظ الضبع الذي كان يتلقى العلاج في ليبيا إلى أحد المستشفيات التونسية على نفقة الدولة لإتمام علاجه ولكن تعذر ذلك.
أنا نقلت الخبر للعائلة التي تأثرت إيجابيا بلفتة الحكومة التونسية وببادرة السيد وزير
الخارجية وكما قلت لكم لم نتمكن من ذلك خاصة أن أفراد العائلة يعتبرون أن العلاج الحقيقي لوالدهم هو رؤية إبنه في ليبيا.
ما الذي حدث في الأيام الأخيرة قبل إطلاق سراح القنطاسي وبالشيخ يوم 29جوان (1 رمضان)؟
بعد أن إستكملنا المفاوضات عدت إلى ليبيا لوضع اللمسات الأخيرة لإخلاء سبيل المختطفين وتسليمهم لغرفة ثوار ليبيا والتنسيق مع الحكومة التونسية لإرسال طائرة إلى طرابلس لنقل الديبلوماسيين، أنا رجعت إلى ليبيا يوم السبت 28 جوان مع أخي «أبو عبيدة»
هل كان الديبلوماسيان التونسيان المختطفان في طرابلس؟
تحديدا لا أعلم ، ولكنهما في مكان قريب من طرابلس في المنطقة الغربية في كل الأحوال.
هل أنت من أعلم الحكومة التونسية بموعد تسليم المختطفين؟
نعم أنا.
بمن إتصلت؟
إتصلت يوم الأحد 29 جوان بالسيد محمد علي الشيحي كاتب عام وزارة الخارجية وطلبت منه إرسال الطائرة إلى طرابلس.
ماهي الضمانات التي توفرت لديكم بعدم إستهداف الطائرة التونسية؟
جزء من عملنا السرية المطلقة.
لم يكن أحد يعلم بموعد التسليم؟
كانت العملية سرية ولكن رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني كان على علم بالموضوع ، وصلت يوم السبت إلى ليبيا، يوم الأحد تناولت طعام الإفطار مع عائلتي وغادرت البيت على عجل، هاتفني أبو عبيدة رئيس غرفة ثوار ليبيا ليخبرني أنه في مدينة الزاوية وسيتوجه إلى مطار معيتيقة مصحوبا بالتونسيين المفرج عنهما، وصلت قبله إلى المطار وبقيت أنتظر رفقة السيدين محمد علي الشيحي وعاطف التونسي ممثل وزارة الداخلية وصول «أبو عبيدة» ومن معه.
هل أعلمت رئيس الوزراء الليبي بعملية التسليم؟
نعم.
هل كان على علم بتفاصيل المفاوضات؟
نعم.
هل كان يزكيها؟
دون شك، وقد شكرنا على توفقنا في إنهاء الأزمة بشكل سلمي
هل كنت خائفا من مفاجأة غير سارة في الساعات الأخيرة؟
كنا متوتّرين، هذا أكيد.
هل كان لقاؤك بالرهينتين لأول مرة لحظة وصولهما إلى مطار معيتيقة يوم الأحد 29 جوان؟
نعم كان لقاء عاطفيا، شعرنا ان معاناتنا طيلة أشهر اتت أكلها، محمد بالشيخ عانقني وقال لي متأثرا «بارك الله فيك على جهودك»، يبدو أنه أعلم باني قمت بدور الوسيط لحل المشكل، وبالمناسبة كنت تحدثت مع والدة محمد بالشيخ بواسطة القائم بالأعمال الليبي في تونس السيد محمد المعلول، كلمتني والدة محمد فرفعت من معنوياتها ووعدتها خيرا وبأنها محنة والمؤمن يختبر والحمد لله نجحنا في حل الأزمة.
إستقبلك الرئيس المؤقت المرزوقي يوم الأربعاء الماضي فكيف وجدته؟
الحقيقة أنه استقبلنا بكل حفاوة ، كنت اعرفه من خلال التلفزيون معارضا «إنتحاريا» لبن علي، كنت اتابع نشاطه كرجل حقوقي ومناضل وخاصة في برنامج «الإتجاه المعاكس» على قناة «الجزيرة»، وجدته كما تصورت شخصيته في مخيلتي.
لماذا لم تستمر على رأس وزارة الداخلية في حكومة زيدان سوى شهور قليلة؟
أنا بقيت ثمانين يوما ثم قدمت إستقالتي.
لماذا إستقلت؟
غادرت لأني إشتغلت بمهنية كاملة واعترضتني كثير من المشاكل التي تتعارض مع أدبيات الوظيفة، خلافي كان مع زيدان في أسلوب العمل، كنت مصرا على ممارسة سلطاتي ولكني كنت مقيّد اليدين.
لو بقيت على رأس الداخلية هل كان يمكن أن يتحسن الوضع الأمني في ليبيا؟
ربما، ربما، لأني قمت خلال الخمسين يوما الأولى بزيارة عشرين مدينة بشكل ميداني، لم أكتف بالعمل المكتبي فزرت بنغازي ثلاث مرات في عمليات ميدانية.
هل يمكن أن تعود إلى المشهد السياسي في ليبيا؟
ربما
إلى متى وليبيا على هذه الحال من الفوضى الأمنية؟
أولا الليبيون بكل أطيافهم يرفضون التدخل الأجنبي، لا مجال لأية تسوية إلا بالحوار والانصياع للثوابت الوطنية، علينا أن ندرك أن سقوط نظام القذافي كان زلزالا وما نعيشه اليوم هو مرحلة ارتداد الزلزال وسيليها سكون مهما طال الإرتداد.
هل ليبيا مهددة بالتفكك؟
أبدا
عمليا ليبيا مقطعة الأوصال وكل ميليشيا تحكم بأحكامها؟
الوضع الأمني ليس في أفضل حال ، ولكن هناك تضخيم لما يجري على الأرض، انا يمكنني زيارة أي مكان في ليبيا...بنغازي أو البيضاء، في الثورات عموما يتصدر المشهد من هم من سقط المتاع وسفهاء القوم ويبتعد العقلاء لمراقبة المشهد ، حتى تونس رغم صلابة مؤسساتها عاشت نوعا من الفوضى بعد سقوط نظام بن علي ...
ولكن ضغط الشارع وعامل الوقت يخدمان هدف المصالحة بعيدا عن التشفي والقضاء هو الذي يتكفل بالمحاسبة
هل يمكن عمليا جمع السلاح المنتشر في كل مكان؟
يمكن ذلك بتدرج كما حدث في كثير من البلدان، ما يحدث في ليبيا ليس بدعة، تذكر ما حدث في البوسنة وروندا وإفريقيا الجنوبية، هذه تجارب يمكن الاستفادة منها مع مراعاة الخصوصية الليبية ولكن علينا تهيئة الأرضية المناسبة لذلك والشروع في العمل الإيجابي.
هل تأمل خيرا من الإنتخابات الأخيرة لتشكيل برلمان في ليبيا؟
هناك رسائل وجهها الناخبون ودفعت بشخصيات لها احترام وتقدير خلافا لتجربة المؤتمر الوطني الليبي العام والليبيون قدموا رسالة لمرشحيهم بأن صوت الناخب غال لا يمكن التفريط فيه كما حدث في التجربة الأولى
كيف حدث إنشقاقك عن النظام القذافي؟
كنا مجموعة من الأمنيين والمدنيين بدأنا التحرك في خلية ما عرف بعملية حي الأندلس حين قمنا باستهداف قيادات كانت مجتمعة قبض على كثير من أعضاء خليتي فعمدنا إلى التخفي، كان معي صديقي ونيس الساحلي وهو حاليا مسؤول القوات المشتركة بطرابلس ،واصلنا العمل خفية إلى يوم 20 أوت 2011 حين أعلنا الهبة إلى طرابلس بعد صلاة المغرب وكان ذلك إيذانا بسيطرتنا على العاصمة
هل كنت واثقا من سقوط نظام القذافي؟
دون شك لأننا تمكنا من إختراق مفاصل كل الأجهزة الأمنية التي كانت موجودة في ليبيا فكان اعضاء خليتي ضباطا من رئاسة الأركان ومن الأمن الداخلي والخارجي...
لماذا تخلى الجميع عن القذافي؟
لأنه لم يعط شيئا لليبيا، هو رجل فاسد وقاتل رغم الصورة التي كان يروج لها خارجيا.
لو لم يتدخل «الناتو» هل كان القذافي يسقط؟
سقوطه محسوم ولكن لو لم يتدخل الناتو ربما كنا نحتاج وقتا أطول لحسم المعركة.
هل كان بوسع سيف الإسلام القذافي أن يؤدي دورا ما لو لم يساند والده؟
ربما كان ذلك ممكنا في البدايات ، ولكن الليبيين عرفوا أن الإبن لا يختلف كثيرا عن أبيه حين شعر بفقدان سطوة المال وسطوة الحكم.
هل انت واثق من تحقيق المصالحة في ليبيا؟
موقفي واضح، لا يمكن بناء ليبيا إلا بالليبيين جميعا، لا يمكن ان تهمش أي طرف، نحن جميعا في سفينة واحدة والقضاء وحده كفيل بالنظر في حق من أجرم.
هل تثق في القضاء الليبي؟
نعم أثق ، ولكن عملية المصالحة تحتاج إصلاحا وتصحيحا وما لم تستكمل معادلة وإشتغلنا خارج طرفيها فلا سبيل لأية مصالحة، وطرفا المعادلة هما قضاء عادل وأمن مهني محترف نضيف إليهما إعلام محايد ومنصف.
هل مستقبل ليبيا جمهوري أو ملكي؟
لا يمكن العودة إلى الماضي ، مستقبل ليبيا ان تكون جمهورية.
لا تشعر بأنك مستهدف؟
لم يكن لدي حرس حتى وأنا وزير للداخلية ، يكفيني ما احظى به من تقدير وإحترام في كل المناطق بليبيا.
منذ متى تزور تونس؟
منذ سنة 1987 لم أشعر يوما أني خارج بلدي، بالمناسبة زوجة خالي رحمه الله، تونسية من بنزرت ، وحين قلت هذا لوزير الخارجية الدكتور الحامدي أخبرني بأن إبنة شقيقته متزوجة بليبي ، هل رأيت أن مصيرنا واحد ولا يمكن المساس بوحدة الشعبين؟
هل انت راض على مستوى العلاقات بين البلدين؟
لا، تحتاج إلى كثير من الجهد من الطرفين.
بماذا تنصح حتى لا تظل علاقاتنا هشة؟
نحن نعاني من تبعات حقبة طويلة من حكم دكتاتوري، هناك إتفاقيات كثيرة بين بلدينا لم تفعل واختصرت العلاقات في التجارة الموازية علينا ان نشبك المصالح المتبادلة وإقامة تنمية مكانية في الحدود لمقاومة التهريب، لابد من قرار سياسي لأن أمننا واحد ومصيرنا مشترك.
يتردد قربك من قطر؟
أنا ليبي الأصل والمنشأ وولائي لوطني دون أن يعني ذلك أني أنغلق على نفسي ولكن سيادة بلدي ليست محل جدال.
هل تؤكد وجود « أبو عياض» في ليبيا؟
لا علم لي
درنة اصبحت إمارة ل «أنصار الشريعة»؟
هذه مبالغات صدقني، ولا يجب السقوط في الأحكام المسبقة وتكرار ما يقوله الآخرون خدمة لأجندات أجنبية ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.