احتفل حزب "التيار الشعبي" ليلة أمس الأول باحد نزل العاصمة بالذكرى الأولى لتأسيسه تحت شعار "على درب الشهيد المؤسس محمد براهمي من أجل مشروع وطني جامع" وتضمنت الاحتفالية فقرات فنية متنوعة فضلا عن مداخلات سياسية لعدد من اطارات الحزب وذلك بحضور شخصيات عن أحزاب الجبهة الشعبية و ممثلين عن منظمات المجتمع المدني. و قال زهير حمدي الامين العام ل"التيار الشعبي" وعضو مجلس أمناء "الجبهة الشعبية" أن حزب "التيار الشعبي" قرر المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة ضمن قائمات موحدة مع "الجبهة الشعبية "معربا عن امله في حصول قائماته على اكبر قدر من ثقة الناخبين من اجل العمل على تنفيذ مشروع بناء الدولة الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة الكاملة من خلال نظام سياسي عادل ونظام اقتصادي تشاركي واستقلال فعلي على حد تعبيره . و شدد حمدي على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل توفير الظروف المناسبة لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة في 26 اكتوبر القادم واعتبر ان تجذير العملية الديمقراطية من خلال العمل على توفير كل الاسباب لانتخابات ديمقراطية بات ضرورة للدفاع عن الثورة التونسية والتصدي لمؤامرات الاستعمار والرجعية على حد قوله . ولادة عسيرة و نوه زهير حمدي بظروف تأسيس الحزب التي وصفها ب"العسيرة" حيث يقول انه تم الإعلان عن تأسيسه يوم 7 جويلية 2013 مضيفا انه ولد في خضم ظروف استثنائية حيث تم اغتيال مؤسسه الشهيد محمد براهمي بعد أسبوعين فقط من نشأته أي يوم 25 جويلية 2014 الموافق لعيد الجمهورية . واعتبر حمدي تأسيس "التيار الشعبي" كان استجابة لمتطلبات الثورة التونسية ومحاولة لاستعادة مسارها الذي انحرفت عنه بعد انتخابات 23 اكتوبر وخاصة بعد اغتيال شكري بلعيد وتتويجا لتضحيات جسام قدمها الناصريون وفي مقدمتهم الشهيد محمد براهمي على امتداد عقود طويلة في مقاومة الاستبداد مشيرا الى ان تأسيس الحزب في حد ذاته محاولة جادة لبناء مشروع وطني تحديثي جامع يجد امتداده في تاريخ تونس الحديث منذ شروع رواد حركة الإصلاح مرورا بالحركة الوطنية ضد الاستعمار وصولا الى ثورة 17 ديسمبر التي نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية . واشار حمدي الى ان الشعارات التي نادت بها الثورة هي امتداد "للخط الوطني الوحدوي" الاصيل الذي يجد امتداده في حركة التحرر العربية وهدفه نقل المجتمع من الاستبداد الى الديمقراطية ومن الفقر والفاقة الى الكفاية ومن الطبقية والاستغلال الفاحش والظلم الى العدل فضلا عن مواجهة أعداء الأمة العربية من الرجعية والاستعمار . لماذا اغتيل البراهمي ؟ و اشار حمدي الى ان احد أسباب اغتيال مؤسس "التيار الشعبي" الحاج محمد براهمي يوم 25 جويلية 2013 هو"تسلحه" بالمشروع الوطني الوحدوي الذي يستهدف الرجعية العربية والقوى المعادية لأحلام الشعب في مجابهة أعداء الوطن الذي كان من بين أهدافه تدمير التيار الشعبي ومشروعه الناشئ . ووصف حمدي يوم اغتيال الشهيد محمد البراهمي بال"الملحمة التاريخية" وب"بداية الثورة التصحيحية" مشيدا بمجهودات مناضلي الحزب و رفاقه في الجبهة الشعبية الذين "سفهوا" أحلام الرجعية وقوى الاستعمار ليتحول "التيار الشعبي" الى رقم صعب في المعادلة السياسية في تونس على حد وصفه. من جانبه قال وليد عباسي عضو المكتب السياسي لحزب "التيار الشعبي" ان حزبهم سيعمل خلال المرحلة القادمة على مضاعفة الاحتكاك بالمواطنين و الاستماع إلى مشاغلهم بمختلف مناطق الجمهورية و خاصة الجهات الداخلية قصد الوقوف عند ابرز تطلعاتهم ورصد شواغلهم كما أعرب عن أمله في حصول قائمات حزبه على أكبر قدر ممكن من ثقة الناخبين .