بعد مسرحية "كيف لا أحب النور " التي أخرجها محمد البشير جلاد، تتواصل عروض المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين حيث سينظم المركز سهرتين مسرحيتين من خلا ل عرضه مسرحية "الحرية لنمول " و"شاردة " وبالنسبة للمسرحية الثانية سيتم تقديمها يوم 23 جويلية الجاري أمام لجنة الشراءات بقاعة الفن الرابع بالعاصمة في انتظار تقديم عرض آخر بقبلي .وبداية من شهر سبتمبر القادم وبعد حصول المركز على منحة دعم على الإنتاج لمشروع مسرحي جديد سيتم الشروع في الإعداد له وهو من إخراج ودراماتولوجيا علي اليحياوي وفكرة حافظ زليط .. "شاردة " أو استحضار لذاكرة المرأة المنسية وواقع المجتمع التونسي بالنسبة لمسرحية "شاردة " التي تعتبر أحدث أعمال المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين التي ستقدم يوم 23 جويلية بقاعة الفن الرابع فقد كتب نصها واخرجها فرحات دبيش وقام بالتمثيل لطفي الناجح وهاجر سعيد وإدريس عبد القوي وعفاف الهويدي وتنطلق المسرحية من واقع عائلة في الجنوب التونسي تحتضن وتضم عدة شخصيات وآراء وثقافات مختلفة لتشكل فسيفساء من الاختلافات لتكون صورة معبرة ومرآة عاكسة لواقع المجتمع التونسي بتناقضاته وصراعاته الإيديولوجية والفكرية واختلاف طباعه من الاستبداد وحب السيطرة إلى الخنوع وفي خضم هذه التناقضات تعيش "شاردة " الشخصية المحورية أصغر أفراد العائلة واقلهم تجربة وتكتشف انها لا تملك مصيرها بيدها وأن هناك من يقرر نيابة عنها بحكم طبيعة المجتمع الشرقي الذكوري فهل ترضى أن تكون "شاردة ' بالفعل شاردة أي تائهة حائرة أم تتمكن من تجاوز وضعها وواقعها وضعفها وعلى صعيد آخر يتجاوز موضوع المسرحية تصوير وضعية المرأة في المجتمع التقليدي المحافظ ليكون بمثابة الاستحضار وحفر في الذاكرة الجماعية عبر قراءة لواقع معيش والحلم بمستقبل افضل من خلال طرح تساؤلات من خلال شخصية "شاردة " ولعل من أبرز الاشكاليات التي أراد مؤلف العمل أن يطرحها هي علاقتنا بمخزوننا وتراثنا وهويتنا ومن جهة أخرى تطرح المسرحية دور المثقف ومسؤوليته في تغيير الواقع والإسهام في التغيير وبالتالي كيف سيكون التعاطي مع "شاردة "هل ستترك شاردة تائهة ام ستجد العناية والتوجيه حتى تكتسب مناعة وتمرسا وبالتالي تصبح قادرة على تقرير مصيرها ...