مخاوف تونسية من تسرب أسلحة ومقاتلي «أنصار الشريعة» المنظمات الدولية قد تستقر مؤقتا في الجنوب التونسي شهد معبر راس جدير بالحدود التونسية الليبية يوم أمس تدفق عدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية والأوروبية نحو تونس هروبا من الوضع المتأزم في طرابلس وخصوصا استعمال صواريخ «غراد» بين المتقاتلين. وقالت مصادر مطلعة ل«التونسية» إن ما لا يقل عن 6 آلاف شخص يمرون يوميا من ليبيا في اتجاه تونس، منهم عدد كبير من موظفي الأممالمتحدة بشعاراتهم وتجهيزاتهم، يضاف إليهم منظمات بقية المنظمات الدولية والأوروبية والمئات من الجمعيات الأجنبية التي كانت تشرف على الانتخابات النيابية الأخيرة في ليبيا. وذكرت بعض المصادر في الجنوب أن المنظمات الدولية والأممية قد تنقل نشاطها مؤقتا إلى الجنوب التونسي لكي تبقى قريبة من التراب الليبي، فيما ارتفعت جاهزية مخيمات اللجوء في ولاية مدنين لاحتمال موجات هجرة جماعية جديدة من ليبيا. أما عن التونسيين، فقد بدأت أعدادهم تزداد في الأيام والساعات الأخيرة قادمين من طرابلس، بسبب تردّي الوضع الأمني هناك خصوصا حول المطار والطرقات المؤدية إليه. وقال بعض التونسيين العائدين من ليبيا إن الخطوط التونسية قد أوقفت رحلاتها مع مطاري طرابلس ومصراتة مما جعل الطريق البرية نحو معبر راس جدير تشهد تدفق الهاربين من طرابلس، ومن بينهم تونسيون كثيرون فقدوا الأمن في العاصمة الليبية وقرروا العودة إلى تونس في انتظار أن تهدأ الأمور. كما بدأت أعداد الليبيين القادمين إلى تونس في التزايد رغم عودتهم المكثفة لقضاء شهر رمضان وعيد الفطر في ليبيا، مما ينبئ بحجم التدهور الأمني في العاصمة الليبية. ولم تتحدث السلط الليبية أو التونسية في ليبيا عن أي خطر أو استهداف خاص للتونسيين في طرابلس، لكن بعض المصادر تتخوف من الانفلات خصوصا من مليشيات غرفة ثوار طرابلس المحسوبة على التيار الديني المتشدد والتي قد يستهدف مقاتلوها مواطنين تونسيين بالنظر إلى موقف تونس الرافض للتيارات الجهادية والحرب التي تعلنها على الإرهاب، ومثال ذلك خطف الديبلوماسيين التونسيين في طرابلس منذ بعضة أشهر. لكن في المقابل، كشفت مصادر أمنية تونسية عن مخاوف من تسرب جهاديين من «أنصار الشريعة» التونسيين الموجودين في ليبيا للتدرب على القتال، ومن أن يستغل هؤلاء حالة الفوضى للعودة مع العائدين إلى تونس. كما تخشى هذه المصادر من احتمال تسريب الأسلحة الليبية إلى تونس كما حدث أثناء الثورة الليبية حين كان بعض الليبيين يتجولون بأسلحتهم الحربية في كامل الجنوب التونسي. وتعمل السلط الأمنية التونسية على تطبيق ما طالبت به الدولة التونسية في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي وهو فرض مراقبة دقيقة على الحدود الليبية واستعمال أحدث تقنيات المراقبة لمنع تسلل الأشخاص والسلاح من ليبيا. ولم تطلب السلط القنصلية من التونسيين في طرابلس أو ليبيا المغادرة في الوقت الحالي، فيما يقول تونسيون يعملون ويقيمون في طرابلس إنهم مدعوون لالتزام الحذر الشديد وتفادي الخروج والبقاء على اتصال مستمر ببعضهم حتى لا تتكرر عمليات الاختطاف. وتستمر الحرب اليومية بين غرفة ثوار طرابلس ودرع ليبيا من جهة وثوار الزنتان من جهة أخرى، وقد أدت هذه الحرب إلى تدمير 90 بالمائة من الطائرات الرابضة في مطار طرابلس، بالإضافة إلى أضرار كثيرة في المباني والطرقات والمرافق العامة. ومن المعروف أن غرفة ثوار طرابلس هي التي اختطفت في أكتوبر 2013 رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، كما تم اتهامها باقتراف العديد من عمليات خطف الأجانب في ليبيا. كما تتخوف هذه المصادر على المصالح التونسية والتونسيين في ليبيا لتحالف قوات غرفة ثوار ليبيا لتحالفها مع قوات درع ليبيا المحسوبة على التيار الديني المتشدد والمتورطة في عدة أعمال انتقامية في ليبيا. وتقف مليشيات غرفة ثوار طرابلس متحالفة مع قوات درع ليبيا المنضوية تحت شعار وزارة الدفاع الليبية ضد مليشيات الزنتان التي تمثل أحد أكبر القوى غير النظامية في ليبيا لأنها تضم في الأصل أكثر من 23 تنظيما من منطقة الزنتان وجبال نفوسة، وهي ذات توجه ليبيرالي قبلي، وتعرف برفضها للتيارات والمجموعات الدينية في ليبيا، كما تملك قوات الزنتان وسائل إعلام سمعية بصرية قوية وهي تعمل على السيطرة على العاصمة الليبية وطرد المليشيات ذات المرجعية الدينية منها.