مطلوب تطبيق قانون الارهاب الموجود في انتظار القانون المنشود على الشعب ان يعرف من يختار
في لقاء خاص اجرته معه قناة "نسمة" قال السيد الباجي قائد السبسي رئيس حركة "نداء تونس" حول الفاجعة التي عاشتها تونس مؤخرا في جبل الشعانبي انه لا يعتقد ان هناك وطنيا غيورا لا يشعر بنكبة أو ب"قهرة" أو بحسرة على استشهاد ابناء من الوطن على أيادي شرذمة من "الصعالكة" أمام انظار التونسيين معتبرا ان الشهداء سقطوا في سبيل الوطن وانهم ينتمون الى سلك انضباطي وانهم يفتتحون كل يوم على تحية العلم، مستشهدا بالآية الكريمة:لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون" مقدما تعازيه لكل عائلات الشهداء ولكل التونسيين. ثم تساءل "السبسي" كيف تحدث مثل هذه الجريمة بعد 58 سنة على استقلال البلاد وبناء الدولة. واقر بانهيار الدولة التي عرفناها طوال عقود معبرا عن ايمانه بعودتها. وحمل الباجي مسؤولية انهيار الدولة الى الجميع مشيرا الى ان هناك اناسا لم يؤمنوا منذ عامين بالدولة وبعلمها وان البعض تبعوهم مع ما يعنيه ذلك من اضمحلال هيبة الدولة. وقال السبسي ان ما حدث غير معقول ملاحظا ان الوقت ليس وقت محاسبة وانه يدرك ان الجيش متمرن ويعرف ماذا يفعل لكنه لا يتحرك الا بأوامر وبتعليمات. واضاف السبسي انه على المسؤولين ان يدركوا ان الوضع بالبلاد فاسد وانه صعب على جميع الاصعدة. وردا على اتهامات تقول بان لما حدث علاقة بتركة حكومته قال الباجي ان الوضع يختلف مشيرا الى انه زمن رئاسته للحكومة وصلته معلومة عن 7 سيارات ارهابية قادمة من القطر الليبي كانت عناصرها تستعدّ لتنفيذ مخطط اجرامي ضدّ الدولة مقرّا بأنه أعطى أوامره بسحقهم وان ذلك تم فعلا. وقال السبسي ان البلاد ليست بحاجة الى قانون للارهاب لان القانون موجود منذ 2003 وانه على الدولة تطبيق القانون الموجود في انتظار ايجاد بديل له مشيرا في هذا الصدد الى انه لا يمكن تشجيع الحرية بقهر الحرية بعيدا عن البحث عن اعذار واهية مؤكدا ان القضية هي قضية عزيمة سياسية بدرجة اولى. واشار السبسي الى لقاء جمعه عندما كان رئيسا للحكومة بالرئيس الاسبق فؤاد المبزع الذي طلب منه توخي سياسة صارمة ازاء المجموعات الارهابية وروى كيف انه طلب مقابلة الجنرال رشيد عمار ووزير الداخلية آنذاك وانه حصل منهما على الضوء الاخضر والدعم بشرط تنفيذ سياسة الشعب. وردا عن سؤال من يحكم البلاد قال السبسي انه اذا لم يكن هناك رجل في السلطة ليس له قرار فانه لن يكون هناك قرار مشيرا الى ان تضارب المواقف بين المسؤولين في السلطة ليس في مصلحة البلاد مؤكدا انهم في "نداء تونس" لهم ثقة في المسؤولين بمن فيهم قادة الجيش. وحول تقييمه لكلمة رئيس الجمهورية الاخيرة اثر فاجعة الشعانبي قال الباجي ان كلمة المرزوقي لم تخلف لديه شيئا ملموسا ملاحظا ان للرئيس اعذارا وان كان جزاء من السلطة. وعبر السبسي عن ايمانه بان تونس ستعرف احداث اخرى ما دام الردع غائبا مقرا بان بلادنا غير قادرة على مواجهة مد الارهاب وحدها مشيرا الى ان عليها ان تتفاهم اقليميا مع دول الجوار المعنية بهذه الظاهرة مثل الجزائر ومصر ومالي والنيجر مقرا ان ذلك مؤكد نظرا لان حدود بلادنا قابلة للاختراق. وقال السبسي ان المطلوب هو وضع استراتيجية اقليمية لمواجهة الارهاب مشيرا الى ان من يعتقد ان تونس هي اضعف الحلقات مخطئ وانه بامكاننا ان نكون اقوى الحلقات اذا كانت لنا الارادة مشددا على انه لا مناص من تضامن الدول لمواجهة افة الارهاب . واضاف رئيس "نداء تونس" ان منظومة الدولة التي طبقت منذ الاستقلال اثبتت صحتها وان المطلوب هو بناء دولة القرن 21 لا دولة القرن 7. وردا عن سؤال يتعلق بما اذا كان السياسيون عمقوا ازمة البلاد الى درجة المتاجرة بدماء الشهداء قال الباجي ان حزبه لم يتورط في ذلك وانه لا يليق باي سياسي ان يفعل ذلك مؤكدا ان شعار "نداء تونس" هو la patrie avant le parti (الوطن قبل الحزب) ملاحظا انه لا بد من اجراء الانتخابات في موعدها حتى تنتهي الفترة الانتقالية وحتى تنتهي مشاكل البلاد، مقرا ان المجلس التأسيسي اصبح جزءا من هذه المشاكل. وحول الاستحقاق الانتخابي قال الباجي قائد السبسي ان عدد المسجلين الى حد الان غير مرضي وانه لذلك طلب حزبه التمديد في اجال التسجيل مؤكدا ان المطلوب الاّ تشوب الانتخابات اية شائبة خاصة ان عيون العالم مركزة على التجربة التونسية. واعتبر السبسي ان تحديد موعد الانتخابات الرئاسية ليوم 28 ديسمبر يعتبر تهميشا لهذه الانتخابات باعتبار ان التونسيين المقيمين بالخارج لن يقدروا على المشاركة نظرا لتزامن هذا الموعد مع اجازة رأس السنة الميلادية. وقال السبسي انه لا يمكن لحزبه ان يدخل في تحالف مع الاحزاب المغايرة لتوجهاته وان كل ما يمكن ان ينتظر منه هو قبول تعايش معها فقط. وفي ختام اللقاء قال السبسي انه لاخوف على الشعب التونسي مشبها اياه بقصبة الوادي الخضراء التي تنحني امام الاعصار ثم لا تلبث ان تنتصب بمروره ملاحظا انه على الشعب ان يستفيق ويعرف من يختار.