في الوقت الذي ينفجر فيه المتفرج ضحكا على مواقف ضحايا فخاخ «الكاميرا الخفية» يحدث أن يتحوّل المشاهد نفسه إلى ضحية مقلب «الكاميرا كاشي» ... حين تكون هذه الكاميرا مفبركة! جاء هذا الاستخلاص عقب اعتراف أحد «صناع» فن المقلب في تونس ل»التونسية» بأن الفبركة موجودة في عالم الكاميرا الخفية . فللمرة الأولى يكشف «محمد العوني» أنه اعتمد الفبركة في عدد من حلقات الكاميرا التي أعدّها لكنه دافع عن هذه «الحيلة الفنية » وبررّها بالرغبة الشديدة في إضحاك الجمهور وإسعاده قدر الإمكان.كما تحدث «العوني» عن سر نجاح كاميرا رؤوف كوكة وكشف أن حلقته الشهيرة «المدفع» مفبركة بدورها ووصف بقية أسماء الكاميرا الخفية ب«النسخ المشوهة من رامز جلال»... وفي ما يلي تفاصيل الحوار: انتقلت في رمضان هذا العام ب « الكاميرا المؤقتة 3» من شاشة « حنبعل» إلى قناة «المتوسط»... أي داع لهذا التحول؟ للأسف أدى التفويت في القناة ودخول لاعبين جدد على الخط إلى لخبطة الأمور ,حيث اعتدت في السنوات الفارطة على العمل مع قناة «حنبعل» وإعداد «الكاميرا المؤقتة» لفائدتها كل عام وحتى مع تغير الإدارة توصلت إلى اتفاق مع المالك الجديد «طارق قدادة» بإنجاز 15 حلقة من الكاميرا الخفية قصد بثها في شهر رمضان لكن فاتتني المطالبة بوثيقة كتابية تؤكد هذا الاتفاق الشفوي الذي على أساسه شرعت في إعداد «الكاميرا المؤقتة 3» وجهزت نفسي للسفر إلى كندا وأمريكا لتصوير حلقات مع الجالية التونسية هناك... ولكن بمجرد عودتي من كندا وجدت أن الإدارة الجديدة للقناة تحت إمرة «قيس العرفاوي» قد اتفقت كتابيا مع «لطفي بندقة» عوضا عني ... فاقترحت علي قناة «المتوسط» بث حلقات «الكاميرا المؤقتة 3» على شاشتها فلم أمانع فلقاء الجمهور من أي باب كان خير من الجلوس على بنك الاحتياط كلاعب كرة قدم ... والآن بعد بث حلقات «الكاميرا المؤقتة 3» على قناة «المتوسط», هل تعتقد أنك اخترت الشاشة الصحيحة؟ صحيح أن القناة لا تحظى بنسب مشاهدة عالية إلا أن حلقات «الكاميرا المؤقتة 3» حققت أرقام متابعة هامة جدا على شبكة «اليوتوب». وإحقاقا للحق فقد حصلت على كل مستحقاتي المالية ولم ألق من الإدارة سوى الاحترام لكن لومي الوحيد على القناة هو تقصيرها في حقي على مستوى الدعاية بالمقارنة مع ما فعلته مع سلسلة «الزميل» للمين النهدي بصرفها أموالا طائلة للإعلان عن بث هذه السلسلة التي أعتبرها أكبر كارثة فنية منذ الاستقلال, فلمين لم يتعلم بعد أن التلفزة لا تناسبه وأن مكانه الصحيح هو الركح. في ظل تنوع عناوين الكاميرا الخفية بتعدد القنوات التلفزية ,هل تعتقد أنك تخلق التميز وتقدم الإضافة؟ يكفيني فخرا أني كنت أول ممثل ظهر في الكاميرا الخفية مع رؤوف كوكة في الإعداد ..إنه الإبداع أيام الزمن الجميل عندما كان المقلب ضامرا وطريفا وصعبا حيث كنا نحيك الحلقة في دقة شديدة مثل «طريزة» الصناعات التقليدية .فأنا لا أعترف إلا برؤوف كوكة في عالم الكاميرا الخفية وهو وحده يملك وصفة نجاح فن المقلب... وبالنسبة لي فأني أسعى دائما إلى التنوع في الفكرة مع الاختلاف في الموضوع والتجديد في المكان ...و الدليل على ذلك تحملي لمشقة وكلفة التجوال بين ولايات الجمهورية والتنقل خارج حدود الوطن لتصوير حلقات «الكاميرا الخفية»... ما رأيك في بقية أطباق الكاميرا الخفية المقدمة على مائدة رمضان هذا العام ؟ إنها نسخ مشوهة من «رامز جلال» و«المركّب عمرو ما يركب» ,فأي إبداع في إرعاب المواطن وإرباكه في غياب للطرفة الذكية والضحكة الصادقة وأي اجتهاد في «الزلزال» أو «التاكسي» والحال أن الفكرة واحدة والإطار واحد والمكان واحد ... إنه التكرار الممل الذي يقع تمطيطه على امتداد 30 حلقة . هل تفند أم تؤكد صحة الأقاويل التي تتهمك بالفبركة في الكاميرا الخفية؟ إنها المرة الأولى التي سأعترف فيها بالحقيقة بنفسي حتى لا يوظفها آخرون ويزايدون عليها ... نعم فبركت عددا من حلقات الكاميرا الخفية دون نوايا سيئة فقد كانت غايتي إضحاك المتفرج ملء شدقيه وذلك بتلقين الضحية دورها لتحسن تمثيل الموقف فيكون تفاعل المتفرج معها كبيرا... ألا تخشى أن يضعف هذا الاعتراف من مصداقيتك ويعصف بمسيرتك الفنية؟ لندع التفاصيل ولننظر الى النتيجة فالمهم في النهاية هو «تضحك ولا ما تضحّكش»... وأقول ل«النبارة» حاولوا الفبركة إن شئتم لكن لن تستطيعوا إخراجها بحرفية و«صنعة» كبيرة حتى يبدو المشهد صادقا إلى أبعد الحدود . وثمة مثل شعبي يقول إذا «حبوك ارتاح» فالأكيد أن المشاهدين سيغفرون لي هذه «الحيلة» أمام حجم الضحك الذي سيستمتعون به. فأنجح حلقاتي على غرار حلقة «الكنز» مفبركة... ثم لماذا نذهب بعيدا فحلقة «المدفع» الشهيرة التي أعادت «الوطنية 1» بثها في رمضان هذا العام مفبركة لكن وراءها مهندس كبير اسمه «رؤوف كوكة.» كيف كان قبول المواطن بلعب دور في هذه الكاميرا داخل الكاميرا... هل كانت هناك مساومة في اللعبة؟ لبّى المواطنون تمثيل الدور بكل طيبة خاطر وبترحات كبير... لكن صدمتي كانت مع فنّانين طالباني بنصيب من المال لأنهما كانا ضيفا «الكاميرا المؤقتة 3» و هدّداني برفع قضية... ولكن الذنب ذنبي فلما عملت مع المواطنين كرموني ولما اشتغلت مع النجوم أهانوني !