قدم الجنرال "محمد صالح الحامدي "امير اللواء قائد جيش البر صباح الخميس استقالته من مهامه في قيادة الاركان بصفة رسمية ل"محمد المنصف المرزوقي" رئيس الجمهورية شارحا اسباب استقالته. وعلى هامش ذلك عقد عدنان منصر مدير الديوان الرئاسي ندوة صحفية سلط فيها الضوء على استقالة قائد اركان جيش البر واللقاء الذي جمع رئيس الدولة بقائد الاركان، حيث قال "منصر" ان رئيس الجمهورية ثمن المجهودات التي بذلها الجنرال "الحامدي" رفقة القيادة العسكرية والجنود من اجل خدمة الوطن في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد خصوصا في مواجهة العصابات الارهابية التي تسعى الى ارباك الوضع والتشويش على المسار الانتقالي وعلى الانتخابات القادمة. واضاف مدير الديوان الرئاسي ان رئيس الجمهورية جدد ثقته في كافة افراد المؤسسة العسكرية من عسكريين ومدنيين، كما كشف "منصر" في ذات السياق عن المساعي التي قام بها "المرزوقي لاثناء الحامدي عن المضي قدما في الاستقالة، مصرحا:" عبر رئيس الجمهورية عن شديد استيائه من استقالة الجنرال الحامدي وتمسكه بها شاكرا له في الان نفسه ما قدمه طيلة مباشرة مهامه في قيادة الاركان وفي المؤسسة العسكرية ككل.." . وعن المرشح القادم لتولى قيادة اركان جيش البر قال عدنان منصر مدير الديوان الرئاسي ان رئيس الجمهورية طلب من السيد مهدي جمعة رئيس الحكومة والسيد غازي الجريبي وزير الدفاع تقديم قائمة اسمية بكبار الضباط القادرين على تولى المسؤولية لاختيار ضابط سام يكون خير خلف لخير سلف في قيادة ركن البر وتابع قائلا:"سيتم اعتماد نفس المقاييس التي اختير على ضوئها الجنرال الحامدي خلال الصائفة الفارطة وتحديدا مقاييس الخبرة والاقديمة واساسا الحياد السياسي ونظافة اليد وستكون لرئيس الجمهورية لقاءات مع رئيس الحكومة لتحديد الاسم الجديد". اما عن الاسباب الحقيقية التي دفعت الجنرال الحامدي للاستقالة، قال منصر:" الجنرال الحامدي تحدث في رسالة استقالته عن اسباب شخصية وهي طريقة يستخدمها من يريد الاستقالة دون ان يفصح عن الاسباب التي دفعته الى ذلك....." ولدى اصرار الصحافيين الذين واكبوا الندوة على معرفة اسباب الاستقالة وان كانت رئاسة الجمهورية على علم مسبق بها صرح مدير الديوان الرئاسي:"الاستقالة تقدم وفقا للتراتيب الى وزير الدفاع..بالنسبة لرئاسة الجمهورية فهي تعلم الاسباب الكامنة وراء الاستقالة وهي ترى انه من غير الصالح الافصاح عن الاسباب ..نتحفظ عن ذكر التفاصيل ويجب ان نتكتم على اية اختلافات حقيقية او مفترضة.. وهنا لا بد من الاشارة الى ان الرئاسة تعتبر ان المؤسسة العسكرية هي فوق التجاذبات كما تدين بشدة التصريحات التي تنال من المؤسسة العسكرية ومن قادتها الذين عرفوا بالنزاهة والتفاني والفداء من اجل الوطن والذين يقومون بدورهم على اكمل وجه..كل مساس من المؤسسة العسكرية وقادتها هو جريمة يعاقب عليها القانون..". واضاف عدنان منصر ان الامر الوحيد الذي يمكن ان يصرح به هو الرسالة التي ابلغها الجنرال محمد صالح الحامدي لرئيس الجمهورية والمتمثلة في استعداده للذهاب الى جبل الشعانبي كجندي بغض النظر عن وجوده في القيادة والدفاع عن الوطن..". وختم عدنان منصر الندوة الصحفية بدعوة رئيس الجمهورية كافة الفرق والتشكيلات العسكرية الى التمسّك بالانضباط والمهنية و بالشرعية في حماية تراب الجمهورية مجددا العزم على دعم الجيش معنويا وماديا من خلال تجهيزه بما يلزم من اسلحة لمواجهة الخلايا الارهابية المتحصنة بجبال تونس، ودعوته الى النأي بالمؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية حتى تتفرغ لاداء واجبها المقدس.