يعود الفنان الأسعد بن عبد الله إلى مسرح قرطاج الدولي يوم 13 اوت بعمل جديد بعنوان "المنسية " وهو عمل فرجوي سيجل مشاركة حوالي ستين عنصرا بين مغنيين وشعراء وعازفين وكان الفنان الأسعد بن عبد الله قدم سنة 2001 بقرطاج عرضه الشهير "المنسيات " بالتوازي مع العديد من المهرجانات وعنوان العمل يوحي برغبة في إنعاش الذاكرة ونفض الغبار عن الموروث اللامادي من خلال انتقاء حوالي عشرين أغنية منتقاة من التراث الشفوي للشمال الغربي من طرف الفريق الفني للمركز الوطني للفنون الركحية والدرامية بالكاف وبحكم تقارب الثقافات وتمازجها ولتجاوز الحدود الزائفة اختار صاحب العمل هذه المرة الحدود الصحراوية بين تونسوالجزائر في الجنوب الغربي بين صحراء دوز وصحراء نفطة مقتفيا خطى العشاق الهائمين على وجوههم مسكونين بالحب والعشق كمتصوفة وزهاد ومن دوز وصحرائها مرورا بنفطة وقفصة والقصرين وجندوبة والكاف من أجل ذاكرة حية وأمينة فاخت ولطفي بوشناق في الموعد ويتأسس العمل الفرجوي المسرحي كما أشرنا سابقا على عشرين أغنية منتقاة من التراث الشفوي للشمال الغربي وفي هذا الإطار تؤكد الجذاذة الفنية بأن عملية الانتاج الابداعي لعرض المنسية ارتبطت ارتباطا وثيقا بإعمال بحث مثلت فيها الذاكرة الجماعية والمسار الفكري الفردي للفنان جزء من نفس المعادلة حيث يبتدأ العرض بعبارات استهلالية، والثناء على الرسول ثم يستمر مع اثنين من الأغاني على شرف الوليين الصالحين "سيدي بومخلوف" ...ويتواصل العرض مع شخصيات تحترق مشاعرها في نشوة الحب والخمر: حمة، صالحة، دليلة، فاطمة، صلوحة، هنية، تراكي.... لتكون خاتمة العرض بتقديم أغاني صوفية للعيساوية: “سيدي عمر” و “ماني وليدك” بأداء يختلف عن أداء مطربي الأفراح والأعراس وبهدف إيلاء الفن الشعبي المكانة التي يستحقها كموروث شفوي شعبي وجزء من الذاكرة الحية وبالتالي حفظه من التلاشي والنسيان ومنحه بعدا آخر من خلال استخدام الأشكال الفنية المدعة للعمل الإبداعي من رقض وإضاءة وعزف واستخدام اكسسوارات مسرح الشارع مثل الركائز والأعلام المستخدمة بطريقة بهلوانية وسط البخور والخلاصة أن "المنسية " هو إحياء للماضي واستحضار للذاكرة وتوثيقها ليتحول الإبداع الفردي إلى إبداع جماعي تختلط فيه و تتمازج و اصوات مغني الجنوب والوسط الغربي مع أصوات الشمال. وعلى مستوى آخر يشارك في "المنسيات " عدد كبير من الشعراء والفنانين والمطربين على غرار صالح الفرزيط و سليم بالمبروك والتليلي اللعماري و عبد الرحمان الشيخاوي وسعيد اللموشي ( الجزائر) والعروسي الزبيدي و علي العبيدي ومن الشعراء (الصغير أولاد أحمد )وأيوب مسعود وعلى مستوى آخر يتكون بقية طاقم العمل من رشيد يدعس (مستشار الموسيقي ) ورشدي بالقاسمي (كوريغرافيا )و عبد السلام الجمل (تصميم الملابس) و محمود الورتاني (تأطير موسيقي) كما سيسجل حضورالعديد من النجوم جنبا إلى جنب مع اصحاب مبادرة المنسية مثل لطفي بوشناق وأمينة فاخت و ريم الفهري والفنان الشعبي أشرف السديري و هيثم الغديري وعبد الرحمان الشيخاوي ..