التونسية (تونس) تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات، رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أواختارته. ضيفتنا اليوم هي السيدة ليلى الهمامي أصيلة منطقة غار الملح من ولاية بنزرت وهي أستاذة جامعية وباحثة ومستشارة لدى منظمات دولية في بريطانيا واحدى المترشحات للانتخابات الرئاسية عن مسيرتها الجامعية تحدثت فقالت:«بعد اجتياز مناظرة الباكالوريا شعبة علوم تجريبية دخلت كلية العلوم بالمنار سنة 1983لأتحصل على شهادة الأستاذية فى العلوم الاقتصادية سنة 1987بعد ذلك سافرت إلى فرنسا بمنحة جامعية لمواصلة الدراسة بجامعة «السوربون» حيث نلت سنة 2001 الدكتورا في الدراسات المعمقة في الاقتصاد والتجارة. كنت طالبة ناجحة ومتفوقة ومحبة للمراتب الأولى , الدراسة والنجاح كانا من اولويات حياتي آنذاك, وقد كانت علاقتي بالأساتذة قائمة على الاحترام والتقدير وكنت مقربة جدا منهم وانا ممتنة جدا لأستاذي «عزام محجوب» الذي ساعدني على التحصل على كل معلومة كانت تنقضي. ومن الذكريات الرائعة التي جمعتني به ذلك اليوم الذي مكنني فيه من القاء محاضرة في الاقتصاد أمام زملائي حيث كانت أمنيتي في ذلك الوقت هي الوقوف أمام الطلبة كأستاذة جامعية , «فرصة ثمينة قدمت لي وقتها إذ زادت ثقتي بنفسي وبقدراتي المعرفية واستطعت اجتياز سنوات الدراسة بنجاح وتفوق , فأساتذتي بصفة عامة كانوا أحسن سند لي فى مشواري الجامعي المتميز. أما علاقتي بزملائي الطلبة , فقد كانت سطحية عموما , لكن كان لي بعض الأصدقاء من مجالات مختلفة , وكنت أرتاح لهم كثيرا ومن بين أعز الصديقات أذكر نجوى الحاج حمام , حيث جمعتنا ذكريات حلوة في كلية المنار, واذكر اننا قبل التحصل على شهادة التخرج دفنّا صندوقا صغيرا تحت الشجرة فى الساحة, بنية العودة يوما ما الى الكلية واخراجه واستحضار ذكريات الدراسة هناك والطريف أن صديقتي اتصلت بي في الآونة الأخيرة للبحث عن «الصندوق المدفون»... كان التحرك الطلابي في كلية المنار على اشده وقتها , فبين اتحاد العام لطلبة تونس والاتحاد العام التونسي للطلبة كانت المنافسة حادة,أيام صعبة مررنا بها آنذاك وانتهت بموت أحد الطلبة بطلقة رصاص من قبل أعوان الأمن ... كانت لدي رغبة في الانضمام الى النشاط السياسي لولا اعتراض عائلتي على ذلك. فى تلك الفترة وجدت الدعم والمساندة من والديّ اللذين سانداني ماديا ومعنويا, واذكر انه كانت لأمي قولة كانت حافزا وقدوة فى حياتي العملية حتى الآن و«الحاجة إلّي تحسسّك بالضعف اخلق منها قوة باش تتحصل علّي تحبّ عليه..» مشواري الجامعي سيبقى خالدا في ذاكرتي مهما توالت السنوات , فهو من أحلى الأيام التي زادتني معرفة وقيمة في حياتي المهنية ولو عاد بي الزمن لاخترت نفس الأصدقاء والأساتذة ونفس اللحظات.»