بقلم: أبو غسّان كل الكلام الذي قيل وسيقال اليوم في المرأة التونسية في عيدها الوطني لن يفيها حقها... المرأة التونسية استثناء جميل في لحظة تتتالى فيها النكسات .. وشعاع ضوء وأمل في بحر من الغيوم .... المكانة التي وصلت إليها المرأة التونسية لم تأت من فراغ.. ولم تكن هدية من أحد وتحققت بالدرجة الأولى بفضل نضال نساء تونس وجهدهن وشقائهن على امتداد عقود من الزمن ... واليوم تواصل المرأة التونسية معركتها على كل الواجهات .. في البيت حيث ما تزال تشقى أكثر من الجميع، وحيث تضطهد أحيانا ويمارس عليها العنف الجسدي والنفسي .. وفي العمل حيث ما تزال عرضة لأشكال من التمييز تحرمها من بعض المسؤوليات الهامة وحتى من الحصول على ما تستحقه من أجر لقاء كفاءتها وبغض النظر عن كونها امرأة .. وهذه المعارك التي تتواصل منذ عقود لم تثن المرأة التونسية عن لعب دور أساسي وهام في كل المعارك الأخرى التي كان الوطن محورها الأساسي ورهانها الأكبر .. ومنها المعركة الأخيرة ضد نظام التسلط والاستبداد والتي كانت فيها المرأة التونسية في الصفوف الأولى. وهي المعركة التي أنهت بلا رجعة فترة مظلمة من تاريخ تونس.. ثم من خلال المشاركة الفعالة في مختلف مراحل العملية الانتقالية ..وواضح أن المرأة التونسية متمسكة بلعب دورها كاملا خلال المرحلة المقبلة التي ستعيش فيها البلاد استحقاقات هامة أبرزها الانتخابات الرئاسية والتشريعية. فبعد 14 جانفي 2011 وفي أصعب الفترات التي مرت بها المرحلة الانتقالية لتونس أقدمت العديد من النساء التونسيات في مجال القضاء والإعلام والاقتصاد والمجتمع المدني على تحمل مسؤوليات جسيمة، ونجح بعضهن بامتياز في مهامهن وأثبتن جدارتهن بالمسؤوليات التي أنيطت بعهدتهن .. واليوم لنا أيضا نساء يتطلعن إلى تحمل مسؤولية رئاسة الجمهورية... وهذا عنوان ثقة للمرأة التونسية بنفسها، وليس مجرد مسألة رمزية ولا حبا للظهور والبروز مثلما يعتقد البعض، أو يحاول أن يوهم بذلك . الأكيد أن المرأة التونسية التي حققت ما وصلت إليه بفضل جهدها وشقائها ونضالها ستستميت في الدفاع عن مكانتها وعن حقوقها، ولن تستسلم أمام كل محاولات سلبها هذه الحقوق أو العودة بها إلى الوراء وحصر دورها في فضاءات ضيقة بعيدا عن الشأن العام والمشاغل الحقيقية للمجتمع .. وستجد المرأة التونسية الدعم الكامل من كل من يؤمن بقدراتها.. لأنّ ذلك من صميم إيمانهم بالمستقبل .. بل إن الكثير من أهل هذه البلاد ما تزال لهم ثقة بالمستقبل برغم كل المصاعب الكثيرة والنكسات المتعددة، بفضل إيمانهم بنساء تونس ... فكل عام وأنتن بخير نساء تونس.. وكل عام وأنتن مناضلات...