إحتقان وتململ في قواعد «النداء» بولاية جندوبة بسبب تعيين رئيس قائمة لم تختره القواعد ويبدو ان موجة من الإحتجاجات تجاوزت المراسلات والعرائض التي تم توجيهها الى الباجي قائد السبسي رئيس الحزب والتي وصلت الى حدّ التلويح بالدخول في قائمات مستقلة لكي لا تؤول أصوات الغاضبين إلى أحزاب معارضة أخرى . وفي هذا الإطار كشف مبروك سلطاني عضو جهوي من «نداء تونس» انّ هناك تململا في ولاية جندوبة قد يتطوّر إلى حدّ الإستقالة الجماعية وانسحاب عديد المنخرطين بسبب فرض القيادة المركزية لمترّشح عن الجهة لم تختره الهيئة التنسيقية الجهوية ولا التنسيقيات المحلية بالولاية بالإضافة إلى تجاهل رئيس الحزب لمراسلاتهم المتعددة على حدّ قوله. وقال سلطاني انّ قواعد الحزب وأعضاء هياكله الجهوية والمحلية إختارت «كمال العيّادي» باعتباره المترّشح الذي حاز على أكبر نسبة من الأصوات (24 جهويا و42 وطنيا أي بمجموع 66 صوتا) وأنه من الشخصيات التي تتمتع بالكفاءة والتي يرى الأهالي انه سيمثلها أحسن تمثيل وانه سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب وسيخدم الجهة. وأضاف انّ قيادة الحزب اختارت مترشحا آخر لرئاسة القائمة الإنتخابية ل«النداء» بولاية جندوبة وهوغير معروف حتى انه حاز على نسبة ضئيلة لا تتعدى ال10 أصوات وطنيا و4 جهويا على حدّ قوله. وأكدّ محدثنا انه تم أمس عقد إجتماع عاجل تقرّر على إثره إمهال رئيس الحزب إلى غاية يوم 22 أوت لمراجعة هذا الإختيار وإلا فإن النتيجة ستكون الإستقالة والدخول بقائمة مستقلة حسب قوله. وقال ان التململ طال اغلب مناطق ولاية جندوبة ومنها فرنانة وطبرقة وعين دراهم وجزء كبير من جندوبةالمدينة وبوسالم.... من جهة أخرى علمت «التونسية» انّ مجموعة من المقاومين من عين دراهم ممن شاركوا في معركة «المريج» وممن تربطهم علاقة شخصية بالباجي قائد السبسي توّجهوا أمس برسالة إلى الباجي قائد السبسي طالبين منه التدخل لتجنب مثل هذا المصير الذي بات يهدد الحزب . وكان 22 عضوا من التنسيقية الجهوية ورؤساء التنسيقيات المحلية توجهوا بعدة مراسلات وقدّموا عرائض ممضاة من قبل 1200 منخرطا داعين رئيس الحزب إلى ضرورة الإنصات إلى صوت الجهة في إختيار القائمة الإنتخابية وخاصة رئيسها لضمان أوفر الحظوظ لمرشح «النداء» معبرّين عن استغرابهم الشديد من إصرار الحزب على ترشيح شخص لم ينل ثقة المستشارين في الإستشارات الجهوية والوطنية . وأكدّوا انّ تجاهل مراسلتهم ينم عن نظرة فيها الكثير من التعالي و«الحقرة» وأن من شأنها الحط من العزائم. وقالوا أنهم في صورة التمسك بمترّشح الحزب الحالي فإنهم يكونون بذلك قد فقدوا كل الحماس لخدمة الحزب ولم تعد لديهم القدرة على إقناع الناخبين بالتصويت لمترّشح هم أساسا غير مقتنعين به وبالتالي ستكون الإستقالة والتوجه نحو القائمة المستقلة . وبإتصالنا بالسيد كمال العيادي المرّشح الأوفر حظا لرئاسة القائمة الإنتخابية ل«النداء» بولاية جندوبة لم يؤكد ولم ينف نية ترؤسه لقائمة مستقلة واعتبر انّه لا يريد في الوقت الراهن أي توجه عدائي مع «النداء» وانه يفضل ردا عقلانيا من الباجي قائد السبسي لإحتواء الأزمة داعيا إياه الى ضرورة الإنصات الى الأهالي.