لقيت صباح الاربعاء سيدة تبلغ من العمر 64 سنة حتفها احتراقا بعد ان تفحمت بالكامل في منزلها المجاور للمستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر بصفاقس من دون أن يقدر ابناها على ان يفعلا شيئا يذكر لانقاذها بسبب قوة النيران. وفي تفاصيل هذه الحادثة الأليمة التي هزت صباح أمس صفاقس انه قبل الساعة الثامنة صباحا بدقائق قليلة كانت الهالكة واسمها «فضيلة شقرون» (من مواليد 1 جانفي 1950) بالمنزل والى جانبها ابنها الذي يشتغل في بيع البنزين داخل المنزل إضافة الى الاكبر الذي كان يصطحب معه ابنه الصغير ليتركه بجانب والدته. وقد غادر ابنها الاكبر المنزل لقضاء بعض الشؤون الا انه ما إن غادر المنزل حتى سمع صراخا وصياحا فالتفت خلفه ليجد ان النيران تشتعل في منزل والدته فعاد على الفور لكن ألسنة اللهب كانت قوية ومنعته من الوصول الى المطبخ حيث والدته فتمكن من إنقاذ ابنه الصغير وإبعاد شقيقه اللذين كانا قرب غرفة المطبخ فيما علقت والدته بالمطبخ. ولم يتسن معرفة سبب اشتعال النيران فيما الواضح ان قوارير للبنزين كانت موجودة بداخل المنزل تعرّض بعضها للاشتعال وربما يرجح البعض فرضية تسرب لهيب النار من المطبخ. ومباشرة إثر اندلاع الحريق تم الاتصال بالحماية المدنية التي حلت على عجل في حدود الساعة السابعة و59 دقيقة وقامت بمحاصرة النيران حتى لا تتسرب الى المنازل والمغازات المجاورة وكذلك الى الطابق العلوي للمنزل الذي تقطنه عائلة اخرى ثم تمكن اعوان الحماية من إخماد الحريق ولاحظوا وجود جثة المرأة متفحمة بالكامل. وبسبب قوة ألسنة اللهب تعرضت بعض محتويات المنزل الى الحرق وتضررت الجدران وكذلك السقف الذي سقطت منه بعض قطع «الليقة» وسقطت إحداها على احد اعوان الحماية المدنية ومن الطاف الله انه كان يحمل خوذته وتعرض بسبب ذلك الى جروح بالظهر وتم نقله الى المستشفى لتلقي الاسعافات. وقد حلّ اعوان الامن الوطني على عين المكان وكذلك الفرقة العدلية لصفاقس الجنوبية التي باشرت التحقيقات كما حلت الشرطة الفنية العلمية وكذلك النيابة العمومية التي لاحظت جثة الهالكة التي تم اخارجها من المنزل في حدود الساعة العاشرة و10 دقائق صباحا لنقلها الى قسم الاموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس. وقد خلفت الفاجعة الأسى والحزن الشديد في نفوس الاهل والاجوار الذين بدوا في حالة من الوجوم والتأثر الشديد وهم يرقبون ما حل بالمنزل وإخراج جثة الهالكة مسجاة. رحم الله الفقيدة رحمة واسعة وأسكنها فراديس جنانه. «إنا لله وإنا إليه راجعون».