بقلم: مصطفى قوبعة «عرفة» الأعراف، السيدة وداد تحسم أمرها وتطمئن الجميع بأنها ستقف على نفس المسافة من جميع الأحزاب المتنافسة في البلاد، ولكن حياد السيدة وداد ليس بحياد منظوريها في الاتحاد، وفي النهاية فإن الذي يهمّ الرأي العام هو حياد الاتحاد قبل حياد السيدة الرئيسة وداد. إن رجال الأعمال عموما ومسؤولي الاتحاد خصوصا هم مواطنون كاملوا المواطنة وكاملوا الحقوق والواجبات وحقهم في النشاط السياسي من المسلمات ولا أحد من حقه الاعتراض على «تجميلهم» وتغريزهم للكثير من القائمات إما من منطلق الولاءات أو بدافع الاغراءات أو حتى الطموحات. وحتى يتساوى حياد السيدة وداد مع مقتضيات حياد الاتحاد يصبح من المشروع المطالبة باستقالة كل مسؤول بهياكل اتحاد الأعراف يتم انتخابه في مجلس نواب الشعب حتى لا تتشابك المصالح ولا تتداخل الوظائف والمصالح الشخصية والمهنية مع المصالح الحزبية، والوظائف النقابية مع الوظائف البرلمانية. السيدة وداد التي يصفها البعض بالمرأة الحديدية ويراها البعض الآخر السيدة الذكية التي تعرف من أين يؤكل الكتف ومتى وكيف، تسعى جاهدة لأن يسوي الوئام والوداد علاقتها بجميع الأطراف حتى مع الأضداد، ولكن هل هذا كاف في سباق محموم للجياد؟ السيدة وداد أدرى الناس بوضع وبحال رجال أعمالنا المؤسساتيين منهم و«البزناسة» والطفيليين، وبآثار سياسات وممارسات التطويع والتركيع في الماضي وما صحبها من سياسات وممارسات المساومة والاغراء والمقايضة في الحاضر، وبتهميش مصالح القاعدة العريضة من منظور اتحاد الأعراف وهم يمثلون أكثر من 80% من النشطاء الاقتصاديين الصغار على حساب الأقلية من النشطاء الاقتصاديين الكبار. وتدرك السيدة وداد أكثر من غيرها أن السياسيين في النهاية لا يحمون رجل الأعمال وفي أحسن الحالات يمتصونهم عاجلا ويتبرأون منهم آجلا وأن الكثير من رجال الأعمال بمسعاهم المتوارث الخاطئ في البحث عن حصانة سياسية لا يزالون يراهنون على رجال السياسة ويتخفون وراءهم ويدفعون من أجل هذه الحصانة كلفة باهظة الدولة هي أولى بها، ولكن يظهر أن الكثير من رجال أعمالنا إما أنهم لا يثقون في الدولة، وإذا كان هذا هو الحال فإن المسؤولية تعود الى الدولة، أو أنهم لا يؤمنون إلا بالحزب القوي وبالسياسي القوي وإذا كان هذا هو الحال فإن الأمر يتطلب جهدا كبيرا داخل اتحاد الأعراف لتصحيح الكثير من المفاهيم الغائبة ولإحياء القيم والأخلاقيات المنسية التي من المفروض أن تسوس أداء وسلوك رجال الأعمال ومنظمتهم النقابية. دفع بعض رجال أعمالنا في السابق ثمنا باهظا في هذا المسعى بصفة مجانية وها هم اليوم يتنافسون في تكرار نفس الأخطاء والمفروض أن تصحّح السيدة وداد مسار بعض من زاغوا عن مسار الحياد لأن في ذلك تهديدا لحياد الاتحاد.