مونريال كندا محمد ميلاد قدمت النائبة الكندية التونسية سناء حساينية استقالتها من «الحزب الديمقراطي الجديد» وأعلنت أنها ستواصل مدتها النيابية في البرلمان الفيدرالي في أوتاوا كنائبة مستقلة. و جاءت استقالة حساينية بعد تفكير طويل على حد قولها موضحة أن موقف الحزب من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كانت القطرة التي أفاضت الكأس. و قالت النائبة الكندية التي كانت قد فازت في الانتخابات التشريعية في سنة 2011 في بيان وزعته على الاعلام أنها تشعر بخيبة و مرارة كبيرتين من موقف الحزب من العدوان على غزة و التأييد اللامحدود لاسرائيل. و أوضحت سناء حساينية أن الحزب و خاصة زعيمه توماس مولكاير متعاطف مع اسرائيل أكثر من اللزوم و أن الحزب لم يسع إلى الدعوة إلى إيقاف العدوان خاصة مع تواصل القصف و سقوط الالاف من الضحايا. و كان الحزب يردد دائما على حد قولها أنه من حق اسرائيل الدفاع عن النفس أمام الهجمات «الارهابية» لحركة «حماس». من جهة أخرى قالت حساينية أنها لا تعارض دفاع اسرائيل عن نفسها و ان لها الحق في ذلك لكن ليس بهذه الوحشية وقالت حساينية في بيانها ان على حزبها الذي يعتبر نفسه حزبا يساريا اشتراكيا أن يتبنى مواقف مؤيدة للفلسطينيين حيث أوضحت التقارير و الارقام أن سكان غزة يتعرضون إلى عدوان وحشي و هم محرمون من كل المرافق في حين أن لاسرائيل كل الدعم و كل الوسائل للرد على ضربات «حماس». والواضح أن القرار الذي اتخذته النائبة الكندية ذات الجذور التونسية لم يأت من فراغ و ان ما حدث خلال المشاورات حول موقف الحزب من العدوان الاسرائيلي لم يكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير والواضح أن هناك صراعا كبيرا داخل الحزب و حساينية التي دعمت ترشح برايان توب لزعامة الحزب والواضح في الصف المناهض لتوماس مولكاير الزعيم الحالي للحزب الذي لم يقبل موقف سناء منه و قال أن سناء عبرت عن رأيها بأنه ليس من حق اسرائيل الرد على الفلسطينيين و أنها بهذا تعلن عن عدم أحقية الاسرائيليين في الوجود. هذا الموقف الخطير من قبل زعيم الحزب قد يجلب الويلات لهذه النائبة خاصة أن كندا في ظل حكم المحافظين بزعامة ستيفن هاربر دولة موالية تمام الموالاة للسياسات الاسرائيلية و كانت الخارجية الكندية قد عبرت عن ذلك كثيرا. و كانت سناء حساينية قد كتبت نصا على صفحتها على الفايس بوك موضحة أن على الذين يدعمون حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها أن يطلعوا أن هذا الدفاع استهدف الابرياء و الرضع و الاطفال الذين يلعبون على الشواطئ و ان الدفاع الاسرائيلي استهدف منظمات الاممالمتحدة و المدارس و ان هذا الدفاع لا يكون بمواصلة الاستيطان الذي يأكل الاراضي الفلسطينية في تحدّ واضح و صارخ لكل القرارات الاممية. و قد حظي قرار حساينية بالاستقالة من الحزب وموقفها من العدوان الاسرائيلي على غزة باستحسان عموم المهاجرين فيما أعلنت حساينية أنها قررت ألاّ تخوض غمار الانتخابات القادمة.