لم يكن أحد يتوقع أن تتسارع الأحداث بسرعة ليصدر رئيس حركة نداء تونس بيانا يقرر فيه بعد إجتماع الهيئة التأسيسية للحزب يوم 21 أوت تجميد فوزي اللومي عضو المكتب التنفيذي ورئيس اللجنة الوطنية للانتخابات بالحزب عن كل نشاط وإحالته على لجنة النظام ، فقبل 24 ساعة من هذا القرار "الحاسم" وجه اللومي رسالة لرئيس الحركة من الواضح أنها كتبت بعناية لتتضمن عتابا لطيفا وتجديدا لمساندة اللومي لترشيح قائد السبسي للرئاسة ولكنها تضمنت أيضا رفضا لأسلوب ضبط بعض القائمات الانتخابية إعتبره فوزي اللومي خروجا عن الخط السياسي للحزب الذي يعتبر نفسه أحد مؤسسيه . الغريب أن الصفحة الرسمية لنداء تونس على الفيسبوك نشرت بتاريخ 18 أوت مقطعا من حوار إذاعي لفوزي اللومي فند فيه ما تردد حول إستقالته من الحركة فما هو الذنب الذي إقترفه فوزي اللومي لتنقلب الصورة ويصبح"منبوذا" يحدد مصيره بقرار من سطر واحد إستند إلى تصريحات تلفزية بتاريخ 19 أوت وإلى لائحة إحتجاج صادرة عن تنسيقية الحزب بتونس1 التي كان يفترض أن يرأس قائمتها الإنتخابية قائد السبسي الإبن قبل أن يقرر هو الآخر تخليه عن الترشح في اليوم الموالي لقرار لتجميد اللومي؟ يرى مراقبون أن فوزي اللومي تجاوز الخط الأحمر لأنه رفض ترأس حافظ قائد السبسي لقائمة تونس1 وصرح بموقفه خلافا لطبعه المتحفظ الحذر حذر رجال المال، ولذلك لم يكن مفاجئا أن يأتي جماعة من أنصار الحزب وربما جيء بهم ليهتفوا مساندة لقائد السبسي الإبن ويوجهوا رسالة لفوزي اللومي"المسيرة مستمرة واللومي على برة" وهو ما تحقق منه جزء على الأقل بعد قرار تجميد نشاط فوزي اللومي في إنتظار مثوله أمام لجنة النظام ... إتصلنا بفوزي اللومي ولكنه إمتنع عن التعليق على قرار رئيس الحزب قائلا "لننتظر ونر" فما الذي سيراه فوزي اللومي في قادم الأيام أكثر مما رأى و على ماذا يعول لقلب الطاولة على خصومه؟ من الواضح أن رفض فوزي اللومي تعيين حافظ قائد السبسي إبن رئيس الحركة رئيسا لقائمة تونس2 فتح على الرجل أبواب الجحيم ويبدو أن إلتحاق رجل الأعمال المنصف السلامي بنداء تونسي دفع بعض الأطراف إلى التفكير فيه بديلا لفوزي اللومي لتأمين الدعم المالي للحزب خاصة وان علاقة اللومي بالسلامي وكلاهما من صفاقس ليست على ما يرام لأسباب سنعود إليها في مقال قادم . فهل يتمكن فوزي اللومي من إستعادة مكانته في حزب سانده منذ البداية إذ تنازل لنداء تونس عن مقر حزبه الوطني في البحيرة وسلم لقائد السبسي المفاتيح فإذا به اليوم مجمدا معلقا بين السماء والأرض في إنتظار ما ستكشف عنه الأيام...