كانت المباراة الأخيرة في المغامرة الإفريقية ضد أهلي بنغازي والتي شرّك فيها المدرب خالد بن يحيى الفريق الثاني حبلى بالإستنتاجات التي دوّنها الإطار الفني بعد الوقوف على حقيقة إمكانيات هذه المجموعة ومعرفة من يمكنه إفادة الفريق مستقبلا... طبعا كان اللاعبون الأجانب محط اهتمام خاص من الإطار الفني خلال هذا اللقاء لضرورة اقتصار الترجي الرياضي على ثلاثة لاعبين فقط للإستفادة منهم في البطولة الوطنية وبالتالي اتخاذ قرارات في البقية سواء بالإستغناء عليهم أو بوضعهم على ذمة فريق الآمال، وحسب ما علمناه في هذا الصدد فإن تيري ماكون قد امضى على نهايته الرسمية مع فريق باب سويقة حيث وقف المدرب خالد بن يحيى على محدودية إمكانياته وأخرجه نهائيا من حساباته لاقتناعه بعدم قدرة هذا اللاعب على إضافة شيء للمجموعة مما يطرح نقطة استفهام جديدة عن المقاييس التي تم على ضوئها هذا الHنتداب الفاشل والمحيّر في نفس الوقت... أما بالنسبة لكامارا داودا فإن صغر سنه يسمح له بالإلتحاق بصنفي الأواسط أو الآمال وبالتالي الحصول على فرصة جديدة للاستعداد لاحقا للانضمام إلى فريق الأكابر في حين سينال كوليبالي وقتا إضافيا لتحسين جاهزيته البدنية قبل الحكم على مستواه وبقائه في الفريق أم لا. بالنسبة للاعبين المحليين فإن الوضع أفضل من الأجانب باعتبار إمكانية المحافظة عليهم ضمن المجموعة لتأثيث بنك الاحتياطيين ومنحهم فرص الانضمام إلى التشكيلة بصفة تدريجية حسب حاجة الفريق طبعا على غرار المهذبي والمباركي والغرسلاوي وهو ثلاثي مؤهل إلى التطوّر أكثر فأكثر وتدعيم التشكيلة الأساسية شيئا فشيئا ، وفي المقابل لم يكن الرضاء موجودا على سيف الجربي الذي لم ينل حسب ما علمنا ثقة الإطار ولا نظن أن الهدف الذي سجله سينقذه من غربال بن يحيى الذي استنجد بمحمد علي بن حمودة الذي يملك نفس مواصفات الجربي تقريبا وسيتم تعزيز الخط الأمامي به. أسوأ قائمة إفريقية في تاريخ النادي... من أهم الاستنتاجات العامة التي أفرزتها مباراة أمس الأول ضد ممثل الكرة الليبية هو أن الترجي الرياضي ضم هذه السنة أسوأ قائمة إفريقية في تاريخه بوجود لاعبين لا يملكون أدنى المواصفات التي تسمح لهم بالإنتماء إلى المجموعة الترجية تم استقدامهم إلى حديقة الرياضة «ب» حسب مقاييس مجهولة وخاصة غايات لا تمت بمصلحة الفريق بصلة ثم تم الزج بهم في المغامرة التي تشكل الهدف الأساسي للنادي وكانت تستوجب لاعبين ذوي مستوى معيّن لتأمين هذا الالتزام الصعب لكن دو سابر رأى وأراد العكس فكانت النتيجة كارثية طبعا بما يفسر التلاعب الكبير الحاصل في حق الترجي الرياضي والإستهتار بمصالح الأحمر والأصفر من خلال ضم أسماء عاجزة تماما على الإفادة نفخ الفرنسي في صورتها ووقف في وجه من سبقه في تدريب الفريق لعدم تعويله عليها وهو الملف الذي ينتظر الأنصار فتحه قريبا لمحاسبة كل من أذنب في حق الترجي الرياضي وأوصله إلى هذا المستوى المتردي وتلك النتائج السلبية على الصعيد القاري والتي لا تتماشى بتاتا وطموحات النادي... أبناء النادي يستحقون الفرصة ما أظهره العديد من اللاعبين من مستوى خلال كل المقابلات الأخيرة التي أجراها الترجي الرياضي سواء على الصعيد المحلي أو قاريا يؤكد بما لا يدعو مجالا إلى الشك أن هناك أبناء النادي من صنفي الآمال والأواسط يستحقون الفرصة للانضمام على الأكابر وأخذ مكان محدودي الإمكانيات في مجموعة خالد بن يحيى... فأسماء مثل وسيم النغموشي ومعز عبود وشمس الدين الصامتي بإمكانهم إحداث تغييرات إيجابية كبيرة في وسط ميدان الأحمر والأصفر ومهاجمون مثل محمد أمين بن رمضان ويوسف الخميري قادرون على تقديم إضافة أفضل من بعض الموجودين في الخط الأمامي للأكابر حاليا ، وكل هؤلاء ينتظرون الفرصة لتأكيد حسن استعداداتهم وإمكانياتهم وامتلاكهم للمؤهلات التي تسمح باستثمارها مع الفريق الأول. غربال بن يحيى سيواصل الاشتغال وقائمة المغادرين ستكون تماما على قدر الوافدين حيث يعتزم مدرّب الترجي القيام بتعاقدات جديدة تستجيب لطموحات الفريق في العودة إلى مساره الطبيعي. إيقاف النزيف على مستوى آخر ينهي الترجي الرياضي اليوم تحت قيادة المدرب خالد بن يحيى استعداداته لمباراة الإتحاد المنستيري غدا بملعب رادس في إطار الجولة الثالثة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى وهو لقاء يعوّل عليه فريق باب سويقة كثيرا لتحقيق أول انتصار لهم على الصعيد المحلي في هذا الموسم والخروج من أزمة النتائج التي وقعوا فيها... حصة اليوم سيحدد على ضوئها الإطار الفني اختياراته على مستوى التشكيلة الأساسية التي ينوي إقحامها غدا والتي ستتألف من العناصر التي غابت عن مباراة اهلي بنغازي وركنت إلى الراحة للتّهيّؤ الأمثل لمواجهة اليوم التي تعد مصيرية لخالد بن يحيى ولاعبيه لإيقاف نزيف النتائج السلبية والانطلاق في حصد النقاط ومنع المنافسين المباشرين على اللقب من مزيد إحداث الفارق في الترتيب.