لطالما كانت الفروسية رياضة الأخلاق ولطالما كان لقب “ فارس” لقبا شرفيا يلقب به من وصل بأخلاقه ذروة النُبل والشرف فالفروسية أو فن ركوب الخيل كما يطلق عليه العرب منذ الجاهلية يتمثل في القدرة على ركوب وترويض الجواد والتحكّم في حركاته وارتبطت الفروسية أيضا بفنون القتال والحرب و تمثل الفروسية في جهة عقارب أحد أبرز محاور ثقافتها الشعبية العربية الاسلامية « التونسية « تحدثت إلى محمد الناصر بن البحري أحد الفرسان بمعتمدية عقارب وهو أصيل قرية «الجبارنة» من معتمدية عقارب من ولاية صفاقس حيث قال في حديثه الينا : «الفروسية عرف شعبي متوارث عن أجدادنا منذ القدم وارث ثقافي بربري وعربي وقد ورثت هذه الرياضة عن أبي وجدي اللذين وهما بدورهما ورثاها عن أجدادهما ونحن في عائلتنا الممتدة نعشق ونحب الفروسية إلا أنه وبعد ثورة 14 جانفي تأزم وضع الفروسية بشكل عام وتأزم معه وضع الفارس نتيجة نقص التظاهرات الثقافية وإلغاء بعض المهرجانات لاعتبارات أمنية واقتصادية فالفروسية تواجه اليوم أزمة حادة تتفاقم يوماً بعد يوم أبرزها غياب التشجيع علي ممارسة هذه الرياضة هذا إلي جانب عزوف الشباب عن ممارستها و غياب الفروسية عن السباقات والعروض في بعض المهرجانات خلال السنوات الأخيرة نظرا لإلغاء بعضها وضعف التمويل في المهرجانات التي أقيمت إلي جانب ارتفاع أسعار العلف» بيّن محمد الناصر أنه قد تم إيقاف تراخيص اقتناء البنادق من قِبل وزارة الدّاخلية والحال أن الفارس عندما يعتلي صهوة جواده ليمارس ألعاب الفروسية يحمل البندقية مع السيف باعتبار كلمة «فارس» لا تنطبق عليه دون حمل السلاح وباعتبار أن هذه اللعبة قد ورثها عن الأجداد مستوحاة حروب العرب والمسلمين قديما بمقارعة السيوف تعاطاها الفرسان المعاصرون في معاركهم بالبنادق كمقاومة الاستعمار الفرنسي بالنسبة لتونسيين ومقاومة الاستعمار الايطالي بالنسبة لليبيين مؤكدا أن رموز المقاومة على غرار محمد الدغباجي وعمر المختار تغنت قبيلتهم بفروسيتهم وفي ختام كلامه أكد محمد الناصر على ضرورة دعم هذه الرياضة ومزيد الاعتناء بها إلي جانب تشجيع الفرسان وإقامة المهرجانات وخاصة منه الدعم المالي نظرا للعناية الفائقة التي يتطلبها الخيل وأن مربيي الخيول أغلبهم يعانون من صعوبات مالية.