التونسية : ( مكتب صفاقس ) من الأسئلة الحارقة التي يعجز الانسان عن أن يجد لها التفسير والاجابة كيف يمكن تقبل ان تكون مدينة مثل صفاقس مرشحة لتسجيلها ضمن التراث العالمي باشراف اليونسكو و ستكون سنة 2016 عاصمة للثقافة العربية و مترشحة لتنظيم دورة العاب البحر الابيض المتوسط 2021 والتي لها تاريخها وحضارتها على غرار الكوفة في وقت نرى فيها معالمها الاثرية التي لا تقدر بثمن تتعرض الى التدمير الممنهج ... لناخذ مثالا على ذلك كما يحصل للمدينة العتيقة او الدرة النفيسة والتي تقف شاهدا على قرون عدة من عمق التاريخ تعود الى اوائل القرن التاسع الميلادي حيث تحولت من معلم تاريخي الى معلم للفضلات ... نعم فانه لشيء مخجل أن نرى سور المدينة العتيقة بصفاقس وما ادراك وهو السور الذي تنفرد مدينة صفاقس عن باقي المدن العربية و الاسلامية بكونه الى الان محيطا بها من جميع الجوانب تحول الى مصب للفضلات مثلما استحال لونه الى السواد جراء ما يتعرض له من حرق للفضلات ومن تدمير ممنهج ذلك أن الفضلات تكدست بجانبه حتى غدت أكواما يصعب المرور منها ورائحتها باتت لا تطاق ومنظرها بات لا يشاهد ورغم كتابتنا في ' التونسية ' مرارا وتكرارا ونداءاتنا عبر صفحات جريدتنا لانقاذ ما يمكن انقاذه الا أن الأمر أصبح يتزايد يوما بعد يوم والمخجل في الأمر أنني كنت منذ أيام رفقة صديق نجوب المدينة العتيقة ' البلاد العربي ' وهو أصيل مدينة صفاقس لكنه يعيش بالولايات المتحدةالأمريكية واذ به يفاجئني بالسؤال التالي " كيف تريدون أن تكون مدينتكم عاصمة للثقافة العربية وكيف تريدونها أن تنال رضا اليونسكو لما تلاحظ الفضلات بجانب السور أكواما مكدسة ؟ " وبسؤاله بهت الذي كفر ولم أجد أية إجابة أشفي بها سقم سؤاله.فماذا سأقول له هل بلديتنا الموقرة عاجزة عن رفع الفضلات أم ذلك هو مستوى تحضرنا وتمدننا فمن يجد جوابا لصديقي وما موقف المصالح والهياكل المعنية لما يطرح عليها هذا السؤال من طرف أحد السياح أو من طرف أحد الاطارات بالبلدان الغربية ؟