الترجي الرياضي عائد في سباق البطولة بدون أدنى شك وهذا ما تؤكده كل المؤشرات الموجودة كالفوز الأخير الذي حققه الفريق في الجولة الفارطة والذي يسعى أبناء باب سويقة إلى تأكيده غدا بمناسبة استقبال مستقبل قابس بملعب رادس، وكالعمل الذي يقوم به المدرب خالد بن يحيى وبقية طاقمه الفني منذ توليه الإشراف على فريق الأكابر وهو عمل سيعطي أكله بمرور الأيام والتدريبات والمقابلات وسيقضي تدريجيا على سلبيات ونقائص التركة الثقيلة التي خلفتها حقبة سيباستيان دو سابر من سوء التحضيرات وفشل الإنتدابات إلى غير ذلك من الأخطاء التي دفع الفريق ثمنها باهظا بتوديع رابطة الأبطال مبكرا... الترجي الرياضي سيتدارك بمرور الجولات بدايته المتعثرة وسيرتقي سلم الترتيب العام بصفة تدريجية للعودة بسرعة إلى كوكبة الطليعة وسيتنافس كعادته من أجل اللقب وسيكون من أبرز المرشحين لاعتلاء منصة التتويج في نهاية الموسم وتدعيم سجله الحافل بالبطولات والكؤوس والأرقام القياسية المحلية. هذه المهمة لن تكون عسيرة على الأحمر والأصفر وستؤكد الأشهر القادمة صحة كلامنا وذلك على الرغم من كل ما عاناه الفريق في الأشهر الماضية وعلى الرغم كذلك من الفترة الإنتقالية التي يمر بها بعد خروج بعض اللاعبين... كل ما ذكرناه سيكون سهل التدارك بالنسبة لفريق متعوّد على التتويج لكن الأمر أكبر من نتيجة مباراة ما أو حتى من لقب بأكمله إذ يتعدى ذلك ليشمل تنظيما كاملا يكون أساس النجاح من كل النواحي وخاصة المجالات الحيوية المؤثرة على ناد كبير وفي البقاء في المستوى المرموق الذي احتله قاريا في السنوات الماضية وتزعزع للأسف ولعدة أسباب هذا العام ، وفي هذا الصدد فإن العديد من القرارات والإختيارات في حاجة أكيدة إلى المراجعة والتغيير بعد أن تأكدت أخطاؤها وسلبياتها وعواقبها الوخيمة على مسيرة النادي، فلا مجال للإرتجالية والعشوائية في فريق بتاريخ الترجي الرياضي ولا مكان للفاشلين والإنتهازيين في إدارة تسيّر رائد الكرة التونسية وأحد عمالقة الرياضة الإفريقية. المسؤولية تكليف ... والبقاء في الهيئة للأجدر فحسب كل المشاكل التي يعاني منها الترجي الرياضي منذ سنوات سببها واحد ويكمن في زحف مسؤولين جدد على حديقة الرياضة «ب» واندساسهم تدريجيا في صلبه وتوليهم مسؤوليات هامة أكبر منهم فشلوا في القيام بها وأدخلوا بالتالي النادي في مشاكل وانشقاقات لم يعهدها سابقا ، هؤلاء الدخلاء على الأحمر والأصفر لا علاقة لهم بالتسيير الرياضي ولا يفقهون شيئا في إدارة شؤون فريق كرة قدم ويسبحون ضد التيار الذي أرساه حمدي المدب منذ توليه رئاسة النادي وقد حان الوقت فعلا لتخليص الترجي الرياضي منهم ومن المعاناة التي يعيشها بسببهم... الجلسة الإنتخابية على الأبواب وستكون القائمة التي سيحددها رئيس النادي حمدي المدب مصيرية في تحديد مستقبل الترجي الرياضي لأن الفاشلين لا يمكن أن يكون لهم مكان فيها بل إن الأجدر فقط هو الذي يجب أن يدخل إلى سدة التسيير من هنا فصاعدا وهذا ما تقتضيه مصلحة الأحمر والأصفر. حان وقت المحاسبة ... وحق الترجي فوق الجميع هناك إداريون وفنيون تلاعبوا مثلما أرادوا بمصلحة الترجي الرياضي وهم وراء خيبته القارية أساسا في هذه السنة وهم الذين أدخلوا الخلافات والمشاكل صلب الهيئة وقلبوا التفاهم الذي كان يميّز العائلة الواحدة إلى انشقاقات كبيرة وإلى أحلاف متناحرة كل يجري من اجل مصلحته الشخصية بعيدا عن حب النادي ومصالحه... هؤلاء يعرفهم القاصي والداني في فريق باب سويقة ومع ذلك لم تتم محاسبتهم على ما فعلوه بالفريق، فالمسؤولون لا يزالون يسعون ليكونوا في القائمة القادمة لحمدي المدب في الجلسة الإنتخابية المقبلة وكأن شيئا لم يكن، والفنيون يطالبون بالأموال رغم ما أوقعوا فيه الترجي الرياضي من خيبات وكوارث أبعدته عن مسيرته الطبيعية الموفقة وأهدافه الرئيسية. إن حق الترجي الرياضي يبقى ويمر فوق الجميع ولا مجال لتفويت هفوات وأخطاء كل من عادوا به إلى الوراء وحرموه من إنجازات كان قادرا على تحقيقها وإسعاد جماهيره بها.