نظمت حركة «نداء تونس» بقصر المؤتمرات بالعاصمة اجتماعا شعبيا حاشدا، اعلن خلاله الباجي قائد السبسي رئيس الحركة عن اسباب ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة والتي لخصها في قوله: عندما يناديك الواجب لا يمكن ان تتردد لحظة، مبينا ان نداء الواجب والاحساس بدقة الوضعية التي تمر بها تونس وخطورتها يقتضيان منه الترشح لرئاسة الجمهورية عسى ان يصلح ما بالامكان اصلاحه،على حد تعبيره. واكد الباجي قائد السبسي ان حرصه الشديد على الوصول بتونس الى بر الامان واستعادة اشعاعها الحضاري بين الامم وتحقيق كل ما ينشده مواطنوها من رخاء اقتصادي وعدالة اجتماعية وتقدم علمي وثقافي واخلاقي،بالاضافة الى عدم التزام حكومة «الترويكا» بما تم الاتفاق عليه قبل ان يسلمها مقاليد الحكم...كلها اسباب اجبرته على العودة الى النشاط السياسي بعد غياب عن المشهد السياسي دام لأكثر من 20سنة قبل ثورة 14 جانفي، والترشح للانتخابات الرئاسية القادمة حتى يؤدي الامانة كاملة كما يمليه عليه الواجب وحتى لا يقول بعضهم ان الباجي لا يؤمن بالمشروع السياسي الذي تأسست من اجله حركته،على حد تعبيره دائما. ولئن استغرب الباجي قائد السبسي العدد الكبير للمترشحين للانتخابات الرئاسية-أكثر من 50 شخصية وهذا امر لم يحدث حتى في جمهورية الصين ،حسب قوله، فقد شدد على أحقية كل من يأنس في نفسه الوطنية والكفاءة للترشح للانتخابات الرئاسية،مجددا رفضه القطعي لمقترح الرئيس التوافقي الذي تقدمت به حركة النهضة . كما انتقد رئيس «نداء تونس» دعوة بعض الحركات السياسية الى اجراء الانتخابات التشريعية قبل الرئاسية، متهما هذه الحركات بالسعي الى تهميش الانتخابات الرئاسية ،متوقعا تراجعا واضحا في عدد المقبلين على صناديق الاقتراع بعد اجراء التشريعية وتقسيم الرئاسية الى دورتين لا يفصل بينهما غير اشهر معدودات. اما بخصوص الانتخابات التشريعية، فقد قال الباجي قائد السبسي ان كل قائمات حزبه متضامنة،معربا عن ثقته الكبيرة في ان يحتل حزبه مقدمة الترتيب في انتخابات 26 اكتوبر القادم. تهديد بالقتل وكشف الباجي قائد السبسي خلال الاجتماع الشعبي انه تلقى مؤخرا معلومات مؤكدة من المصالح الامنية التابعة لرئاسة الجمهورية تنبهه إلى أنه في دائرة الخطر وان هناك بعض المندسين في «نداء تونس» وفي الاجهزة الرسمية بالدولة يخططون لاغتياله والانقلاب على حركته «على حدّ تعبيره». وأضاف السبسي أنه يعرف كل المندسين داخل« النداء» الذين يسعون الى قتله فردا فردا فردا،مضيفا: «صحيح انني مهدد بالقتل ولكني لا اخاف الموت،مشيدا بالدور الكبير الذي يبذله الطاقم الامني لحمايته. هذا مشروعنا ووعد الباجي قائد السبسي انصاره ومسانديه في الانتخابات الرئاسية القادمة بالعمل قدر المستطاع على تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية واعادة هيبة الدولة بعيدا عن هيمنة البوليس والمحافظة على توازن المشهد السياسي واعادة الاعتبار للادارة ولمؤسسات الدولة،مضيفا بالحرف الواحد: لم تقم ثورتنا على تعدد الزوجات ونقض الوضوء بل قامت من اجل الحرية والكرامة والتشغيل...انتم اليوم بين مشروعين اثنين، مشروع الاسلام السياسي الفاشل ومشروع الدولة العصرية التقدمية الناجح،ولكم حرية الاختيار بينهما. واضاف السبسي:«اننا ننبذ الاقصاء والتفرد بالسلطة وحتى لوكان للنداء الاغلبية المطلقة في الانتخابات القادمة فلن يحكم لوحده ايمانا منا بمبدإ التشاركية..ننبذ الاقصاء صحيح ولكننا لا نستطيع التحالف مع من نختلف معه في المرجعية السياسية». ودعا الباجي كل التونسيين الى العمل على طي صفحة الماضي ومكافحة الارهاب بالوحدة القومية. فؤاد مبارك