دعا امس الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في اجتماع شعبي نظمته الحركة بمنطقة الكبارية بالعاصمة بحضور اعضاء قائمتها بدائرة تونس 1، إلى ضرورة التنبه والحذر في الأسابيع المقبلة ممن اطلق عليهم تسمية «قطاع الطرق»، مؤكدا ان هؤلاء يسعون إلى إفشال مسار الانتقال الديمقراطي في تونس. وأكد الغنوشي ان حركته لن تحيد عن طريق التوافق حتى ولو فازت في انتخابات هذه السنة لقناعتها بأن المراحل الانتقالية يجب ألاّ تحكم بمنطق المغالبة بل بالرفق و(التلطّف) نظرا للهشاشة التي تتميز بها بلدان الانتقال الديمقراطي، على حد تعبيره. و استرجع الشيخ راشد الغنوشي بمناسبة تنظيم اللقاء الشعبي بمنطقة الكبارية تاريخ أول درس ألقاه في هذه المنطقة في أكتوبر 1969 أي منذ قرابة 45 سنة مشيرا الى أن هذا التاريخ كان منطلق العمل الدعوي قبل تأسيس الحركة في وقت لاحق،مذكرا بنضالات أبناء الكبارية وشهدائها . وشدد الغنوشي على أن حركة «النهضة» لم تعامل خصومها بعد الثورة بنفس المنطق الذي عوملت به قبلها وأنها خيّرت طريق تضميد الجراح وتعزيز الوحدة الوطنية وتجنب شعارات التفرقة وتقسيم التونسيين، مضيفا أنها أوكلت مهمة الحسم في شأن من مارسوا الاستبداد طيلة أكثر من نصف قرن من تاريخ تونس إلى الشعب عن طريق الصناديق ،حسب قوله دائما. اما بخصوص ظاهرة التكفير، فقد جدد الغنوشي رفضه لكل الدعاوى المنادية بتقسيم التونسيين إلى مسلمين وكفار أو تقدميين ورجعيين قائلا بالحرف الواحد : «لا تقسموا الشعب بل وحّدوه» . كما دافع الشيخ راشد عن مبادرة الرئيس التوافقي مشيرا إلى أنها تقتضي أن يحصل توافق على مرشح يحوز على قاعدة انتخابية عريضة من شانها ان تساعده على العمل باكثر يسر من المرحلة الفارطة. وأضاف الغنوشي ان مبادرة الرئيس التوافقي لا تعني إلغاء الانتخابات ولا مصادرة حق الشعب في اختيار رئيسه كما يدعي البعض، مشددا على ان هذه البادرة تهدف إلى تجنيب تونس مصيرا مشابها لما عرفته مصر بعد انتخاباتها الرئاسية التي كرّست انقساما حادا في المجتمع .