تعيش عديد العائلات التابعة للإتحاد الوطني للمرأة وضعا استثنائيا فالبعض عاجز عن تأمين عودة أبنائه الى الدراسة والبعض الآخر لا يجد مبيتا لأولاده بل وحتّى الحضانة تبدو حلما صعب المنال للكثيرين في ظل غياب الرواتب وعجز أغلب الموظفين عن تدبر أمورهم وتوفير نفقات الدراسة ومستلزمات العودة المدرسية لأبنائهم وهو ما دفع بالبعض منهم إلى عدم ترسيم أولاده في حين إستنجد البعض الآخر بالأجوار لترك الأطفال عندهم زمن غيابهم عن المنزل. وفي هذا الإطار أكدت راضية الجربي رئيسة الإتحاد الوطني للمرأة ل «التونسية» انّ أغلب موظفي وأعوان الإتحاد عاشوا عودة مدرسية لا تشبه بقية العودات،مؤكدة أن أكثر من 500 أسرة بالإتحاد عاجزة عن تأمين دراسة أبنائها سواء كان ذلك بالمدارس الإبتدائية أو الثانوية أو بالجامعات. وكشفت «الجربي» انّ موظفي الإتحاد الذي دأب طيلة سنوات على توزيع الإعانات والأدوات المدرسية للأسر والعائلات المعوزة يجدون اليوم أنفسهم بحاجة إلى مساعدات. وقالت انّ لديهم بالإتحاد من لم يتمكن من ترسيم أبنائه بالجامعة مبينة أنّ أحد أولاده بجامعة قابس والآخر بجندوبة وكلاهما بحاجة إلى مبيت ومصاريف التنقل ومستلزمات الدراسة ...مضيفة انّ هناك من عجز عن ترسيم إبنه الذي يدرس بالباكالوريا، وذكرت انّ هناك مجموعة كبيرة من العاملين لم يسّجلوا أولادهم بالتحضيري أو بالإبتدائي أو الثانوي... وقالت انه رغم انّ آلاف الأسر التونسية تحتفي بالعودة المدرسية فإن أبناء العاملين بالإتحاد لا يجدون الكتب المدرسية ولا إشتراكات التنقل ولا حتى معاليم الدراسة. وأكدّت الجربي انّ وضع الأسرالتابعة للإتحاد الوطني للمرأة مُزر للغاية ،مبينة ان العاملين تحصلوا على 4 أجور من مجموع 18 راتبا وقالت انه من حين إلى آخر ينال البعض بعض التسبيقات لا تتجاوز في أفضل الحالات 100 دينار وهي لا تسمن ولا تغني من جوع. وقالت ان وضعية الأسر صعبة للغاية خاصة وان غياب الرواتب إستمر لأكثر من 3 سنوات وان لم تعد الأسر تقوى على الصمود، ملاحظة انّ هناك تباطؤا في الإدارة التونسية إذ لم يتم تناول ملف الإتحاد بجدية. وأكدت انّ كل مسؤول يتغير يطالب بوثائق جديدة وقالت: «لقد أنهكونا بالوثائق» . وأضافت انّ الملفات ليست مجرد أوراق وأن وراءها أسرا ودموعا وأطفالا ومناسبات إجتماعية ودينية وبالتالي مع كلّ تأخير تحدث مآس وآلام . وأكدت الجربي انّ ما يحدث مع موظفي الإتحاد قانونيا ممنوع وإنسانيا هو قلة ذوق وأخلاقيا عيب كبير. واعتبرت انّ السياسيين الذين يتسابقون إلى نيل الكراسي وإلى الإنتخابات وأولئك الذين يتشدقون بمكاسب المرأة كاذبون لانه تبين ان المرأة لا تزال بعيدة عن مواقع القرار. وقالت انّ المنظمة تعيش مظلمة على مدى 3 سنوات ودعت الى رفع الحصار عن الإتحاد وموظفيه . من جانبها كشفت موظفة بالإتحاد ل «التونسية» انها أم ل 3 أطفال إثنين بالإبتدائي وآخر بالحضانة وقالت أنها تخلت على الحضانة المدرسية لانها عاجزة عن تسديد المبلغ ،وأضافت ان أطفالها يبقون بالمدرسة إلى جوار الحارس إلى حين قدوم والدهم لإعادتهم إلى البيت، وكشفت ان حياتهم تغيرت كثيرا وأنه سابقا كان أولادها يبقون بالحضانة المدرسية ويدرسون هناك ولكنها اليوم عاجزة عن تلبية أبسط حاجاتهم . وأضافت قائلة رغم أني متحصلة على شهادة جامعية وقبلت عملا أقل من مستواي العلمي فإني أضطرّ الى اخذ معلوم تنقلي من زوجي والحضور الى وظيفة بلا راتب، ملاحظة انّ الموظف ربما قد يجد حلولا لو بقي بلا راتب سنة حيث يتداين ويأخذ سلفات ولكنه بعد سنتين يُنهك ولا يجد ممّن يقترض.
