ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة آواخر شهر اكتوبر في جريمة قتل تورط فيها كهل اعتدى على غريمه بآلة على مستوى جنبه بسبب خلاف عابر جد بينهما حول معاليم كراء وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر . تفاصيل هذه القضية انطلقت في شهر فيفري 2013 على اثر اشعار ورد على السلط الامنية من احد المواطنين يفيد بتعرّض شخص الى اعتداء بالعنف الشديد فتحولت دورية امنية على عين المكان وتم نقل المتضرر على جناح السرعة إلى المستشفى من طرف اعوان الحماية المدنية الا انه لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها فتم اعلام السلط الامنية واجريت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها ان المظنون فيه اختلف مع الضحية حول معاليم كرائية متخلدة بذمة الضحية وأنه انذره مرارا بتسديدها الا انه رفض مما اضطره الى تقديم قضية استعجالية لمطالبته بمغادرة المكرى لكن المجنيّ عليه ما ان علم بالأمر حتى توجه الى المظنون فيه ليعاتبه على القضية التي تقدم بها ضده غير ان مسوغ المحلّ اعلمه انه امهله تسعة اشهر دون ان يؤدي له المبالغ المتخلدة بذمته وانه لم يعد قادرا على مزيد الانتظار لأن معاليم الكراء هي مورد رزقه الوحيد فثارت ثائرة المجني عليه وشرع في شتم صاحب المحل ولكمه وصفعه امام اجواره وعندها اندلعت معركة طعن خلالها المظنون فيه غريمه على مستوى جنبه ثم تركه ينزف وتحصن بالفرار . وعلى ضوء هذه التحريات ألقي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وافاد ان المجني عليه هو السبب في وقوع الجريمة وانه قدم من منزله وهو في قمه الغضب وعمد الى شتمه على مرأى من زوجته وابنائه ولم يكتف بذلك بل انهال عليه ضربا وأنه حاول في البداية تمالك اعصابه لأنه تفهم انه في حالة نفسية صعبة مشيرا إلى ان الكاري تمادى في شتمه واهانته مما اخرجه عن شعوره فالتقط آلة حادة وطعنه على مستوى جنبه دون ان تتجه ارادته الى قتله .وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه. وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد وقد ايدت دائرة الاتهام قرار ختم البحث واحيل الملف على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة. وبالتحرير على المتهم من طرف القاضي تمسك بتصريحاته السابقة ,أما الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الامكان ومراعاة ان المجني عليه هو السبب في وقوع الجريمة لأنه هو من بادر بالعنف رغم ان صاحب المحل استعمل حقا يخوله له القانون وهو القيام بقضية استعجالية لإخراج الكاري من المنزل لعدم اداء معينات الكراء. وقد التمس الدفاع من هيئة المحكمة استنادا الى هذه المعطيات ان تعتبر الافعال المنسوبة لموكله من قبيل تبادل العنف اثناء معركة. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدى الحياة فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده آملا في تخفيف العقوبة .