هي ظاهرة عامة في كل البلاد التونسية تقريبا وليست مطلقة باعتبار أنه في التقييم عادة ما نجد حالات شاذة تحفظ ولا يقاس عليها تتعلق أساسا بتقدم الفتاة عن الولد في النتائج الدراسية بين الابتدائي والثانوي والعالي حسب ما تلاحظه العين المجردة ونعيشه في واقعنا ونطّلع عليه في ملفات النتائج والأرقام. ولأن البداية هي حتما المرحلة الإحمائية التي تمهّد حتما لجوهر الموضوع ثم لخاتمته فصورة الأسبوع الأول من العودة المدرسية خاصة في الإعداديات والمعاهد الثانوية اتضحت للعيان واضحة وضوح الشمس تؤشر لهذا البون والتباين بين بناتنا. وقد أقدمن على مدارسهن في همّة ونشاط.. يرتدين ميدعات العلم في هبة ويحملن محفظة المعارف في وقار يسرعن الخطى في حزم وجدّ مدركات في عفويّة بأن العمل هو أساس النجاح وأن الفرصة تلتقط على حرارتها عازمات على التألق وصنع المستقبل المشرق لأنهنّ عاجلا وآجلا أمهات وخالات وعمّات وجدّات... قادمات في هدوء وحياء على مجابهة إغراءات الشارع وسلوك البعض من «أبناء الحلال» قولا وحركة وتصفيرا وإيحاء... وعكسهن خرج أولادنا في أول أيام العودة المدرسية ب«لوك» لا نشهده إلا لدى مشاهير الموضة والرياضة والفن... تركوا محافظهم وتأبّطوا كرّاسات صغيرة «غفّصوها تغفيصا» وقدموا إلى معاهدهم في قمصان «ميسي» و«رونالدو» و«برشلونة» والمنتخب الألماني... في حلاقة غريبة لشعر مسّته الألوان ومواد التجميل فأنّثت الذكر وزادته ميوعة وانحلالا ولم تترك له من خشونة الرجال غير الإسم لأن الأقراط والعطر الشذي وأحمر الشفاه لم تعد غريبة عن أولادنا ممن صار ذهابهم إلى المدارس خاصة في أيام العودة المدرسية إلا للاستعراض والتفاخر وإبداء زينتهم لزملائهم... والحديث بينهم هو حتما حول «الدرّاجي» و«جابو» و«ميركاتو النادي الإفريقي» وأغاني «الحمزاوي» و«كافون»... ولأولادنا في ما يعشقون مذاهب.