مازالت تداعيات قضية النفايات وما مثلته من كارثة بيئية وصحية حقيقية بجزيرة جربة وخصوصا بمدينة حومة السوق تلقي بظلالها ولم يعد المواطن العادي يدري أي مصير ينتظره. فرغم نجاح الإضراب العام يوم الخميس الماضي فإن الحل لم يأت وربما لن يأتي في ظل اللامبالاة التامة من طرف السلطة المركزية. وقد أصبح المواطنون يشعرون بالإحباط واليأس وأيضا القهر وهو ما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. فالشباب الغاضب يواصل تحركاته الليلية منذ أيّام بل أن مجموعات منه قامت بأحداث شغب من حسن الحظ أنها لم تنل من الممتلكات العامة والخاصة فيما عمد بعضهم إلى غلق الطرق والعديد من المنافذ ومنع بعض المواطنين من الوصول إلى ديارهم ممّا أدّى إلى مناوشات مع رجال الأمن وتم استعمال الغاز المسيل للدموع وحتى إطلاق النار في الهواء. كما تم اعتقال بعض الشبان وعلمنا أن خمسة منهم سيحالون يوم بعد غد على القضاء. نحو العصيان المدني ؟ ويقول الأهالي في جربة إنّ ما حدث ويحدث مرّ مرور الكرام بوسائل الإعلام الوطنية والخاصة وكأن المسألة حادثة عابرة لا تستحق التوقف عندها وإيلاءها الأهمية التي تستحق مستذكرين كيف غزت أحداث الرش بسليانة كل القنوات والصحف ويعترف الأهالي بأنّ تصريح عبد الرزاق بن خليفة كاتب الدولة للجماعات المحلية مساء الخميس على قناة «نسمة» استفز الجميع لما رأوا فيه من «مغالطات وما يتضمنه من اتهام الأهالي برفض أهالي حومة السوق الحلول المقدمة من طرف الحكومة» وطالب الأستاذ مهدي بن حمودة الناشط الحقوقي والعنصر الفاعل بالمجتمع المدني بن خليفة بالإعتذار وإلا «ستتم مقاضاته للتستر على العصابات التخريبية التي قال إنّه على علم بما تقوم به من أعمال على حدّ تعبيره. وقد تتالت الاجتماعات لتدارس الوضع والخطوات القادمة وفي اجتماعه مساء الخميس الماضي أعلن المكتب المحلي لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عن جملة من القرارات تمثلت قي تكوين خلية أزمة داعيا إلى إقالة الوالي وغلق جميع المنافذ المؤدية للمطار والتهديد بعدم دفع كل أنواع الأداءات ومقاطعة الحملات الانتخابية ومقاطعة الانتخابات. ومساء الجمعة انعقد بمقر جمعية صيانة الجزيرة اجتماع آخر ضم مكونات المجتمع المدني والمنظمات المهنية وعددا من المواطنين وتم البحث عن السبل الكفيلة بحل الأزمة ودرس الخطوات القادمة ومن الغد أي مساء السبت عقد المكتب المحلي لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية اجتماعا أصدر على إثره البلاغ التالي: - إلغاء تكوين خلية الأزمة صلب الاتحاد المحلي - عدم المشاركة في أيّة لجنة يتم تكوينها من أي طرف - الدعوة إلى إقالة الوالي - الدخول في إضراب يومي الخميس والجمعة القادمين والاعتصام في المنافذ المؤدية للمطار - دعوة كافة أصحاب المحلات والمؤسسات ومسديي الخدمات بجميع أصنافها إلى عدم خلاص الأداءات وإرجائها إلى حين رفع الفضلات خارج الجزيرة. من جهة أخرى بدأ تحرك أهالي الجزيرة بالعاصمة ويبدو أنه سيتمّ تنظيم وقفة احتجاج السبت القادم بالعاصمة ولم يتحدد مكانها بعد. للتونسي رحمة ؟ ما سيصدربعد غد من أحكام على الشباب الثائر قد يزيد في تأجيج الأزمة ويفجر الأزمة.