بقلم: نصر الدين بن سعيدة يتحدث أهل القطاع من أصحاب الأقلام المفتولة أو من «سقط المتاع» عن أزمة مالية تكاد تكتم أنفاس صاحبة الجلالة...أزمة لم يسبق لها مثيل تنذرُ بغلق المؤسسات وإحالة جنود القلم على صفوف الاحتياط والبطالة.. ترَنح الدينار وارتفع سعر الورق والحبر واللوحات المعدنية والمحروقات والكهرباء و..و..وتسمّر سعر الجريدة بضع مئات لا تساوي سعر كأس شاي في مقهى شعبي بعد طرح مناب الموزع والبائع. الإشهار الخاص تحكمه لوبيات الوكالات ومنطق «خوذ وهات» والإشهار العمومي اقتيد بدوره إلى سوق المزايدات. في كل بلدان العالم تحظى المؤسسات الصحفية بالدعم المباشر باعتبارها تؤدي وظيفة عمومية وباعتبار المداخيل لا تغطي المصاريف والنفقات ..ان وظيفتها حيوية تستحق الدعم وتحتاج إليه كما يحصل مع الفلاحة والغاز و«الباقات» .. كيف لا تعبّر السلطة بصراحة عن انشغالها بأزمة القطاع ؟ نتفهم انشغالها بملف الإرهاب وتأمين الانتخابات ونقبل تصنيفنا بعيدا عن الأولوية لكن ألا يمكن أن يبجّل مريض بالنجدة والإسعاف وهو على فراش الإنعاش ؟!! الصحافة صوت السلطة وضمير الوطن وأحد أجهزة مناعة الدولة أليس من المفروض أن تخصّ بمجلس وزاري وبمعالجة قيصرية؟؟ يمتنع قلة من أصحاب المؤسسات الصحفية ممن ترعرعت وكبرت في أعوام «الصابة» عن الترفيع في سعر الجريدة ليس رأفة بجيوب القراء أو خوفا من تراجع المبيعات ولكن بخلفية انتهازية، فهي تخطط لغد وسخ... تنتظر أن تتراكم الجثث ويخلو لها الجوّ في الأكشاك... إنها الزمالة النتنة..كمن تأكل بثدييها... إحدى «الثدييات» لم تخجل (في إطار المنافسة الخبيثة) من الاتصال ببعض المؤسسات للمطالبة بقطع الإشهار عنّا...وكيف تخجل...؟ أثبتنا حسن النية وصدق العزيمة ونقاء السريرة وسلامة الطويّة، ولن يعوجّ خطنا المستقيم ما دامت الأرزاق بيد الله ..وإن ينصرنا الله فلا غالب لنا.